في مقاطعة باركيول هناك ثمان بلديات هي على التوالي: باركيول، كلّير، لبحير، لعويسي، دقفك، القبرة، بولحراث وأرظيظيع. وبدون التقليل من أهمية البلديات الثمان للحزب، أود فقط أن أتناول في هذا الحديث وضعية حزب الإنصاف في بلديتي كلير وباركيول، وذلك من أجل وضعها تحت المجهر ولإظهار المزيد من ألاعيب السياسة والتمويه التي ينتهجها بعض الساسة والذين ينجحون في الغالب في زيادة التدليس والتزييف وذلك لحاجة في أنفسهم وفي أحوالهم وواقعهم.
بلدية كلّير بلدية ريفية، معزولة وفقيرة، لكن مع ذلك حاضرة وقوية ومفيدة للحزب ولوجوده في المقاطعة. فاز الحزب بها من الشوط الأول من الانتخابات الماضية (٢٠١٨)، وسيفوز بها هذه المرة أيضا وبدون أي صعوبات، هذا بغض النظر عن أي افتراضات أخرى، وخصوصا إذا تخلفت جماعة نائب حزب الإنصاف ولد موسى ولد الدده عن التصويت لخيار الحزب في البلدية، بسبب ارتباطاتها بجماعات خارج الحزب. كانت البلدية مفيدة أيضا للحزب في تأمين نائب للمقاطعة في المرحلة السابقة( المصطفى زيدان)، وطبعا ستواصل هذا الدور في المستقبل خصوصا أن حلف النائب السابق مازال حضوره قويا وطاغيا في البلديات الشرقية من المقاطعة.
بلدية باركيول أو ما يسميه البعض البلدية <المركزية>، بلدية ريفية، وغير مفيدة للحزب وضعيفة ومتشظية، وتغرد خارج الحزب منذ عقدين. ومع ذلك تستفيد من التأخر المتعمد لدى قيادة الحزب في تحديث وتحيين معلوماتها بخصوص الوضع الميداني المتردي، وذلك لأن بعض الأشخاص يوفرون التغطية على ذلك.
مع الفشل المثبت والمحقق في بلدية باركيول، تستفيد اليوم من منصبين ساميين لا تستحقهما (أمين عام وقنصل) مع كثير من التعيينات الأخرى دون ذلك. كيف يسمح بهذا في زمن (الإنصاف) أن تتجاهل دور بلدية مفيدة ومتحدة ومهمة لتوطيد حضور الحزب في المقاطعة؟ وتجازي بالعطاء والتعيين من لا يستطيع أن يأتي لوحده بحصيلة مكتب تصويت؟ أيمكن أن يستمر سيل التزييف هذا وإلى متى؟ وهل حقا قيادة حزب الإنصاف مع ما بذل من شروح وتبيين مازالت تغمض عينيها عن الحقيقة والواقع؟
هل من المعقول أن تهمش وتقلل من دور من يعمل لوحدة الحزب ولتقوية حضوره في المقاطعة؟ وفي نفس الوقت تعمل على تقوية وتمكين قوى الفوضى والتشظي والانتهازية؟ أي صنف نادر من القيادة الحزبية الذي يقود حزب الإنصاف هذه الأيام؟ متى يأتي الدور للقيادة الحكيمة التي تعرف الواقع ولا تستسلم أو تخنع لفساد النخبة ومحترفي السياسة؟
----------------
#استحقاقاتٌ_محلية_2023
حزب الإنصاف
الكاتب الصحفي سيدأحمد أعمر محم