قال السفير د. عبد الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وأستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة إن محكمة العدل الدولية ستقوم بإجراءين فيما يتعلق بالدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا:
الأول: إجراء تحفظي بمعنى إصدار قرار بوقف الأعمال الحربية التي تستهدف إبادة الشعب الفلسطينى، وسيقوم مجلس الأمن بالتعامل مع إسرائيل في حال رفضها.
وأضاف لـ “رأي اليوم” أن ميثاق الأمم المتحدة ينص على تنفيذ أحكام محكمة العدل الدولية.
وقال إن الإجراء الآخر سيستغرق شهرين إذا ثبت للمحكمة انتهاك إسرائيل لاتفاقية 48 التي استندت إليها جنوب إفريقيا.
وقال إن مجلس الأمن في هذه الحالة سيستند إلى الفصل السابع كله، وسيكون أمامه إما فرض عقوبات على إسرائيل وفقا للمادة 42، وإما أن يحرمها من أشياء نظامية مثل وقف تصويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد الأشعل أن الموضوع هذه المرة جدي ، داعيا إلى عدم تصديق ادعاءات البعض بأن العالم سيرتد إلى عصر الغاب.
وقال إنه يجب على الدول العربية التمسك بالقانون، مؤكدا تفاؤله.
وعما إذا كانت إجراءات محكمة العدل سريعة أم بطيئة؟
قال إن جنوب إفريقيا قدمت الدعوى، وطلبت محكمة العدل الدولية من إسرائيل الرد، فردت بتصريحات سياسية جوفاء، واتهمت جنوب إفريقيا إبان فترة العنصرية بارتكاب جرائم إبادة ضد الشعب الإفريقي.
وقال إن من المتوقع أن تطلب محكمة العدل الدولية الاسبوع القادم من كل من إسرائيل وجنوب إفريقيا تقديم مذكرات عن الموقف.
ودعا الأشعل الجامعة العربية أن تتدخل وتساند طلب جنوب إفريقيا، مؤكدا أنه سيكون عارا يلحق بكل الدول العربية أبد الدهر إذا لم يتدخلوا في مثل تلك القضية المصيرية.
وعن موقف جنوب إفريقيا، قال إن جنوب إفريقيا يحركها أمران: الأول أن إسرائيل كانت تدعم في الماضي حكومة جنوب إفريقيا العنصرية ضد الأفارقة الذين يحكمون الآن، لذلك هناك ثأر تاريخي بين جوهانسبرج الحديثة وتل أبيب.
الثاني أن جنوب إفريقيا تطمح أن تكون الدولة الممثلة لإفريقيا كلها في الأمم المتحدة.
وأبدى الأشعل حزنه على فقد مصر مكانتها إفريقيا واقليميا.
وقال إن هناك 5 دول أخرى رفعت دعوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية ، منها جيبوتي وجزر القمر،مشيرا إلى رئيس المحكمة الجنائية الدولية برغم انه باكستاني ، فإنه منحاز لإسرائيل.
وقال الأشعل إنه أرسل إلى رئيس المحكمة الجنائية الدولية رسالة ردا على كلامه الذي قال فيه إن إسرائيل ليست عضوا في المحكمة، بتأكيد أن روسيا أيضا لم تكن عضوا في المحكمة ومع ذلك تم التحقيق معها، وإصدار حكم بجلب بوتين إلى المحكمة للتحقيق معه.
وقال الأشعل إن التمييز- قانونيا- بين أوكرانيا وفلسطين واضح جدا.
ودعا الأشعل إلى تسليط الأضواء على تلك الحقائق الساطعة لكشف مواقف الغرب.
وعن الفرق بين كلتا المحكمتين: العدل الدولية، الجنائية الدولية.
قال الأشعل محكمة العدل الدولية محكمة مدنية وهي الأساس، بينما الأخرى نشأت في 2002.
وعن موقف أردوغان من إبادة غزة،قال الأشعل إن تركيا عضو في الجنائية الدولية وفي محكمة العدل الدولية إلا أن موقف أردوغان سيئ جدا، ويكتفي بالتصريحات التي لا تغني من الحق شيئا.
وعما إن لم يدعم أحد جنوب إفريقيا في دعواها ، ما السيناريو المتوقع؟
قال إن الإجراءات ستستمر لكن أمريكا وإسرائيل والغرب سينتقمون من جنوب افريقيا.
وعن الوضع بعد إحالة القضية لمجلس الأمن، قال إن هناك ٣ دول مؤيدة لإسرائيل وهي: أمريكا وبريطانيا وفرنسا، مشيرا الى أن الصراع سيستمر.
وعن جدوى الرهان على القانون الدولى؟
قال الأشعل إن الرهان على القانون الدولى مطلوب لأنه إذا لم يحقق شيئا اليوم، فسيحق الحق غدا.
واختتم مؤكدا أن القانون الدولي هو تراث للإنسانية كلها عبر 300 سنة.
وعن رؤيته الآن للقومية العربية، قال إنه يشكل الآن مجلس الحكماء العرب؛ لإعادة الاعتبار للأمة العربية التي مزقتها الشعارات القومية الجوفاء.
وأردف: هذه الأمة ستبقى وإن رغمت أنوف.