اتهام للإسلام فإقبال عليه فسخرية منه فذبح باسمه.. ماذا يحدث للإسلام في فرنسا؟ وهل جريمة ذبح المدرس مدبرة مخابراتيا للإساءة؟ أين الحقيقة؟

سبت, 2020-10-17 17:15

تواترت الأحداث الآتية من فرنسا بشكل دراماتيكي، بدءا من هجوم ضارٍ شنه الرئيس الفرنسي ماكرون على الإسلام، واصفا إياه بأنه يعيش أزمة ليس في فرنسا فحسب، وإنما في العالم كله، مرورا بحادثة الرهينة الفرنسية التي تم تحريرها في مالي، فأعلنت إسلامها أمام ماكرون في ضربة موجعة له.

لم تكد تنتهي قصة إسلام الرهينة الفرنسية، حتى فوجئ العالم بجريمة ذبح أحد المدرسين في ضواحي باريس على يد أحد المسلمين الفرنسيين من أصل شيشاني بسبب عرض المدرس رسوما كاريكاتورية سخرت من نبي الإسلام. 

الحوادث جميعها تشي بأن ثمة شيئا ما بين الاسلام وفرنسا، وهو الأمر الذي اجتهد المراقبون لقراءته وتحليله. 

برأي السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق فإن  الحادث ارهابي مرفوض،مشيرا إلى أن المعلم والرئيس الفرنسي هما البادئان بالارهاب ولذلك فإن الغرب كله بحاجة إلي وضع صيغة تضمن أن حرية التعبير لاتبرر حرية الإساءة للمعتقدات الدينية عموما.

وحمّل الأشعل الحكومات الإسلامية المسؤولية لتواطئها مع الغرب مشيرا إلى أنه شهد ذلك خلال عمله مستشارا قانونيا لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

وتابع الأشعل: “صار حكام المسلمين يعبدون السلطة ولو علي حساب الدين المشكلة عملية قد تؤدي إلي انفجار المجتمعات الغربية إذا كان الإسلام ورموزه صاروا بلا حماية

مرة أخري أدين قتل المدرس المستخف بالإسلام ولكني أدين وبأشد العبارات موقف الرئيس الفرنسي الذي لايجرؤ علي مهاجمة الشرائع الأخري لانه ظن أن الإسلام تخلت عنه حكوماته هذا كان موقفي وتحذير داخل المؤتمر الإسلامي وفي لجنة الاسلام والغرب في المجلس الاعلي للشؤون الإسلامية حيث كان رئيس اللجنة الذي لايحفظ حرفا من القرآن ومستشار للشيخ سيد طنطاوي هو حلقة الصلة بين فرنسا والإسلام وكان رحمه الله يرأس مؤسسة للتسامح والتفاهم”.

واختتم الأشعل مطالبا بإعادة النظر في التقاعس قبل أن يفلت الزمام،مشيرا إلى أن المسلمين ليسوا هم الاسلام. 

وأردف محذرا: “أخلصوا في فك الاشتباك قبل الطوفان فالإسلام دين الله وحرية التعبير لاتبرر الإساءة إلي الآخر خاصة الاسلام”.

تأجيج العداء!!

د.خالد عمارة علق على جريمة فرنسا قائلا: “في بلد يعاني من انتشار وباء كورونا و ازمة اقتصادية و تراجع حضاري و سياسي و اقتصادي أمام البلاد المحيطة بها مثل المانيا و انجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية وتراجع في سيطرتها على مستعمراتها القديمة في إفريقيا و الشرق الأوسط…  وانهيار في احترام العالم لها قرر الزعيم الفاشل ..الذي كان يوما ما يحلم بلعب دور نابليون… لكن بعد فوات الأوان!! 

قرر هذا الزعيم ان يهرب الى الوهم ان يشغل شعبه العنصري بقصص قديمة… بالعداء ضد الإسلام  في البداية أعطى تصريحات و طلب اصدار قوانين ..للحديث عن مشكلة وهمية في عقله … الانعزالية الإسلامية و خطورتها على الجمهورية الفرنسية…!!! “.

وتابع عمارة: “لكن التصريحات لم تكن كافية لشغل الرأي العام الفرنسي المشغول بالازمات الاقتصادية و الصحية و كورونا و الكوارث المتتالية!! 

فتم عمل تمثيلية قديمة سخيفة ..مكررة .شخص عبيط يجري بسكين وراء بعض الأشخاص… امام مقر تشارلي ابيدو…. ثم يخرج ماكرون و يتحدث عن الارهاب الاسلامي!! 

تمثيلية فشلت ايضا في لفت انتباه الشعب الفرنسي الغاضب من ارتفاع الأسعار و التضخم و البطالة المتزايد … و غزو الصين لكل شيء  فقرر الارتفاع بمستوى التمثيلية… مدرس يتم قتله ..ثم يقولوا ان من قتله .. قتله لأنه عرض في الفصل صور كاريكاتير لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام… و يعلم الناس حرية التعبير … يا حرام !! “.

وخلص عمارة إلى أن  ما حدث تمثيلية فاشلة اخرى من تدبير نفس الجهات مشيرا إلى أن  هذا يذكرنا بقصة منظمة اليد الحمراء!! la main rouge منظمة شيوعية إرهابية في الستينيات … قامت بأعمال إرهابية كثيرة.. ثم اتضح بعد سنوات ان اغلب هذه الاعمال الإرهابية تقوم بها المخابرات الفرنسية نفسها !! .. لعمل دعاية ضد الشيوعية..و لتخليص حسابات فساد اجهزة الأمن الفرنسية …و قتل من لا يعجبهم.. بمن فيهم العديد من رموز المقاومة التونسية و الجزائرية في الخمسينات والستينيات!!! واختتم قائلا: حرية التعبير في فرنسا هي ان تشتم الاسلام والمسلمين.. لكن طبعا لو شتمت اليهود .. فهذا ممنوع.. هذه تهمة العداء للسامية! 

تمثيلية حاكم فرنسا الفاشل لن تنقذه سياسيا… ولن تنقذ فرنسا من التدهور الاقتصادي و السياسي و الحضاري.”

لعبة مخابراتية 

في ذات السياق اعتبر البعض أن جريمة فرنسا ما هي إلا لعبة مخابراتية لتأكيد اتهام الرئيس الفرنسي للإسلام. 

صراحة ماكرون 

على الجانب الآخر دافع د.خالد منتصر عن ماكرون،مشيرا إلى أن كل جريمته أنه كان صريحاً، وأنه لم يعط مسكنات، أو يدهن كريمات، أو يرتدِ قناعاً، وجد أن المهاجر الهندى يعيش فى بلده معه فى سلام وأمان والتزام بواجبات عمله وقوانين البلد الذى هاجر إليه، ووجد الآخر الذى لجأ إليه بعد أن مات أقاربه غرقاً فى البحر أثناء الرحلة، وأخذ معونة اللجوء، وجده يريد ميكروفون الأذان والصلاة فى منتصف الشارع والاستقلال بمدرسة إسلامية خاصة يعلم فيها ابنه أن المسيحى كافر واليهودى حفيد الخنزير، ويسعى لختان بناته ويرفض ممارستهن للرياضة إلا بالحجاب والنقاب!!.

وتابع منتصر: “وبعد كل هذا نستغرب من ماكرون أن يلقى مثل هذا الخطاب الذى يحاول فيه أن ينقذ وطناً دفع ثمن العلمانية دماء وشهداء، فليس أقل من أن يدافع عنها ضد من يعيشون بأجسادهم فى باريس القرن الحادى والعشرين وبأرواحهم فى زمن داحس والغبراء”.

 “رأي اليوم”