اليوم الثاني في المدرسة

خميس, 2022-10-06 10:33

كما أسفلت بالأمس يومي الأول في المدرسة كان أمسية يتيمة من العام الدراسي كله، ويومي الثاني كان في مستهل افتتاح السنة الثانية أساسية. ولبثت في خرجتي المدرسية هذه المرة يومان عصيبان بصباحَيْهما ومسائَيْهما. وكان هذان اليومان الشديدان هما نصيبي من الدراسة للعام الثاني.

ومازال نفس المعلم الذي لقيته أول أمسية. وشرع في صباح اليوم الأول-ودون كثير تأخير-في مراجعة لقواعد الحساب للعام الأول. وأثناء الحصة أخرج مجموعة من التلاميذ إلى السبورة، وكل من لم يهتد إلى الحل الموافق يتلقى النكال المناسب من ضرب أو توبيخ. 

ولغاية هذه اللحظة، ولكوني ليست لدي أدنى فكرة عن العمليات الحسابية، فقد كنت في حالة نفسية بائسة، تكاد تحس مهجتك تتصعد وتفور من الوجل والخوف، وتحاول التواري في زحمة التلاميذ المتوثبين للمشاركة والخروج إلى مثابة السبورة. لكن رغم هذا المجهود، فقد أعد المعلم قائمة بالمنتظرين الذين عليهم الخروج إلى السبورة في الغد، وكنت أحدهم. ولما حان الدور في اليوم الموالي، تطوع التلميذ الذي بجواري أن يذكر اسمي للمعلم وقد نسي القائمة التي أعدها بالأمس، فهددته إن هو ذكرني، وكان يعرفني؛ فانحصر وانكفأ عن الاثم الذي كان بصدد القيام به. 

وفي مساء اليوم الأول، تفاجأنا بعد دخول الحجرة بقرد يقوم بوصلة رقص وشقلبة، ويدور بالحجرة ويخرج رأسه تارة من الباب وتارة من النوافذ فضجت الحجرة بالأصوات والقهقهة فصاح المعلم على التلميذ صاحب القرد وأمره باخراجه. وانتهت للأسف دقائق قليلة مقتطعة من المرح والتضاحك.

وفي مساء اليوم الأخير وأثناء تدافع التلاميذ للخروج من باب الحجرة سمع صفير وزغردة وبشكل واضح لا تشويش فيه أو تداخل، فأمر المعلم الجميع بالرجوع إلى الحجرة. وبعد الفحص عن الأمر تبيّن أن الصفير اقترفه (أجويج) وأن الزغردة أطلقتها (الدّيده)، فعاقبهما في الحال ضربا بالسيّاط. ثم سمح لنا بالخروج، وخرجنا بوتيرة أهدأ نتصبب عرقا ووجلا. وكان هذا آخر عهدي بالحجرة للسنة الثانية أساسية.

الكاتب الصحفي سيد احمد أعمرْ محم 

#الدخُول_المدرسي_الأول