فيما يقرب من خمس سنين أمضيتها في إسبانيا وبعض البلاد الأوربية الأخرى، لم أقف يوما واحدا ولا حتى للحظة واحدة على عطل في الشباك الأوتوماتيكي أو نقص في السيولة أو تعطل للسحب أو أي سبب آخر يعكر الخدمة، ولا يهم إن كنت في مدينة أو قرية أو على الطريق، أو كانت نهاية الشهر أو وسطه أو أوله، الخدمة متواصلة وسهلة ولا طابور أو انتظار أو تعطل.تدلف إلى الشباك ولا قلق أو خوف من اضطراب أو زحمة، ثم تقوم إلى مهمتك من سحب أو اطلاع أو تحويل وتنقلب إلى وجهتك مسرورا، ولم يأخذ منك هذا إلا ثوان أو دقائق قليلة.
هنا في موريتانيا للأسف لن تمر مرة أو مرتين على الشباك إلا ووجدته متعطلا، ولا تعرف السبب فمرة عطل في النظام، ومرة اللوم على السيولة، وفي مرات كثيرة لا تعرف السبب. وتجول في العاصمة كلها فإذا جميع الشبابيك التابعة لهذا البنك العريق وقد طاف عليها طائف من التعطل والتعطيل، ولا تدري ماذا تصنع؟ ثم تنتظر لساعات أو يوم كامل، وترجع من جديد فإذا الحال نفسه، لم يتغير أو يتبدل منه شيء.وسمعت أن أعطال متكررة في بعض التطبيقات الهاصة بتحويل الأموال.
وشهدت مرة في بعض المؤسسات أن خدمة الإنترنت تتعطل في اليوم مرة أو مرتين أو حتى أكثر من ذلك، وقد سألت مهندسا يقوم بإصلاح هذه الأعطال عن سبب هذا؟ ولماذا لا يصلحه بطريقة لا يتعطل بعدها أبدا؟ فضحك وقال هذا لا يمكن.
وأعود وأتساءل لماذا هنا تعطل الخدمات مسألة شبه يومية؟ ما المانع أن يصار إلى حل شامل ودائم لهذه الخدمات البسيطة وغير المعقدة!
الكاتب الصحفي سيدأحمد أعمرْ محم