امران احلاهما مر!! / ذ/ اسلمو ولد محمد المختار ولد مانا

جمعة, 2019-06-14 14:38

هذه كلمة شائعة يعبر بها عن تنازع أمرين تكون نتيجة أي منهما غير مرضية بالنسبة لمن كان ذلك النزاع يعتمل في ضميره حول مايجب عليه فعله او تركه !
وهي كذلك تعبرأيضا عما يعرف بصراع الحق و الباطل ،  الواجب و العاطفة و الخير و الشر .
وفي واقع الأمر فإن ذلك الصراع الباطني يوجد لدى معظم الناس اصحاب الضمائر الحية ، و اعتقد جازما بأن السيد محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني نفسه يعيشه الآن اكثر من غيره بمقتضى الواقع الذي عاشه مع السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي تربطه به زمالة السلاح و العمل الشئ الذي يجعل بينهما كثيرا من الود و الاحترام المتبادلين خصوصا ان السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو من رشح محمد ولد الغزواني و ربما انفق على حملته الكثير من ماله الخاص - ويزعم البعض -أنه استغل له بعض ممتلكات الدولة و وسائلها.
ولكن محمد ولد الغزواني أيضا سبق و ان أناب عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز إبان غيبته بسبب وعكته الصحية التي سببت له عجزا مؤقتا عن القيام بواجبه ، وقد ادار السيد محمد ولد الغزواني أعمال البلاد بصمت و إباء صحبة الوزير الأول د/ مولاي ولد محمد لقظف ، وقد قاوم اغرآت تغير النظام التي همس له بها البعض كما جهر له بها أيضا آخرون وقد تكتم على سر هاؤلاء و ؤلائك دون ان يفشي مادر بينه معهما.
و من كانت هذه علاقتهما كصديقين مخلصين لبعضهما البعض  فمن الصعب ان ينقلب احدهما علي الآخر بين عشية و ضحاها على أمور سابقة ويقوم بإتهامه و محاكمته و ربما سجنه لليسترجع منه ما يدّعى انه قد إستولى عليه من أموال الدولة و مصالحها ، و ذلك بمقتضى يمين اعتلاء ولد الغزواني على كرسي الرئاسة القاضي بأن يعمل بجد و إخلاص على إعادة أموال الدولة و خدماتهما ممن قد اخذها بغير حق شرعي بما في ذلك الرؤساء السابقين و كافة المسؤولين الذين تعاقبوا علي إدارة هذه البلاد من أول رئيس الى آخر يوم من رئاسة آخر رئيس بما في ذلك الرئيس محمد ولد عبد العزيز  !!
و أي تقاعس او محاباة بعدم استرجاع أموال الدولة من المستولين عليها بغير حق شرعي يعتبر خيانة للأمانة المؤدي الى سخط الله عز وجل ولعنة المواطنين التي لاتبقي ولا تذر شيئا من سمعة ذلك المسؤل المتقاعس عن إرجاع المال العام من الملوثة أياديهم بالاستلاء  عليه  .
و الحال هكذا فإن أيا  من القرارين المتعلقين بمسامحة و غض الطرف عن استرجاع حقوق الدولة او معاقبة  من اختلسها يعد أيا من القرارين احلاهما مر كطعم الحنظل الذي يصعب  ابتلاعه .
و من اجل إيجاد مخرج مشرف لمحمد ولد الغزواني من هذا المأزق الخلقي فإنه يحتاج الى استشارات شرعية و قانونية من كوكبة  من العلماء و فقهاء القانون الخاص الاتقياء الذين لم تتلوث اياديهم او ضمائرهم مع الحكام المفسدين الذين قد  تعاوروا على  قيادة هذه البلاد ، و سوف يجدون له مخرجا ينقذه من ورطة الإلتزام تجاه أصدقائه . و بموجب ذلك الحل المؤمل سوف ( لا يموت العجل و لا تيبس التاديت ) 
  و ربما يتوصل ألائك  الفقهاء و العلماء على ان أي إلتزام او عقد مهما كان نوعه إذا لم يكن محله او سببه شرعيا يمكن التحلل منه بأبسط  الاساليب و الوسائل و يمكن جبر الخلل او الضرر الناتج عن فسخ ذلك العقد او الالتزام بتعويضات مادية او تخفيف عقوبات او العفو منها تماما .
و بتالي فبمقتضى ماسبق يكون ولد الغزواني قد نجا من وعيد الله عز  وجل  المتعلق بالركون الى الظالمين مصداقا لقوله تعالي : ( 
وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) صدق الله العظيم.
و ان لم تستطع فعل ما سبقت الإشارة اليه فعليك الاستقالة من متابعة الانتخابات الرئاسية و تنجو بنفسك من ورطة خيانة  الأمانة وتعود الى بيتك مرفوع الرئيس مبيض الجبين كما كنت دائما .
و في الختام فإني أقول لك صادقا بأني اشفق عليك حقا من ذلك الصراع الذي يعتمل في صدرك حاليا مقدما رجلا فيه و مؤخرا أخرى في شأن ما ستقوم به من  محاسبة الأصدقاء او تركهم ، و على العموم اتمني لك ان يقودك الله في نهاية المطاف لما فيه خير موريتانيا و خيرك أنت وليس ذلك بعسير على الله عز وجل وشكرا.