أيها الملوك والأمراء والسلاطين ورجال الأعمال ونساء الأعمال ، وكذا متوسطي الحال ، وحتى الفقراء فإني أدعوكم جميعا بسم ربكم العظيم ودينكم الحنيف ونبيكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم . ألا تتركوا نساء سوريا الشريفات يسعين بين أجداث قبور فلذات أكبادهن المدفونين في الأوحال ! وبين انقاض المباني المنهارة فوق جثامين أطفالهن المتعفنة تحت أقبية المنازل وكذا بين من مازال منهم في إيجاده -حيا -أمل لدى تلك الأمهات المكلومات المشاعر !
كما أتمنى عليكم أيضا أن تمدوا يد العون لتلك اللائي مازلن يقفن بكورا ومساء على أرصفة شوارع المدن الدولية يتسولن من اجل إعالة آبائهن العجزة وكذا أطفالهن القصر ! وأنتم بإمكانكم معالجة فقرهم بمجرد إيجاد فرص عمل لهن ولرجالهن !
أيها الإخوة الخليجيون هلا رأيتم عبر شاشات تلفزاتكم عيون أطفال الشام وقد تجمدت الدموع في مآقيهم وقد
شغلهم المرض والبرد القارس والوهن عن مسح تلك الدموع المثلجة بين الجفون !!
إخوتي في اللغة والدين والتاريخ والجغرافيا فهل تحتاجون إلى من يذكركم بدعوة إبراهيم عليه السلام المستجابة ؟!بشرط إقامة الصلاة لما حل بأرضكم ضيفا هو وزوجه وابنه إسماعيل عليهما السلام . وهل تعلمون أيها السادة والبعض منكم يعلم ظنا مؤكدا مني بأن الصلاة التي وردت في الدعاء كشرط للإستجابة بأنها أشمل بكثير من مجرد الصلاة المفروضة شرعا ، وكذا تلك النفلية تقربا لله عز وجل . بل تعني تلك الصلاة تطبيق شرع الله على كل أرض الله التي جعلها تحت سلطانكم وكذا تلك التي في حوزة المسلمين بأن تمدوها ببعض ريع ما يقدمه لكم حجاج بيت الله الحرام ، وكذا ما يمنح الله لكم من خيرات تلك الأرض التي كانت بغير زرع ، وزرع هنا تعم قطعا كل الأرزاق والثمرات التي تجبى من تلك الأرض الطيبة مثلها مثل عموم الصلاة الواردة في ذلك الدعاء المستجاب إن شاء الله . علما أن والوقت الذي دعا لكم فيه ابراهيم عليه السلام كانت شبه تلك الجزيرة أرضا واحدة تحت سيادة واحدة يومئذ وأنتم مازلتم إلى اليوم وأنتم سكانها وأصحاب السيادة علها !
إخوتي الأعزاء إني لكم ناصح أمين ومذكر لكم بأن الله قد أمهلكم عدة قرون وأنتم ترفلون في نعيمه دون أن توفوا بشرط ابراهيم عليه السلام ! وأن الله لم يعاقبكم بعد على ما فعلتم ببعض الدول العربية حيث انتقمتم منهم لصالح الغرب لكون بعضهم قد كان على تعاطف مع السوفيت ، وأنتم مثلهم كنتم تحالفون الغرب ، فاليوم السوفيات قد انتهوا وانهار حكمهم وقد ورثهم الروس الذين مازلتم تصادقونهم وتتبادلون معهم كثيرا من الود والاحترام ! فلمذا إذن تصفية الحسابات مع تلك الدول العربية ولصالح من يا ترى ؟! أفلا يستحق الأمر منكم التأمل والعجب على الأقل أيضا ؟! أيها الإخوة الأشقاء أناشدكم بالنخوة العربية أن تتعالًوا على مشاعركم وتدوسون بأقدامكم تلك الصراعات السياسية وما قد ترتب عليها من حقد وحسابات ماض فلربما غير مشرفة لكم جميعا ! ولتضعوا أيديكم مع بعضكم البعض فوق المصحف الشريف عاقدين بمقتضاه صلحا أبديا مضمونا بكل عهود الثقة والوفاء والركون إلى شورى الحوار لحل كل نزاع قد يحدث من جديد ومهما يكن موضوعه ! متناسين كل مصدر سيؤدي إلى الخلاف وألا تستمعوا أبدا لأي كان يدق اسفين الخلاف بينكم !
ولتتذكروا بأن لكم أبناء وأحفادا سوف يقرؤون قريبا في مدارسكم تاريخ هذه الحقب من تاريخكم المشين ضد بعضكم البعض خصوصا ما جرى للعراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان والصومال !
والحبل ما زال على الجرار فلربما مصر غدا والسعودية نفسها بعد غد لا قدر الله فمن يدري ؟! إخوتي فلا تتركوا الخجل والحزن يتسربان إلى أبنائكم وكذا أحفادكم لما يطلعون بعد نضجهم على ما فعلتم أمسا القريب ببعضكم ببعض مما سيدمى له وجوه أولئك الأبناء والأحفاد الأبرياء بلون الخجل ذا اللون الأصفر القاني للأسف الشديد !!@
ذ/ إسلمو ولد محمد المختار .