قال رئيس حزب تواصل محمد جميل منصور إن لديه رأي قديم "وهو أن الثورة حالة شعبية لا يمكن أن يفتعلها حزب، ولا يمكن أن يقف في وجهها نظام، لكن يجب أن تجتمع شروطها. وأعتقد أن الحالة الموريتانية لا تجتمع فيها شروط الحالة الثورية"، وذلك ردا على سؤال لصحيفة "العربي الجديد" حول أسباب "نجاة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز من "مفاعيل" و"ارتدادات" الربيع العربي؟
وتابع الرئيس جميل " هذا ليس جديداً، بل موقف قديم. موريتانيا تستحق معارضة قوية ضد النظام، وهذا شأن الأحزاب وما تمارسه. وأعتقد أن الحالة الموريتانية لم تجتمع فيها ما اجتمع في بلدان أخرى لاندلاع حالة ثورية".
وردا على سؤال حول التحضيرات الجارية لانتخابات مجلس الشيوخ وموقف تواصل من المشاركة فيها، قال الرئيس: "حتى الآن لم تتضح الصورة. وهناك جدل قانوني في دوائر السلطة للبحث عن مخرج لهذا التجديد المزمع لصعوبة وجود هذا المخرج، سواء تعلق الأمر بتجديد ثلث واحد أو ثلثين. وبالنسبة لحزب "تواصل"، لم نتخذ بعد موقفاً من هذه الانتخابات الجزئية لمجلس الشيوخ، وبالتأكيد، حين تناقش الهيئات المختصة لموقفنا ستأخذ بعين الاعتبار الظرف السياسي، إضافة إلى موقف الحلفاء في المنتدى، وكلهم أو غالبيتهم مقاطعون وهو جزء من الانتخابات النيابية والبلدية التي أفرزت المستشارين الذين يشاركون في انتخابات الشيوخ. مع العلم أن الظرف السياسي آت بعد انتخابات رئاسية نحن قاطعناها مع حلفائنا، إذن الوضع ليس سهلاً والحالة صعبة".
وحول سؤال "لماذا يتراوح موقف الحزب من النظام بين الراديكالية أحياناً والليونة أحياناً أخرى، ألا يدل ذلك على افتقاد الحزب لاستراتيجية سياسية واضحة ومحددة؟"، أجاب الرئيس جميل قائلا:
"هذا الأمر نوقش كثيراً. نعتقد أن المواقف السياسية ليست كالمبادئ؛ الأخيرة طبيعتها الثبات والاستقرار، فيما تقوم المواقف على تقديرات اللحظة والظروف والسياق بالدرجة الأساسية. صحيح أنها ينبغي أن تعتمد على المبادئ، وأن تخدم المقاصد، ولكنها تتغير باختلاف الأحوال والأجواء.
وفي جميع الأحوال، فإن حزب "تواصل" في جوهره وسلوكه العام ليس حزباً راديكالياً؛ فهو يميل إلى العمل السياسي الهادئ والتراكمي والعلاقات السياسية المفتوحة مع مختلف الأطراف. يفضل العمل بروية وتوازن لتحقيق التغيير. ويُدرك أنه بحاجة إلى الوقت، لكي تنضج تجربته ويراكم نجاحاته. ولكن في بعض الأحيان، تجتمع ظروف تخرجه عن هذا المسار مؤقتاً في لغته ومواقفه، وأحياناً في تحالفاته، كما حصل بعد انطلاق الربيع في المنطقة واشتداد الاستبداد والأحادية؛ ولذلك انخرط مع أحزاب أخرى فيما يسمى بمرحلة "الرحيل" والدعوة إليه، فبدا كأنه راديكالي وثوري، ولكن هذا الموقف يفهم فى سياقه وظرفه، بحيث تداخلت عوامل داخلية وإقليمية. ويبقى الأصل العام في الحزب أنه حزب سياسي يفضل العمل السياسي الهادئ".