انقرضت الديناصورات رغم انها كانت مؤهلة لتكون اّلة قتل كاملة ومتكاملة، الماموث مثال آخر على ذلك وان اختلفت العوامل من ناحية القوة والحجم والسيطرة. وبقيت الأرانب والخراف والغزلان والدجاج رغم أنها في أسفل الهرم الغذائي بين الكائنات. وهكذا في السياسة. إندثر عظماء المقاتلين وماتوا في سن مبكرة بينما ظلّ الجنود الصغار وعاشوا ليكتبوا التاريخ!!، طوت الخرساء أعظم مقاتلي التاريخ وأغلقت القبور على فرعون وهرقل وذو القرنين ونابليون وهتلر ورومل وستالين وكتب التاريخ أرنب وخاروف وغزال ودجاجة.
أعداد الأسود في تناقص. وأعداد الخراف في تعاظم كل يوم!
أعداد النمور في تناقص وأعداد الغزلان تتعاظم!
أعداد النسور الجارحة تتناقص وأعداد الارانب تتكاثر!
أعداد البشر في تراجع وأعداد الحشرات في تعاظم هائل!
أسماك القرش في خطر الانقراض وأسماك صغيرة يتجاوز عددها مئات المليارات!
الامر لا يتعلق بالقوة فقط، وانما بتوازنات أكثر دقة وعلاقات أشد تعقيدا. فالأمر لم , ولن يتعلق بمن يملك القوة التدميرية المطلقة. وشاهدنا في السنوات العشرين الماضية أن الدول الاكثر قوة وأوفر مالا تحطمت بشكل أسرع من الدول الصغيرة والمحايدة. وما حدث للعراق وصدام حسين، ليبيا والقذافي، الاتحاد السوفييتي، مجرد أمثلة سريعة تثبت الفرضية.
الاحتلال يملك الاّن قوة تدميرية مطلقة. ومن الناحية الميكانيكية هو الأقوى، ولكن من الناحية الفلسفية هو المرشح الأول للخروج من اللعبة.
بالنسبة للكائنات الأضعف، يكون إندثارها أسرع اذا لم تمتلك خطة البقاء والتكاثر. والأمثلة في الطبيعة وفي المجتمعات البشرية كثيرة. هناك شعوب اندثرت وهناك فصائل كاملة من الكائنات لم تعد موجودة في الطبيعة. ويتوقع العلماء أن يندثر دب الباندا قريبا لأنه كسول وخامل ويرفض التزاوج ويمضي 20 ساعة في النوم وساعتين من ساعات يومه سرحان ويفكر في تسلق غصن واحد.
الكائنات التي صمدت طوال ملايين السنين لم يكن لها حكومات ولا وزارات ولا جماعات أيديولوجية ولا زعيم ولا مرشد ولا رواتب ولا صراف اّلي ولا تصاريح. وإنما كان لها طريقة عمل بـ "روح الفريق".
د. ناصر اللحام