القوى الاستعمارية تطارد السراب لتجنب الانهيار الغطرسة وأوهام التحكم في العالم تصطدم بموازين القوى المتبدلة

ثلاثاء, 2025-09-02 23:42

عندما تصل الغطرسة إلى مستويات عالية دون أن يكون لها سندمادي ومعطيات ملموسة مقنعة يكون ذلك مؤشرا على بداية أفولوإنهيار هذا الطرف المتغطرس، هذا أمر أثبتت صحته تجاربالانسانية.

الغطرسة هي الفخر أو العجرفة المفرطة التي تؤدي إلى استعلاءوتكبر على الآخرين مع فقدان التواصل مع الواقع، وغالبا ماترتبط بسوء تقدير القدرات وتفضيل الأفكار السهلة على التفكيرالواقعي، ويمكن أن تظهر في سلوك الأفراد أو في سياقالسياسات العالمية.

يصف الكاتب الفنلندى «آرين تورنين» فى كتابه «تاريخالغطرسة»: ما من شيء أخطر على الإنسان من أن يقع فى براثنالغطرسة، فى لحظة النجاح، عندئذ يعتبر نفسه فى مصافالآلهة. يقول تورنين: إن الشخص المصاب بالغطرسة أو العجرفة،يعتقد أنه قادر على كل شىء، فالثقة المبالغ فيه بالنفس تستدرجالإنسان إلى تفسيرات خاطئة لبيئته، وأيضا إلى تقديرات خاطئة،ويستحق هذا الشخص أن يلتقى بـ «نمسيس إلهة الانتقام»! ثميضرب مثالا للغطرسة فى تصرفات نابليون بونابرت الذى أعلنفى عام 1811: بعد ثلاثة أعوام سأصير سيد الكون، فهزمهالإنجليز فى 1815، ونفوه إلى جزيرة سانت هيلانة بالمحيطالأطلنطي، ومات فيها مريضا بعد ست سنوات.

وذكر تورنين: إن نشوة الانتصار تعد عملية كيميائية تنشطهامشاعر إثارة وتشويق دراماتيكية، بمعنى أن تغييرا كيميائيايحدث فى الأدمغة، تصحبه نبضات فى جميع أنحاء الجهازالعصبى محدثة تلك النشوة، وهو ما حدث لليابانيين، على سبيلالمثال، بعد أن انتصروا على الصين فى عام 1937، ثم انتصروافى معركة تلو الأخرى على الحلفاء فى منطقة المحيط الهادى وفىجنوب شرق آسيا.

من يصدق ان غطرسة جورج كليمنصو رئيس وزراء فرنسا(1917- 1920)، كانت سببا رئيسيا من أسباب الحرب العالميةالثانية بعد عشرين سنة؟، فبعد هزيمة ألمانيا فى الحرب العالميةالأولى حرص كليمنصو على الانتقام منها وإذلالها ماديا وإقليمياونفسيا، مغازلا مشاعر الشعب الفرنسى وهتافاتهم، فأخذمنطقتى الألزاس واللورين ذى الثروات الطبيعية الهائلة من ألمانيا،مقابل ضمان تسديد تعويضات لفرنسا، قد بلغت 226 مليار ماركذهبى فى عام 1921، خُفضت إلى 132 مليارا، لم تستطع ألمانياسوى سداد 53 مليارا حتى 1932، وكان يتوقع أن يكتمل السدادعلى عام 1988، وهو ما كان أرضا خصبة لظهور النازية الغاضبةواندلاع الحرب العالمية الثانية. 

يقول الكاتب روبرت إى كابلان إن الحكام الذين تعتريهم نشوةالسلطة لديهم نقط عمياء، أى طموح جامح وأهداف لا يمكنالوصول إليها. عموما الغطرسة لها خلفية تاريخية عميقة، غالبًا ماتنشأ فى سياق الإمبراطوريات القوية والحضارات المؤثرة المؤمنةبتفوقها وحتمية الهيمنة، مثل اليونان وروما وبلاد فارس، ويعكسهذا الموقف ظاهرة ثقافية أوسع حيث تؤدى الثقة فى التقدم أوالشعور بالاستحقاق إلى الغطرسة فى مختلف مجالات الحياة،وغالبًا ما ترتبط هذه العقلية بقلق متزايد على المستقبل، وهو مايعنى وجود علاقة معقدة بين تصور المتغطرس عن تفوقه وانعدامإحساسه بالأمن.

نحن في نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين أمام حالةغير مسبوقة فى تاريخ العلاقات الدولية ما بعد الحرب العالميةالثانية، نوع من الغطرسة السياسية، تضرب شمالا وجنوبا، شرقاوغربا. 

يستخدم مصطلح الغطرسة العالمية لوصف الهيمنة المفترضةللولايات المتحدة على البلدان الأخرى. وفقا لديفيد إلوود، فإنالغطرسة العالمية هي «عندما تكون ثقافتك ونفوذك الاقتصاديقويين للغاية ومنتشرين على نطاق واسع بحيث لا تحتاج إلىاحتلال الآخرين للتأثير على حياتهم». تختلف الغطرسة العالميةعن مفهوم الإمبريالية، التي بموجبها تحتل دولة ما دولة أخرى. وصف الإيرانيون والفرنسيون والألمان واليابانيون والإندونيسيونوالهنود والروس الولايات المتحدة بأنها "عاصمة الغطرسة العالميةّ".

واجهت الولايات المتحدة تاريخيا اتهامات بالغطرسة، بدءا منحرب فيتنام مرورا بأفغانستان والعراق وغيرها.

 

سراب الانتصار على غزة

 

ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد 31 أغسطس 2025 أنإدارة الرئيس الأمريكي ترامب تبحث خطة لما بعد الحرب على غزةتقضي بأن تدير الولايات المتحدة القطاع لما لا يقل عن عقد ونقلسكان غزة وإعادة بنائه منتجعا سياحيا ومركزا صناعيا. 

وقالت الصحيفة إن الخطة التي اطّلعت عليها والمؤلفة من 38 صفحة تنص على أن سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليونيونصف مليون نسمة سيغادرونه إما "طوعا” إلى بلد آخر أو إلىمناطق محددة داخل القطاع خلال إعادة الإعمار.

وكانت رويترز قد ذكرت في وقت سابق أن هناك اقتراحا ببناءمخيمات واسعة النطاق تسمى "مناطق عبور إنسانية" داخل غزة،وربما خارجها، لإيواء السكان الفلسطينيين. وحملت هذه الخطةاسم مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، وهيمنظمة إغاثة مثيرة للجدل تدعمها واشنطن. وقد كشفت مصادررسمية غربية عدة من بينها مصادر سويسرية أن المؤسسةالإنسانية المزعومة مسيرة من طرف المخابرات المركزية الأمريكيةوالأجهزة الأمنية الإسرائيلية وأنها كلفت بعملية وهمية لتزويدسكان غزة بالمؤمن لخداع الرأي العام الدولي ولكنها حولت مراكزالإغاثة إلى مصيدة موت للغازيين كما أكد ذلك عسكريونأمريكيون سابقون انتدبوا كمتقاعدين للعمل في المؤسسة.

وذكرت واشنطن بوست أن كل من يملك أرضا سيحصل على “رمزرقمي” مقابل حقوق إعادة تطوير ممتلكاته، مضيفة أن كلفلسطيني غادر سيحصل على خمسة آلاف دولار نقدا وإعاناتمالية لتغطية إيجار أربع سنوات. وأضافت أنهم سيحصلون أيضاعلى الطعام لمدة عام.

وقالت الصحيفة إن الخطة تسمى “صندوق إعادة الإعماروالتسريع الاقتصادي والتحول في غزة”، ووضعتها مؤسسة غزةالإنسانية.

وتنسق المؤسسة مع الجيش الإسرائيلي وتستعين بشركات أمنيةولوجستية أمريكية خاصة لإدخال المساعدات الغذائية إلى غزة. وتفضلها إدارة ترامب وإسرائيل للقيام بالجهود الإنسانية في غزةعلى عكس المنظومة التي تقودها الأمم المتحدة والتي تقولإسرائيل إنها تسمح للمسلحين بتحويل المساعدات لصالحهم.

وكانت الأمم المتحدة قد قالت في أوائل أغسطس إن أكثر من ألفشخص لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم تلقي المساعدات في غزةمنذ بدء مؤسسة غزة الإنسانية العمل في مايو 2025، معظمهمقُتلوا برصاص القوات الإسرائيلية العاملة بالقرب من مواقعالمؤسسة.

ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلبللتعليق، لكن خطة إعادة إعمار غزة تتماشى على ما يبدو معتعليقات سابقة أدلى بها ترامب.

وأعلن ترامب لأول مرة في الرابع من فبراير أن على الولاياتالمتحدة “السيطرة” على القطاع وإعادة بنائه ليكون “ريفييراالشرق الأوسط” بعد نقل السكان الفلسطينيين إلى أماكن أخرى.

وأثارت تصريحات ترامب غضب أغلب دول العالم والمنظماتالإنسانية إزاء احتمال تهجيرهم قسرا من غزة والسيطرة علىأراضيهم,

 

حرب عصابات

 

جاء في تقرير نشرته شبكة الجزيرة يوم 28 أغسطس 2025 كتبهحلمي موسى:

تبدو إسرائيل شديدة التناقض، ولو ظاهريا، بين ما تريده وماتستطيع فعله في قطاع غزة. فالقيادة السياسية تعلن صباحمساء نيتها في احتلال مدينة غزة وإلحاق هزيمة تامة بحماس،ولا تخفي حتى نواياها في تهجير الفلسطينيين طوعا وقسرا،وحتى إن بعضها يعلن نيته أيضا الاستيطان فيها. 

والجيش الإسرائيلي، الذي كان على الدوام مقاول تنفيذالمخططات السياسية، يتحدث عن أن احتلال غزة هو "فخ"، وأنتنفيذ الخطط يعني الغرق في أوحال القطاع، خصوصا أنالجيش منهك وبحاجة إلى إنعاش وصيانة ومراجعة أولويات. وشهد آخر اجتماع للكابينت تبادل اتهامات وسجالا بين رئيسالأركان الجنرال إيال زامير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش،حمل فيه الأول على الأخير بأنه لا يعرف الفارق بين الكتيبةواللواء.

وبحسب القناة 12، فإن النقاش احتدم أثناء مناقشة عمليةاحتلال غزة، قبل إنجاز مهمة إخلاء نحو مليون فلسطيني، إذأوضح رئيس الأركان "لا نعرف كم من الوقت سيستغرق إخلاءالسكان. لا نعرف مستوى التعاون والوسائل التي سنستخدمها. من الصعب تحديد جداول زمنية دقيقة". فرد عليه سموتريتش "لقدوجّهناك لاتخاذ إجراء سريع. من جهتي، ستُتوّجهم: من لا يخرج،لا تُعطِهم ماءً ولا كهرباء، دعهم يموتون جوعًا أو يستسلمون. هذاما نريده وأنت قادر على فعله". وانضم إليه وزير الأمن القوميإيتمار بن غفير قائلًا: ماذا؟ هل أنتم خائفون من "المدعيةالعسكرية العامة"؟.

ولم يتدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمةالجنائية الدولية، ولا وزير الدفاع إسرائيل كاتس في هذا النقاش. وتحدث نتنياهو والوزير رون ديرمر عن طول "الحبل السياسي" الذي تملكه إسرائيل. وأوضح الاثنان أن "الرئيس ترامب يمنحناكل الدعم، لكن لا نملك وقتا لا نهائيا، (..) العمل لمدة 6 أشهر غيرممكن. ترامب يريد عملًا سريعا وحاسما، ولا يريد إطالة أمدالحرب".

ورغم أن إعادة احتلال غزة وتدميرها، وفق ما أعلن من مخططات،يتطلب من الجيش الإسرائيلي ما يقرب من عام، فإن القيادةالسياسية تطالب بتقليص الجداول الزمنية. فحرب لمدة عام آخرتزيد ليس فقط حجم الكارثة الاقتصادية التي تعيشها إسرائيل،ولا الكارثة السياسية الدولية، وإنما أيضا ما يعانيه الجيشالإسرائيلي ذاته من تفكك وتراجع.

وثمة بين العسكريين من يرون أن الجيش الذي فشل في تحقيقأهداف "عربات جدعون الأولى"، سوف يمنى بمزيد من الخسائروسيفشل في تحقيق أهداف "عربات جدعون الثانية". وفي نظرهؤلاء، يجد قادة الجيش الإسرائيلي صعوبة في فهم معنى حربالعصابات الحديثة. إذ "يتحدث كبار القادة الإسرائيليين فيالميدان وفي المناصب العليا عن مقاومين خائفين يفرون من الجيشالإسرائيلي، لكنهم ببساطة لا يفهمون حرب العصابات التيتشنها حماس، التي لا تسعى إلا إلى الانتقام والاختفاء وتستخدمالقوة النارية التي يستخدمها الجيش في قطاع غزة لتوريطإسرائيل في العالم".

وبحسب ما ينشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الجيش وفقما يقع من أحداث، خصوصا العمليات التي وقعت في بيت حانونوجباليا والزيتون وخاني ونس ورفح، يواجه جملة مشاكل يصعبحلها في وقت قريب. فالجيش البري يعاني من إنهاك واسع،ومعداته تحتاج إلى صيانة، كما أن الروح القتالية لجزء منجنوده، تراجعت بشكل كبير.

وتعتقد قيادة الجيش أن برنامج الحملة الذي يبدأ في 7 أكتوبر2025، يسمح لفصائل المقاومة بالتخندق والاستعداد في أنفاقمدينة غزة، مما يجعل ما جرى حتى الآن من مقاومة مجرد جزءيسير مما سيحدث.

وصرح مصدر عسكري إسرائيلي لشبكة "سي إن إن" الأمريكيةبأنهم "يعلمون أننا قادمون ولذلك هم يستعدون"، في وقت أنالجيش غير متأكد من عدد المقاومين الباقين، ولا يعرف بدقة شبكةالأنفاق في المدينة، والتي هي "أكثر تعقيدا مما توقعنا". وإذاأخذنا بالحسبان ما جرى في آخر عملية اقتحام لموقع عسكريإسرائيلي في خان يونس حيث كانت فتحات النفق على بعد 40 مترا فقط من الموقع، نعرف حجم المصاعب التي تعترض الجيشفي غزة.

وبحسب تحقيقات الجيش الأولية، استغرق الأمر حوالي ثلاثساعات من لحظة خروج مسلحي حماس من فتحة النفق، التيتبعد حوالي 40 مترا عن الموقع العسكري، حتى انتهاء الحادث.ويعترف الجيش بأنه رغم وجود معلومات استخباراتية شاملة حولالأنفاق في قطاع غزة، فإنهم لم يعثروا عليها جميعا بعد.

وتوجد قوات من وحدات مختلفة من الجيش الإسرائيلي فيالمنطقة التي وقعت فيها الحادثة منذ عدة أسابيع. وقد خرجمسلحون من فتحة النفق المذكور، ودخلوا الموقع الذي تمركزت فيهقوة من لواء كفير، وبدؤوا بإطلاق نيران الرشاشات والصواريخالمضادة للدبابات على القوات. حسب تل أبيب أصيب ثلاثة جنود،أحدهم بجروح خطيرة واثنان بجروح طفيفة، وبدا أن المهاجمينكانوا يستعدون لأسر جنود.

 

المعلومات الاستخبارية

 

وكتب المراسل العسكري لـ"يديعوت" يوآف زيتون أن المعلوماتالاستخبارية التي لدى الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حماساستأنفت بناء الأنفاق والبنية التحتية تحت الأرض حتى فيالمناطق التي أجرى فيها الجيش مناورات سابقة. ويقدر الجيشوجود أنظمة تحت الأرض كبيرة ومهمة لحماس في مدينة غزة،بعضها لم يُكشف في المناورة الأولى في المدينة قبل حوالي عامونصف العام، وسيكون التحدي تحت الأرض أكثر خطورة للقواتفي حال إجراء مناورة أخرى هناك.

وقال مسؤول في الجيش ليديعوت "القتال لمدة عامين في غزة أمرمعقّد وصعب. معنويات المقاتلين واحترافيتهم عالية للغاية، لكننانتعامل مع عواقب قتالٍ ممتد لعامين متتاليين". ويقر كثيرون بأنهجوم خان يونس لم ينتهِ بكارثة، لكن الكابوس الحقيقي ينتظرالجيش في غزة. فغزة فيها أعلى كثافة بنائية وبعمارات وأبراجعالية، وهدمها -عدا عن الوقت الطويل الذي يتطلبه- يوفر غطاءهاما للأنفاق وفتحاتها. والفشل الاستخباري الذي ظهر في خانيونس، سوف يتكرر في غزة وربما بوتائر أعلى.

كما أن تجربة خان يونس أظهرت أنه رغم توهم سيطرة الجيشعلى المدينة و"تطهيرها" ثلاث مرات، فإن ذلك لم يمنع استمراروجود أنفاق ومقاومين فيها. وحسب مصدر إسرائيلي "هكذا تبدوحرب العصابات. جيشٌ كبير يتمركز في خلية ميدانية، في حينيتحرك الإرهابيون عبر الأنفاق. يخرجون، وينفذون هجومًا ثميختفون". وهذا بالضبط الكابوس الذي يخشاه الجيشالإسرائيلي بشدة في غزة، فالجيش الذي يبقى في أرض يحتلهالفترة طويلة، يفتقر للمزايا التي توفرها لمقاتلي حرب العصابات.

وفي مقالة لمراسل القناة 12 شاي ليفي، يعرض لسوء فهم قادةكبار وصغار في الجيش الإسرائيلي لمبادئ حرب العصابات التيتعتمد مبدأ "اضرب واهرب"، وهو أمرٌ الجيش الإسرائيلي ليسمؤهلا له. ويعتقد أن سوء الفهم هذا يؤثر بشكل مباشر على عمليةصنع القرار وعلى الإستراتيجية والنتائج النهائية. وهو يرى أنالجيش الإسرائيلي دمر منظومات حماس العسكرية من قياداتوأدوات وهياكل التي كانت أشبه بمنظومات جيش. لكن الحرباستمرت وحماس غيّرت أسلوبها: بدلا من جيش كبير غدت منظمةحرب عصابات. وغدا تمركز الجيش الإسرائيلي في مواقع ثابتةسمة ضعف وليس عنصر قوة.

 

جبهة بلا خطوط 

 

وأشار إلى أن عقيدة الجيش الإسرائيلي القتالية المعتمدة علىمبادئ الحركة السريعة وإطلاق النار الكثيف وغزو الأراضي،تجد صعوبة في التعامل مع واقعٍ يفتقر إلى خط جبهة واضح،ويعمل فيه العدو في مساحة مدنية كثيفة مليئة بالدمار والبنيةالتحتية تحت الأرض.

مبادئ حرب العصابات هي الاختباء، وتحديد نقاط الضعف، ثمالاختفاء بسرعة. وبسرعة صار الجيش يقيس نجاحاته بإحصاءجثث أعدائه من دون أن يؤثر ذلك على مجرى الأمور. فالهدفليس تحييد أفراد، وإنما في الأصل كسر إرادة القتال عندهم.

ويرى شاي ليفي أن هناك في الجيش الإسرائيلي بشكل عام، منأعلى المستويات إلى أدنى المستويات، انفصاما يُذكّرنابالجنرالات الأمريكيين في حرب الفيتنام. فقادة الجيشالإسرائيلي يعرضون صورة وردية، لكنهم ببساطة منفصلون عنالواقع الصعب والمعقد على الأرض بشكل عام. وهذا يُعطيالجمهور الإسرائيلي ذروة الفرح والشعور بالنصر، الذي ينفجرعلى أرض الواقع، ومرة أخرى لا نفهم -على سبيل المثال- كيفبعد عامين، تهاجم فصيلة من حماس موقعا للجيش الإسرائيلي أوحتى تفكر في الأمر.

ويوضح المقدم (احتياط) ألون إيفياتار، الخبير في الشأنالفلسطيني، في حوار على إذاعة "إف إم 103" أن حماس "تلقتضربة موجعة، وهي تعمل وفق نمط مختلف. فقد تطورت من جيشصغير إلى حرب عصابات خالصة، وتعمل من منطق حربعصابات. بفضل وحداتها داخل الأنفاق، تتمكن من تسليحنفسها، والسيطرة على المتفجرات، ومن وجهة نظرها، إذا قررتإسرائيل دخول قطاع غزة، فستحرص على محاصرته بطريقةتُنهك إسرائيل. ستتخبط إسرائيل في دمائها. ومن وجهة نظرها،القطاع مجرد وحل غزي، وإذا دخلت إسرائيل، فستدفع الثمن". وفي نظره "حماس ليست خائفة من دخول الجيش الإسرائيليإلى غزة"، فقد وجهوا رسالة "إذا قررت إسرائيل دخول مدينة غزة،فحماس تنتظرها هناك".

 

لبننة 

 

أما الرئيس السابق لشعبة العمليات الجنرال (احتياط) إسرائيلزيف فحذر في حوار على إذاعة إف إم 103″ من أنه يُلاحظتغييرًا في نمط عمل حماس. وقال "هذا بالضبط ما تسمّىبـ"لبننة" الوضع في غزة. هناك نوع من عدم الوضوح فيما يتعلقبمسألة عدم وضوح الهدف، ونتيجةً لذلك، تبقى القوات في حالةمؤقتة باستمرار. الدفاع غير مُنظّم ولا يوجد زخم للهجوم".

وبحسب زيف "ما نراه أمام أعيننا هو حماس جديدة، حماستتعافى من الضربة التي تلقتها من الجيش الإسرائيلي. حماستُعيد تنظيم نفسها كما بدأت كمنظمة إرهابية، منظمة حربعصابات". من وجهة نظره، هذا تغييرٌ نتج عن أفعالنا. اليوم،نتعامل مع نوع من صنع أيدينا، "بمجرد أن لا تُغير النتيجة وضعالحكم هناك، ستُسبب الفوضى في ما يلي. الأمر لا يقتصر علىحماس فحسب، بل هناك جماعات مسلحة أخرى لا تُقاتلإسرائيل حاليا".

عموما، من المؤكد أن إسرائيل تبحث في كل الاتجاهات عما يمكنأن يقلص من آثار حرب العصابات على جنودها. ولكن في ظلوضع فيه آلاف الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة التي يعيدالفلسطينيون استخدامها، وآلاف الشباب الناقمين على الاحتلال،وسد إسرائيل آفاق أي تسوية أو حكم مقبول، فإن النتيجةالطبيعية هي مقاومة مستمرة. وحرب العصابات تعتمد بشكل كبيرعلى دوافع وأهداف نفسية وإعلامية مؤثرة ميدانيا، وفي الأساسعلى الجنود ومعنويات الجمهور الإسرائيلي وما تثيره من جدلعام.

وعندما يترافق هذا مع أشكال المقاطعة السياسية والاقتصاديةوالملاحقات القانونية، فإن فرص الضغط على إسرائيل لإنهاءالحرب من دون شروطها تزداد. وأخيرا فإن حرب العصابات إذاما تطورت، وليس فقط في قطاع غزة، فإنها تشكل النقيض لعقيدةالقتال الإسرائيلية القائمة على الضربات الخاطفة والحربالسريعة.

 

إسرائيل عالقة في فخ

 

تحت عنوان “إسرائيل في فخ غزة”، قالت مجلة “لوبوان”الفرنسية إن أكثر من عام ونصف مضى منذ هجوم السابع منأكتوبر، ومع ذلك لم تحل إسرائيل أياً من معضلاتها، بل علىالعكس، فالخطة التي أقرّها مجلس وزراء بنيامين نتنياهو في 5 مايو لإعادة السيطرة على القطاع، تنذر بكوارث جديدة. وترىالمجلة أن إعادة الاحتلال العسكري لغزة ستعيد إسرائيل إلىمستنقع إدارة منطقة يبلغ عدد سكانها أكثر من 2.1 مليون نسمة،يعاديها معظمهم. وهو تحديدا ما دفع رئيس الوزراء الأسبق،أرييل شارون، إلى الانسحاب من القطاع عام 2005 وتفكيكالمستوطنات المقامة فيه. والعودة إليه اليوم ستكون “كارثة بكلالمقاييس”، بحسب المجلة، مشيرة إلى أن أكثر من 60 في المئةمن الإسرائيليين، وفقا للاستطلاعات، يعارضون إعادة احتلالغزة. 

ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن القضاء على مقاتلي الحركةالإسلامية بات قريبا. لكن، أليس هذا ما يعد به منذ عام ونصف؟تتساءل المجلة الأسبوعية الفرنسية، مضيفة أن نتنياهو، علىعكس معظم أسلافه، أراد إقناع شعبه بإمكانية تحقيق الازدهارمن دون سلام، متجاهلا أن الاحتلال والاستيطان لا يؤديان سوىإلى تأجيج الصراع وجر البلاد إلى مزيد من الاضطرابات.

واعتبرت المجلة الفرنسية أن غياب الغطاء الدبلوماسي، وغيابرؤية لحل سياسي للقضية الفلسطينية، وعدم وجود خطة لتحريرالرهائن، كلها عوامل تدفع حكومة نتنياهو يومًا بعد يوم إلى فخغزة. وهذا بالضبط ما كان يريده زعيم “حماس” الراحل، يحيىالسنوار. فرغم أن العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر قد تمت تصفيتهمن قبل الجيش الإسرائيلي، فإن الفخ الذي نصبه ما يزال يطبقشيئًا فشيئا على إسرائيل، تختم مجلة “لوبوان”.

 

هل تتجدد الحرب على لبنان؟

 

على الجبهة اللبنانية ورغم نجاحها يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024 في قتل زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله وعدد من كبارقادة التنظيم وجر بيروت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يعود حزبالله إلى استعادة عافيته وتفشل واشنطن حتى الآن في نزعسلاحه رغم ضغوطها وتهديداتها وهو ما يضع إسرائيل أمام خطرتجدد التعرض للضربات.

جاء في تقرير نشر في العاصمة اللبنانية بيروت فاتح سبتمبر2025 تحت عنوان هل تتجدد الحرب على لبنان؟:

لم يكن قرار الحكومة اللبنانية بطرح شعار «حصرية السلاح»حدثًا عابرًا في السياسة الداخلية، بل خطوة أعادت النقاش إلىمربّعه الأول: مستقبل سلاح حزب الله. ومع تمسّك الحزب برفضأي مسّ بهذا السلاح، بدا واضحًا أن الصراع لم يعد فقطسياسيًا داخليًا، بل بات يتقاطع مع حسابات إقليمية أوسع، وفيمقدمتها قرار إسرائيل بشأن احتمالية تجدد الحرب على لبنان. 

من جانبها، تبدو إسرائيل عالقة بين حدين متناقضين: الأولباستعجال الحسم خوفًا من أن يستعيد الحزب عافيته بسرعة،ويحول الضربات الأخيرة إلى فرصة لتعزيز قوته، والثاني يفرضالتريث خشية أن تؤدي أي حرب جديدة إلى قلب المعادلات وإعادةالصواريخ إلى تل أبيب، بما يطيح بالسردية التي يروج لهانتنياهو عن إنهاء خطر الحزب.

وبين هذين الحدين، تتزايد الأسئلة في لبنان: هل يشكل شعار«حصرية السلاح» بداية مرحلة جديدة من المواجهة الداخليةوالخارجية معًا؟ أم أنه مجرّد فصل إضافي في مسار مأزوم،تبقى فيه احتمالية الحرب قائمة، ولكنّ توقيتها رهنٌ بحساباتإسرائيلية معقدة؟

منذ انتهاء الحرب الأخيرة، يتصرف العقل الإسرائيلي على قاعدةأنّ الفرصة التي سنحت لتوجيه ضربات قاسية إلى حزب الله قد لاتتكرر مرة أخرى. ذلك أنه رغم الجراح العميقة التي أصابتالحزب، إلا أنّ إسرائيل تدرك أنّ الضربة القاضية لم تتحقق. وقدعلّمتها تجربة أربعة عقود أنّ حزب الله ليس حركة يمكن إضعافهاإلى حدّ الانهيار، ولا هو شبيه بمنظمة التحرير التي أخرجت منبيروت عام 1982، بل هو تنظيم عقائدي شديد القدرة على التعلّموالتكيّف.

وهذا العنصر يزيد من قلق إسرائيل. لأن كل يوم إضافي يسمحللحزب بإعادة ترميم قدراته، وبناء ما تهدّم، واستنباط طرق جديدةلمواجهة التهديدات. ولأن الحزب يميل إلى تحويل كل انتكاسةٍ أوتهديد إلى فرصة لاكتساب خبرة أكبر ومراكمة عناصر قوةإضافية، فإنّ تل أبيب ترى أنّ «النافذة الزمنية» المتاحة لها الآنقد تنغلق سريعًا.

من هنا ينبع الاستعجال الإسرائيلي: فكرة أنّ الحسم يجب أنيُنجَز قبل أن يكمل الحزب لملمة صفوفه ويستعيد قدراته. لأن تقديرالعدو الأمني يرى أنّ الضربات التي أصابت القيادة والبنيةالتحتية للحزب لن تبقى فعالة لوقت طويل، وأن أي تأخير يمنحالحزب فرصة استعادة زمام المبادرة.

هذا الاستعجال ليس كافيًا لدفع إسرائيل نحو الحرب. فالحسابات السياسية والعسكرية في تل أبيب أكثر تعقيدًا ممايبدو. صحيح أنّ إسرائيل خرجت من المواجهة الأخيرة بقدرٍ منالتفوق النسبي وحرية حركة أوسع، ولكنّ ذلك لا يعني أن خوضحرب جديدة سيكون بالضرورة في صالحها.

في الداخل الإسرائيلي، يروّج نتنياهو لسردية مفادها أنّهاستطاع «تحييد خطر حزب الله» أو على الأقل تقليصه إلى الحدّالأدنى. أي مواجهة جديدة تحمل في طياتها خطر تقويض هذهالسردية بسرعة، إذ يكفي أن تسقط صواريخ على تل أبيب أومدن الوسط لتنهار صورة «الانتصار» وتتحول إلى عبء سياسيعلى الحكومة.

في العامل الإقليمي والدولي، تعلم إسرائيل أنّ أي حرب واسعةعلى لبنان قد تعيد خلط الأوراق مع الولايات المتحدة ومع العواصمالعربية التي تشهد مسار تطبيع متفاوت. كما إن التغيرات فيسوريا والعراق واليمن تجعل ميدان الحرب أكثر تشابكًا،واحتمالات المفاجآت أعلى مما كانت عليه في السابق. وهذا، مايجعل التريث خيارًا غير ثانوي، بل ضرورة سياسية وعسكرية، مادامت إسرائيل تستثمر مكتسبات الحرب الأخيرة، دون المجازفةبخسارتها في مواجهة جديدة قد تكون مكلفة وغير محسوبةالنتائج.

مشروع الداخل لنزع السلاح لا يلزم إسرائيل بأي خطوة، فيمااعتمد حزب الله خيار الغموض حول قدراته ونواياه. 

في الداخل اللبناني، يحتدم النقاش حول مشروع «حصريةالسلاح»، حيث يتصرف خصوم حزب الله على استغلال فرصةتاريخية للتخلص منه نهائياً. ويتهامس هؤلاء عما إذا كان العدوسيدعم هذه الجهود عبر القيام بخطوات ملموسة، مثل الانسحابمن النقاط الخمس المحتلة في الجنوب، أو وقف الاعتداءاتالمتكررة والاغتيالات والغارات الجوية؟ انطلاقاً من الاعتقاد بأنهذه الإجراءات تسحب الذرائع من يد الحزب وتمنح الحكومة قوةلفرض قرارها.

قد يبدو هذا الخيار منطقيًا، ولكن إسرائيل لا تفكر بهذه الطريقة. فالغطرسة الإسرائيلية لا تسمح بهكذا «تنازلات»، وهي تقول إنّهاتصنع «أمنها» بيديها، لا عبر أي معاهدات أو ترتيبات أمنية. لذلك فهي تفضّل تكريس معادلة التفوق والهيمنة، حتى لو كانتالنتيجة المباشرة أن تمنح حزب الله نقطة قوة إضافية في النقاشالداخلي. فالحزب يطرح السؤال البديهي: كيف يُطلب منه التخليعن سلاحه فيما العدو لا يزال يحتل وينتهك ويضرب؟

بهذا المعنى، تعيد إسرائيل إنتاج المعادلة نفسها: إصرار علىإظهار السيطرة واليد العليا، ولو على حساب منح حزب الله المزيدمن الأسباب والشرعية في التمسك بسلاحه. إنها سياسة تقومعلى الإذلال وردع الخصوم، ضاربةً عرض الحائط القرار 1701 أو أي مسار ديبلوماسي يمكن أن يقود إلى استقرار حقيقي.

في مقابل الضغوط الإسرائيلية والداخلية، يبدو أن حزب الله يعتمدمقاربة جديدة لإعادة بناء معادلات الردع، تقوم على العودة إلىالمجهول. فالحزب بات ممتنعًا عن الكلام العلني حول قدراتهالعسكرية، وتوقف عن استعراض نوعية السلاح أو الإعلان عنعمليات إعادة البناء، مفضلًا الصمت والغموض على الإفصاحوالتباهي.

هذا النهج يعيد إلى الأذهان المرحلة الممتدة منذ تأسيس الحزبحتى حرب يوليو 2006، حيث كانت السرية التامة والحساسيةالأمنية المطلقة من أبرز سمات عمله. يومها، كان الغموض نفسهمصدر قوة، إذ ترك العدو في حالة شك دائم حول ما يملكهالحزب، ما جعل المخيلة الإسرائيلية تميل دائمًا إلى افتراضالأسوأ.

اليوم، يبدو أنّ الحزب يسعى إلى استعادة هذا الغموض البنّاء، إذيتحول إلى أداة ردع بحد ذاته: فالتكتم على القدرات وخططالتعافي يعيد للحزب قدرة على المفاجأة، ويجعل إسرائيل عاجزةعن التقييم بدقة لحجم التهديد. ويعيد حزب الله صياغة ردعه عبرالعودة إلى الغموض البنّاء: صمت مدروس يعيد إنتاج حالة الشكلدى العدو.

ولعلّ أكثر ما يعبّر عن هذه المقاربة هو ما قاله مؤسس الحزبالسوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة: «نحن حزب قتال،ولكن حزب رويةٍ بالقتال». فالحزب اليوم لا يتخلى عن سلاحه ولاعن مشروعه، ولكنه يقدّم نفسه كتنظيم أكثر ترويًا وسرية، لايُستَفز ولا يجانب خوض معركة حسب توقيت الآخرين، فيجمع بينالاستعداد الدائم وبين الصبر الإستراتيجي، ليعيد صياغة الردعمن موقع الظل لا من منصة العلن.

هكذا، يقف لبنان على حافة مواجهة جديدة، في معادلة شديدةالحساسية: إسرائيل لا تثق بالوقت وتخشى المستقبل، وحزب اللهيراهن على الزمن كسلاح سريّ بحد ذاته.

 

حراس البحر الأحمر

 

رغم نجاح إسرائيل بدعم من حلفائها في واشنطن ولندن وبرلينفي قتل رئيس وزراء اليمن وعدد من أعضاء حكومته خلال اجتماعلهم في صنعاء يوم الخميس 28 أغسطس 2025 لم يحدث فراغفي اليمن وواصل الجيش اليمني عمليات قصفه للمواقعالحساسة في إسرائيل.

وفاتح سبتمبر توعدت صنعاء بردّ واسع ومؤلم على اغتيال حكومةالرهوي، مؤكدة تصعيد المواجهة مع الكيان الإسرائيلي وتهديدمواقع حيوية للاحتلال.

وأكّدت القيادة العسكرية العليا، في تصريحات متعدّدة، أن الردّاليمني على هذه الجريمة سيكون مؤلماً للعدو، وأن «أياماً سوداًتنتظر إسرائيل».

وقد تمكّنت صنعاء من احتواء تداعيات الاستهداف الذي طاولاجتماعاً للحكومة، في أقلّ من 48 ساعة، وذلك بتكليف النائبالأول لرئيس الحكومة، محمد مفتاح، بالقيام بأعماله إلى حينتعيين خلَف للشهيد، وتوجيه القوات المسلحة بالرد القوي والمؤلمعلى هذه الجريمة التي أودت، إلى جانب الرهوي، بحياة وزراءالخارجية، جمال أحمد عامر، والزراعة، رضوان الرباعي،والكهرباء، علي سيف الشرجبي، والإعلام، هاشم شرف الدين. وقالت مصادر حكومية مطّلعة في صنعاء، لـ»الأخبار»، إن وزراءآخرين أيضاً أصيبوا بجروح متباينة، مضيفة أن البعض منهمإصاباتهم خطرة، ويتلقّون العلاج في مستشفيات العاصمة. ونفتالمزاعم التي تم تسويقها في شأن مقتل جميع أعضاء الحكومة.

قالت مصادر عسكرية مطّلعة، لـ»الأخبار»، إن «الردّ اليمني علىاستهداف اجتماع اعتيادي لحكومة مدنية، لن يكون انفعالياً كمايتوقّع البعض، بل إن العمليات التي تعدّ لها قوات صنعاء ستكوننوعية ومؤلمة، وإن مقرّات الاحتلال الحكومية لن تكون بعيدة عننيران قواتنا المسلحة». وأضافت المصادر أن «بنك أهداف صنعاءقد يتّسع ولن يكون منزل ومقرّات (رئيس حكومة العدو، بنيامين) نتنياهو، أماكن آمنة».

وعلى خط مواز، دفع هذا الاغتيال، بقيادة «أنصار الله»، إلىوضع الملف الأمني الداخلي في رأس قائمة الاهتمامات، خاصةأن الموالين للتحالف المعادي للحوثيين حاولوا استغلاله، بالدعوةإلى التصعيد ضد الحركة، معتبرين أن ما حدث سيضعفالحركة.

في المقابل، بدت مخاوف الكيان الإسرائيلي من ردّ صنعاء علىالهجوم، واضحة. وخلال الساعات الماضية، قالت وسائل إعلامعبرية إن حكومة الاحتلال نقلت اجتماعاتها إلى أماكن سريةومحصّنة تحت الأرض، في حين ذكرت «القناة 12» العبرية أنالحكومة فرضت حظر نشر في شأن اجتماعاتها.

 

عمر نجيب

[email protected]