فممالا شك فيه أن فيه سجل للتاريخ يحتفظ فيه بأسماء العظماء الذين قد ساهموا بقدر معين في بناء الحضارة الإنسانية وذلك في مختلف المجالات الأساسيةالتي تخدم البشرية . ومن أهم أولئك فهم الذين قد دافعوا عن حرية شعو بهم حتى ينتصرون أو يموتون في سبيل تحقيق ذلك الهدف النبيل !
ومن أمثال أولئك الرجال العظماء الشهيد الرئس صدام حسين والرئيس الصيني ماو اتسي تونگ ، والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس جورج واشنطن ، والمناضل الإفريقي نلسن مانديلا ، والمناضل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل وأيضا الجنرال ديگول ولليضاف إلى تلك القائمة اليوم اسم جديد وهو الرئيس بشار الأسد ، وبحروف من ذهب وفي صفحات التاريخ تلك المشرقة !
ويعود سبب ذكره في ذلك السجل فهو كثرة أعداء الرجل وإمكانياتهم الهائلة ! في حين فليس لدى بشار الأسد من إمكانيات تعد سوى الإرادة الحرة ، وكذا ولاء معظم شعبه النبيل له ومشروعية مواقفه !
وربما يقول معترض ما على ما ذكرت قائلا بأن بشارقد أنقذتاه دولتا الروس وإران من هزيمة محققة كانت قد تفقده مجرد التفكير في إمكانية إدراج إسمه ضمن سجلات تاريخ العظماء !
وذلك صحيح ولكن الرجل أيضا قد ساعده ذكاؤه الفذ وحكمته المتبصرة ، وكونه قد كان يراهن مستقبلا على صداقة كل من هاتين الدولتين المعروفتين جيدا بالتمرد على تلك القوى الإستعمارية التقليدية ، وذلك لضمان دعمهما له عند الضرورة القصوى كما قد حصل لاحقا منهما لسوريا ! وليس مهما بعد ذلك ما مدى مصلحة هاتين الدولتين في الدولة السورية وذلك لكون بعض دول العالم لها مصالح مشتركة مع بعضها البعض . والمهم في النهاية أن يتم كل استغلال لتلك المصالح وبذكاء وفي ماينفع كل بلد على حدة ، وفي الوقت المناسب لذلك البلد !
إن الأسد الذي حاربه كل أعداء الأمة العربية بحجج ملفقة ليس لها من صدقية ! وهي كونه ربما قتل مخربين ممن قد كانوا وقودا لثورة يقودها بعض الدول الغربية لصالح الدولة الصهيونية ، وذلك لكون سوريا ظلت عقبة كأداء ممانعة في وجه التطبيع مع دولة إسرائيل . وكذا لمدى اتساع مساعدتها للمقًا ومة الفلصطينية ماديا وعسكريا !
وليست دوافع الغرب ضد الأسد هي مجرد قتله لبعض من المواطنين السوريين حسب زعمهم ! الشيئ الذي يجعل الواقع يكذب تلك الحجة ، وذلك لكونهم لم يكن لهم نفس المقف مع الشعب الفلسطيني ؟ الذي يتعرض يوميا للقتل والتنكيل من طرف تلك الدولة الإ سرا ئيلية ! وبمساعدة من بعض تلك الدول المتباكية على الشعب السوري ! ولكن بدموع تماسيح الخبث العقائدي الصليبي المؤ دلج ! وربما نفس الشيئ ماثلا الآن كتبا كيهم على الغزو الروسي لأكرانيا ! ولم لا يقومون بنفس النواح أيضا والنحيب لما احتلت يومئذ دولة العراق العربية من طرف بعض دولهم ،ومستعينين على غزوها ببعض دولكم أنتم العرب وذلك للأسف الشديد ؟!
فكلما في الأمر فإن الدول الغربية مواقفهم من كل الدول العربية واضحة للعيان وهي أقرب للعداء منها للصداقة أوالمسالمة ، واللوم في ذلك يقع على قادة العرب الذين قد جندوا من طرف الغرب من اجل تدمير تلك الأمم التي ربما تقف في وجه نفوذهم الدولي ! وأنتم هم أدوا تهم الفعلية لذلك المخطط الرهيب والمدمر ورما قد يكون دوافع بعض القادة العرب لتلك المواقف المشينة يعود لشعورهم اليقيني بعدم مشروعية حكمهم لأوطانهم !
أيها القادة العرب فبعدما تكشف مما يخفي الغطاء وبان مابداخل الإناء وحصل ما قدحصل في سوريا وكلكم قد شارك فيه بقدر ما قد طلب منه الغرب أوكلاؤه منكم !وبعد فشل ذلك المسعى الآثم الذي قد لا يبرؤ من فعله منكم سوى جمهورية الجزائر الشقيقة تلك التي قد حررها شعبها بدمائه الزكية الطاهرة وبكل غال لديهم ونفيس !
والآن وبعد ما سبق عرضه فلنعد إلى طرح سؤالين أثنين ملحين قد يطرحهما واقعنا العربي الحزين بعد نهاية تلك المقاطعة العربية الظالمة لسوريا ! فالسؤال الأول يتعلق بمقارنة بسيطة قديطرحها المواطن العربي حول القادة العرب وهم يجتمعون على مائدة الأمير السعودي محمد بن سلمان قائلا: فأي من أولئك القادة العرب أكثر أهمية بالنسبة للمواطن العربي في ذلك المؤتمر ؟ وربما يكون الجواب وبإجماع شبه تام بأنه الرئيس بشار الذي أعطاه الله بسطة في الجسم وبقدر ذلك من رجاحة في العقل مما يجعله ذلك متفوقا على معظم الحاضرين من أولئك القادة ! ولا شك أن ذلك المواطن العربي نفسه فسوف يكون أكثر تشوقا أو اهتماما أيضا لسماع ما قد يبوح به الأسد في خطابه المرتقب أمام المؤتمرين العرب ! و ما الذي فد يسكت عنه مما هو بين السطور وصارخ ومهين واو اخز للوجدان والضمير لكل من أولئك القادة العرب سوى قادة الدولة الجزائرية العظيمة ، الذين رفض قادها يومئذ مجاراة من قد ذهبوا إلى تدمير سوريا بعد ترصد وسبق إصرار ! وربما قد جروا إلى ذلك بنواصيهم أو بعثا نين لحاهم !
والسؤال الثاني يتعلق بالحالة النفسية لدى القادة العرب وهم ينتظرون قدوم الرئيس بشار الأسد وما قد يكن لهم في أعماق وجدانه من احتقار ! و ذلك بقدر ما قد ساهم به كل منهم في تدمير بلاده وما قد حدث فيها من تقتيل وحصار اقتصادي وسياسي ، وغير ذلك من جروح غائرة ما زالت دامية لم تندمل بعد ! وربما قد جعلت تلك الجروح دموع الأطفال السوريين تتجمد في مآقيها كثلج متحجر جراء ما قد حصل في بلادهم ! مضاف إليه ما قد تبقى من أرضهم محتلا من طرف تلك الدول الأجنبية التي ربما قد وظفت بعضكم في معظم ما قد حصل للأسف في كل بلاد سوريا من خراب ودمار واحتلال غاشم ومهين ! وكذا من استنزاف للمقدرات الوطنية ! وتشريد لذلك الشعب السوري الذي صارت نساؤه الجميلات متسولات يتسكعن على أرصفة معظم شوارع العالم سوي دولكم أنتم الذين قد أقفلتم في وجو ههن حدود بلادكم تلك الغنية بالمال للأسف الشديد !
وختاما وفي إطار ماقد سبق يا قادة الأمة العربية حاليا وأنتم على أبواب انعقاد مؤتمر (لم الشمل) العربي وبكل تواضع واحترام فإني أدعوكم لاتخاذ قرارين هامين لعلهما يشفعان لكم أمام قضاة محكمة التاريخ العادلة ، فالأول : يقتضي منكم وبروح رياضية لاعتاذار للشعب السوري عما قد صدر منكم تجاهه ، وما قد قصرتم في حقه طيلة فترة القطيعة الآثمة ! وأن ترفعوا القبعات لذلك الشعب الأبي أنتم أولئك الذين تلبسون ثياب الغربيين ، وأن يلوحو ا له بالعقال أولئك الذين يرتدون الثوب العربي الأصيل . و أيضا فعلى أصحاب العمائم والخناجر أن يلحوا لهم هم كذلك بتلك العمائم والخناجر المذهبة الجميلة والمثبتة ما بين البطون والصدور !
ثانيا أن تلتزم كل الدول العربية وبحسب مستوى دخلها القومي بإعادة إعمار سوريا بأحسن مما قد كانت عليه يوم غزوتموها ، وأن تعوضوها عن تلك الأضرار سواء كانت مادية أو معنوية ، كتلك التي قد تعرضت لها من طرفكم وكذا ما فاتها من نمو جراء ما قد أصابها من اعتداء غاشم من كل ممن قد ذكروا صراحة أو إشارة أو تلميحا أو أو أو !
وفي الأخير فإني أقدم إليكم اعتذاري آسفا يا سادة العرب عما قد صدر مني تجاهكم من نقد فلربما غير لائق بكم ودافعي الوحيد لما قد قلت في شأنكم فيعود إلى حبي اللامتناهي لأمتي العربية الإسلامية ، و لأن تكونوا أنتم على مستوى طموح شعبكم من الخليج إلى المحيط الأطلسي!
ذ/ إسلمو محمد المختار