الناس في علاقاتها بالدولة أو المخزن كما يسميه المغاربة ليست متساوية، وينقسم ذلك إلى قسمين اثنين:
1-قسم يستفيد من المخزن ويعتمد عليه في توفير متطلباته اليومية وهم عيال الدولة الذين ورثوا أجيال التأسيس والذين يلونهم وهذا القسم يعيش في ترف ويُكوِّن طبقة نوبلية ترى لنفسها (الفضل) ويراها لها المجتمع وهم المستفيدون من خزائن الأرض،لهم الأقدمية في التعليم والنصيب الأوفر في الوظائف، أبناء وزراء وزراء وأبناء ضباط!! وعند هذه الطبقة ملحقات من الوافدين الجدد على الوظائف السامية وهم أتباع تلك الطبقة وأحباؤها، يسايرونهم في الترف ويتبعون سننهم شبرا بشبر وذراعا بذراع، وهذه هي الطبقة الحاكمة منذو نشأة البلد تقريباإلى اليوم!، هؤلاء يؤازر بعضهم البعض في التقاعد إن أحيل بعضهم للتقاعد ويواسونهم في التعازي وهم عملة صعبة لاتصرف إلا بمايقابل ضعفيها؛
2-القسم الثاني وهم الأغلبية الساحقة من سكان المعمورة هؤلاء يعيشون على قارعة الحرمان لايستحقون شربة ماء توصد أمامهم أبواب المكاتب ويسخر منهم في المجالس الخاصة' تتربص بهم الدوائر الحكومية' تنزع تارة قطعة هذا الفقير البائس لصالح هذا المخزني النافذ، لاتعتبر شهاداتهم شهادات ولا وٓزٓرٓ لهم في السلك الوظيفي، تعتبر هذه الطبقة وقودا إنتخابيا يباع في أسواق النخاسة في المواسم الإتنتخابية ويستعطفون دائما بقليل من فتات المال في أحسن الحالات والغالب العام أنهم لا يجدون إلا المواعيد الكاذبة في حقيقتها والخاطئة في وقتها ومضمونها..
-فريق في الجنة وفريق في السعير- هذه هي حقيقة هذه البقعة التي كتبها الله لنا قدرا مقدورا.
لم يكن اليوم أمام هذه الطبقة (المدهونة) بلغة (چينكات) إلا أن تسلم بهذا الواقع وأن تعرف قدرها وتجلس دونه،63 عاما مضت على استقلال البلد -ثلاثة أرباع قرن من الزمن مضت على هذه التركيبة المجحفة ونحن نمشي رويدا على هذه الوتيرة الهجينة،لا عدالة تنصفنا، ولا ديمقراطية تنقذنا،، هذه هي دولتنا كما يرها أولئك وهذه هي كما يراها هؤلاء!.. الطبقة النافذة والمتجذرة يحسبون أنهم يحسنون صنعا، والأخرى المحرومة يرون أنهم ظلموا، لما تباطأت أسلافهم عن ركب السابقين، والسابقون يرون أن الدولة لا تستقيم على المساواة ولاتتكيف مع العدالة ولاتندمج طبقتها الراقية مع الطبقات الهاوية ، وهذا هو مفهوم الدولة عندنا بنظرتين متباينتين،متصالحتين على هذا الواقع المجحف.
سيدي محمد ولد دباد
2023/12/30 م