لقد طالعت شهادة تاريخية ضمن مذكرات الأستاذ السينغالي الأستاذ إدريساَ إنيانگ... أستاذ تاريخ في جامعة كوبنهاگن تتعلق بالشعب الموريتاني ، وهو الذي عمل في دول الشرق الأوسط ومصر والمغرب العربي والخليج ... كتب في فقرة من مذكراته :
((طيلة ثلاثين سنة عملتها كمدرس لغات بين الأقطار العربية غرب آسيا وشمال إفريقيا ، وبعد الأمتزاج بتلك الأقطار إستنتجت أن هَذَا العنصر الذي نسميه عندنا في السينغال (نارگنار): أي( عرب الشمال) هم وحدهم من يمكننا في هذا العصر أن نطلق عليهم كلمة (العرب) لما يتجلى فيهم من صفات العرب القداماء من بساطة الحياة وفصاحة المنطق وسرعة البديهة وصفاء الذاكرة .
ومن الغريب أننا معشر سكان غرب إفريقيا لم نستوعب هذا إطلاقاً ولم نقدر جوارنا للعرب الأقحاح ، فمثقفونا وساستنا دائماً يحاولون إلصاقهم بالبربر والأمازيغ وهذا ظلم وأستكبار ولكن ربما لا يفهم ذلك إلا من أكثر الترحال والتجوال والأمتزاج بساكنة إثنين وعشرين قطراً عربياً))