واشنطن بوست: قواسم مشتركة بين ترامب وسفاح نيوزيلندا

أحد, 2019-03-17 04:26

قالت أكبر صحفتين أمريكيتين إن سفاح نيوزيلندا الذي ذكر في “بيانه” اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يستخدم العبارات نفسها التي وصف بها ترامب المهاجرين، وتحديدا كلمة “غزاة”.
واعتبرت “واشنطن بوست” “أنه من غير المناسب تحميل ترامب مسؤولية المجزرة، رغم تصريحاته وتغريداته المتكررة المضادة للإسلام”.
وقالت الصحيفة: “لن نلقي باللوم على الرئيس ترامب لهذه المأساة، رغم تاريخه في إصدار تصريحات معادية للإسلام، وقرار حظر مهاجرين من دول إسلامية”، مشيرة إلى أن “عليه أن يفعل أكثر وأن يدين القاتل الذي استخدم تعابير الرئيس ترامب نفسه”.
وأضافت: “سمعنا قول الرئيس، أمس الجمعة، بأنه لا يعتبر أيديولوجيا القومية البيضاء مشكلة، وهذه بالطبع رسالة خاطئة، لأن عليه أن يُعلن بكل وضوح أن أيديولوجية مهاجم المسجدين في نيوزيلندا غير مقبولة أبدا”.
من جانبها، رأت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “أيدي جميع الذين أسهموا في نشر الخرافة بأن المسلمين يشكلون خطرا ملطخة بالدماء”.
وأضافت: “إذا كانت فكرة أن المسلمين يشكلون خطرا أصبحت منتشرة، فإن ذلك يعود إلى استعمال مثل هذا الكلام من قبل الرئيس ترامب”.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات ترامب خلال زيارته لبريطانيا العام الماضي، التي حذّر فيها المملكة المتحدة قائلا إن “الهجرة بدأت تغيّر النسيج الاجتماعي في الدول الأوروبية”، مضيفة أن ترامب دعا إلى “العمل بسرعة للتعامل مع الهجرة”.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات ترامب التي قال فيها إن “الإسلام يكرهنا”، مؤكدة أنه “من غير المفاجئ أن نرى إرهابي المسجدين في نيوزيلندا يشيد بترامب كرمز للهوية الجديدة للبيض والهدف المشترك”.
وفي بيانه، اعتبر المتهم الرئيس في مذبحة المسجدين بنيوزيلندا، بريتنون تارانت، نفسه أحد أنصار ترامب، إذ سأل نفسه: “هل أنت من مؤيدي دونالد ترامب؟”، وأجاب: “بتأكيد، كرمز للهوية البيضاء المجددة والغرض المشترك. لكن كصانع سياسة وقائد، لا”.
وكتب أن هجومه كان، في بعض النواحي، رسالة موجهة خصيصا للمجتمع الأمريكي، من أجل “التأثير على سياسات الولايات المتحدة وبالتالي على الوضع السياسي في العالم”، ومن أجل “تعزيز الفجوة الاجتماعية والثقافية والسياسية والعرقية.. وضمان وأد الحلم المستحيل” بأن يكون المجتمع بمثابة بوتقة لتعدد الأعراق والثقافات.
وكان الرئيس الأمريكي قد صرح للصحفيين، أمس الجمعة، بأنه لا يعتبر النزعة المتطرفة المتنامية في أنحاء العالم والقائمة على فكرة تفوق القومية البيضاء سببا لهجوم نيوزيلندا، إذ قال: “الأمر ليس كذلك بالفعل. أعتقد أنها مجموعة صغيرة من الأشخاص ولديهم مشاكل كبيرة جدا. أعتقد إذا نظرتم في ما حدث في نيوزيلندا، فربما كان هذا هو الحال. لا أعرف بعد ما يكفي عما حدث”.