وزير الثقافة والشباب والرياضة الموريتاني في حوار مع صحيفة " الرؤية " : الاقتصاد الإبداعي منجم فرص وحافظ للهوية

جمعة, 2021-12-24 20:21

أجرى وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان مقابلة مع صحيفة إيماراتية وذلك خلال تواجده في دبي لحضور اجتماع وزراء الثقافة العرب وفي بداية اللقاء وصف الوزير السيد المختار ولد داهي، تجربة الإمارات في الاقتصاد الإبداعي، بالتجربة الملهمة والرائدة، مؤكداً أن الصناعات الإبداعية تحفظ التراث، وتدعم الاقتصاد المحلي وتخلق فرص عمل.
وأكد المختار ولد داهي خلال حواراه مع «الرؤية»، أنهم يسعون الاستفادة من التجربة الإماراتية الثقافية، مشيراً إلى سعي موريتانيا لعقد 
شراكات استراتيجية مع مؤسسات ثقافية وفنية خاصة وحكومية بالإمارات، إلى جانب الهيئات والمنظمات التي تصب بمصلحة تطوير الاقتصاد الإبداعي.
ولفت إلى أن هناك خطة مدعومة من رئاسة الجمهورية لتطوير السينما الموريتانية، انطلاقاً من التجارب السينمائية الناجحة، مشيراً إلى أنهم سيستعينون بعبدالرحمن سيساغو أحد الموريتانيين الناجحين في مجال السينما والذي ترشح فيلمه لجائزة الأوسكار، حيث جرى اعتماده مؤخراً مفوضاً عاماً لمهرجان مدائن التراث، الذي يعد أكبر المهرجانات الثقافية والفنية بالبلاد ويُعنى بتطوير التراث
وهذا نص الحوار : 
ما أبرز المنتجات الثقافية التي تعرضها موريتانيا في إكسبو؟
الوزير : مخطوطات تعود لمئات السنين، وهي مخطوطات بخط علماء منذ مئات السنين، وهنالك كتب لأدب الرحلات وكتب فقه وحديث، وهذه أهم المنتجات الثقافية بالجناح، إلى جانب آلات وأدوات من التراث الموريتاني كالمصنوعات التقليدية الموريتانية والأدوات المنزلية وأدوات الحرب والسلم ووسائل التنقل وحمل الكتب كالجمل.

ما المردود المتوقع لمشاركة موريتانيا في إكسبو من حيث التسويق للمنتج الثقافي المحلي والتعريف بالقدرات السياحية للبلد؟ 
الوزير : كنت أسمع أن العالم قريةٌ واحدة، لكنني هنا في دبي، لمست أن العالم حي واحد، في إكسبو 2020 دبي، العالم كله 191 دولة مجتمعة على 100 هكتار، نعرض ثقافتنا ومنتجاتنا، ونتوقع أن العالم سيعرف موريتانيا من خلال مشاركتنا عن قرب، حيث سيتعرف العالم على تراثها وتاريخها وقدراتها السياحية، هذه البلاد التي تصل مساحتها لمليون كيلو متر مربع وتحتوي على الكثير من الأماكن السياحية.
هل هناك توجه موريتاني للدخول في شراكات مع جهات إماراتية في مجال المشاريع الثقافية والفنية والاقتصاد الإبداعي؟
الوزير : في الحقيقة، الإمارات رائدة في مجال الاقتصاد الإبداعي والصناعات الثقافية، وبالتالي نحن خلال مشاركة موريتانيا لدينا توجه للاستفادة من التجربة الإماراتية الثقافية، كما أننا نسعى لعقد شراكات استراتيجية مع مؤسسات ثقافية وفنية خاصة وحكومية بالإمارات، إلى جانب الهيئات والمنظمات التي تصب بمصلحة تطوير الاقتصاد الإبداعي.
كيف استعدت موريتانيا لمرحلة الاقتصاد الإبداعي؟
الوزير : أنشأت الحكومة الموريتانية صندوقاً لتمويل العمل الثقافي، وجزء مخصص من العائدات الجمركية موجه إلى تمويل العمل الثقافي بجميع أنواعه، وتشجيع الصناعات الإنتاجية والاقتصاد الإبداعي، ويدخل في ذلك الأيام الثقافية والفنية في إكسبو دبي، لتمويل هذا النوع من النشاط، وذلك بتوجيهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية، بالإنفاق بسخاء على الاقتصاد الإبداعي لأن فيه حفاظاً على التراث، وإمكانات لتعبئة الموارد، تخلق فرص العمل وتنشط الاقتصاد وترسخ ثقافة التراث.

تعرف موريتانيا بأنها همزة وصل بين أفريقيا والعالم العربي، ما خططها للاستفادة من هذا الموقع لإطلاق برامج أو مشاريع ثقافية تدعم موارد البلاد وتعزز مكانتها المعرفية؟ 
الوزير : نحن في موريتانيا نتميز بموقع استراتيجي، فنحن بمثابة البوابة الغربية للعالم العربي، ولنا علاقات كثيرة مع دول أفريقية، والدولة الموريتانية الحديثة تعمل على توثيق هذا الإرث من خلال خلق العديد من المراكز الثقافية والمدارس العصرية والحضرية في العديد من البلدان الأفريقية، وهنالك جالية موريتانية تتطلع إلى نشر العلم بالبلدان الأفريقية.
حقق مخرجون موريتانيون نجاحات لافتة في الخارج، وعلى رأسهم عبدالرحمن سيساغو الذي نافس عبر فيلمه «تمبكتو» على الأوسكار.. هل لديكم خطط لبناء صناعة سينمائية تعتمد على هذه النجاحات الفردية؟

الوزير: نعم، لدينا تعهد من رئيس الجمهورية الموريتانية بأن يطور السينما الموريتانية، انطلاقاً من التجارب السينمائية الناجحة، وعبدالرحمن سيساغو أحد الموريتانيين الناجحين بمجال السينما، وقد تم اعتماده مؤخراً مفوضاً عاماً لمهرجان مدائن التراث، وهو مهرجان سنوي ويعد أكبر المهرجانات الثقافية والفنية بالبلاد ويُعنى بتطوير التراث كذلك بالمدن القديمة والأثرية في موريتانيا، وسيعهد إليه تقديم خبراته بمجال تطوير السينما الموريتانية والكفاءات الشابة، ولدينا طموح وخطط عمل بهذا المجال،  الشابة ، فأنشأنا مؤخراً معهداً موريتانياً للفنون الجميلة، تابعاً لوزارة الثقافة الموريتانية، من أهم مكوناته قسم خاص بالسينما وتقنياتها

ما تقييمك للمشهد الثقافي العربي؟ وهل تعتقد أن هنالك استثماراً حقيقياً بالمشهد في ما يخص الاقتصاد الإبداعي؟

الوزير : أعتقد أن هناك استثماراً والدول تتفاوت في ذلك، ولكن الأموال الموجهة نحو المجال الثقافي والاقتصاد الإبداعي بالعالم العربي، ما زالت دون المستوى، وبإمكاننا زيادتها أكثر والعمل عليها أكثر، وهنا أوجه دعوة إلى حكومات العالم العربي بأن يحاولوا زيادة توجيه التمويلات العمومية نحو الاقتصاد الإبداعي، كونه يحفظ التراث والهوية، ويخلق فرص العمل، ويزيد الناتج الداخلي الخام، والدراسات الأخيرة تؤكد أن الاقتصاد الإبداعي أحد أهم روافد الاقتصاد والمعارف في البلدان النامية والمتقدمة.

كيف ندعم المثقف والفنان مادياً ومعنوياً على اعتبار أنهم جزء مهم من منظومة الاقتصاد الإبداعي؟

الوزير : أعتقد أن البلدان العربية ستكون بخير إن كان المثقف والفنان العربي بخير، لذلك علينا تجديد الفكر والثقافة العربية حتى نعيد للمثقف أبهته ومكانته وهيبته، ونعطيه دعماً معنوياً ومادياً، وهو أمر يحتاج إلى سن تشريعات وقوانين تصب في مصلحة المثقف، فكلما تحسسنا موهبةً إبداعية عند إنسان عربي ما، علينا أن نعمل على تفريغه إبداعياً كي يتمكن من تنمية هذه الموهبة والإبداع، وحتى لا نقتل تلك القدرة الإبداعية والموهبة

التهيدين.. ما خططكم للحفاظ على هذا الموروث الشعبي، وكيف تسعون لتسويقه وتعريف الناس به عالمياً
الوزير : التهيدين نوع من الأدب الشعبي في موريتانيا وهو نوع من الأدب يعنى بالفخر والتمجيد، وهو فن يتقنه الموريتانيون ولدينا خطة لتطوير الأدب الشعبي واللهجي، فأنشأنا مؤخراً اتحاداً للشعراء اللهجيين ومنحتهم الوزارة تشجيعات وتمويلات، وخطة لكتابة وتدوين الأدب اللهجي كي تحفظه الأجيال، والتهيدين أحد هذه الفروع.