قصة أحلام متسول الحلقة 10 / ذ. إسلمو ولد ماناّ

اثنين, 2022-04-18 01:29

الفصل الثالث حرب الصحراء وأمور صاغة أخرىى     

إن تلك الحرب التي قد قامت بين دولة حديثة النشأة   شبه معدمة مع جبهة مسلحة مدعومة من طرف دولة
الجزائر النفطية و التي تجر وراء ها احلافها من الدول الاشتراكية الهادفة يومئذ الى التغيير في المنطقة, و رغم كل ذلك فقد كان لتلك الحرب ما يبررها من وجهة نظري الخاصة ، لكو نها حربا مشروعة ، مادامت من اجل ضم جزء من أرض شعبنا الذي نتقاسم معه نفس الدم و الأسرة و العشيرة,و رغم ضعف امكانيات دولتنا إلا انها لا يمكنها ان تغرز رأسها في رمال الجبن ، و تهرب من امام عدو ها تاركة له جزءا مهما  من ارضها و شعبها لقمة سائغة ولو كان ذلك العدو أخا شقيقا !  
‎إذن فلا بد من ذكرنا لبعض مبررات دخولنا لتك الحرب
‎وكذا أسباب هزيمتنا فيها ، وكون المغرب  قد دخلها معنا أيضا ولأسباب ودوافع مختلفة وكل ذلك بإجاز . 
‎ولنبدأ بالمغرب الذي يدعي ملكية أرض الصحراء الغربية  بحجة كو ن بعض شيوخ القبائل الصحراوية المقيمين في الصحراء قد بايعوا ملوك المغرب يوماما ، في حين يقول المغاربة أيضا ضمن حجة أخرى مغايرة بأن الرحل بسبب عدم الأستقرار وتنقلهم  الإنتجاعي لا يملكون الأرض . وبالتالي نستنتج نحن منطقيا بأن أولئك الأشخاص الذين قد بايعوا ملوك المغرب قد صاروا مغاربة ، ولكنهم  لا يمكنهم نقل ملكية أرض الصحراء لكو نهم حسب رأي المغرب نفسه لايملكونها أصلا ، وذلك لكو نهم رحلا  وبالتالي لا حق لهم في ملكية الأرض ! 
‎وعليه يكون قبول موريتانيا بجزء من تلك الأرض له ما يبرره ، لكونهم إذا لم يأخذوه لأنفسهم فلسف يستولي   عليه المغاربة بأكمله ، وستبقى أعينهم شاخصة ترنوا صوب كل الأراضي الموريتانية نفسها لكونهم بالنسبة للمغاربة مجرد رحل لا يحق لهم هم  أيضا ملكية الأرض مثل الصحراويين تما ما ! 
‎أما دوافع المغرب لأخذ جزء من أرض الصحراء أو هي بكاملها فمعروفة سلفا وهي كونه يحتاج إلى مجال حيوي خصوصا ، أرضا بكرا وغنية بالأسماك والمعادن وسكانها مجرد آلاف من الرحل وهي قريبة عهد بالأستعمار وخاوية على عروشها ! 
‎في حين سكان المغرب يقترب عددهم  من العشرين مليون نسمة يومئذ وعلى مساحة تقدر بنصف مليون كم2 أقل من نصف أرض موريتانيا ، وثلث أرضهم يسمونه المغرب غير ( النافع) لتحصره ، والمغرب ( النافع ) بالنسبة لهم فهو تلك الأراضي الخصبة التي بدأت  تزحف عليها المساكن رويدا رويدا ، وعلى حساب الزراعة جراء النمو الديمغرافي المتزايد بالنسبة للمغرب يومئذ . 
‎فهم إذن في أمس الحاجة  إلى المزيد من الأراضي ! ولابأس ربما لبعضهم بزيادة العنصر العربي في المغرب ببضعة آلاف من أجل أن تتعادلا كفتي المزان الديمغرافي المغربي بين العرب من جهة ( والأمازيغ ) من جهة ثانية والتي تعد الأ سرة المالكة المغربية بيضة القبان بين العنصرين  العربي والبربري وذلك لانتمائها لكليهما معا عمومة وخؤولة ! 
‎وقدكان من الأفضل للمغرب ولنا نحن وللصحراويين لو عملنا معا من أجل وحدة  تلك الأرض عن طريق توحيد كل المنطقة سلميا ورضائها بالإجماع ودون عنف
‎ وربما تشجع تلك الوحدة آخرين لكي ينضموا إليها مثل الجزائر يين حتى تشمل كل الأمة العربية مستقبلا . ولربما سيحدث ذلك يوما ما عساه يكون قريبا إن شاء الله .
‎إذن فإن تلك الحرب رغم وجاهتها بالنسبة لنا نحن الموريتانيين فإنها قد أرهقت اقتصادنا الوطني الذي قد كان في الأصل هشا و ضعيفا مما اثر سلبا على البلاد خصوصا في النواحي الاجتماعية و الاقتصادية وكون تلك الحرب رافقتها سنوات الجفاف المدمرة ، الشيئ الذي عجل بسقوط نظام الأستاذ الرئيس المختار ولد داداه الذي أوقد أوار نار تلك الحرب وأجج لهيبها , و ذلك من طرف ضباط عسكريين،  اوقفوا تلك الحرب فورا , وعادوا إلينا من ميدانها بخفي حنين ، بالإضافة إلى شروط مجحفة يصعب قبولها إلا على من خسر حربا ، و ليس مجرد معركة! 
‎ومن تلك الشروط مثلا تنازلنا عما خضنا الحرب - أصلا وضحينا بكثير من جنودنا وضباطنا الشجعان - من أجله وبدون مقا بل يذكر !
‎إن ذلك السيد الرئيس الذي أطيح به بواسطة انقلاب عسكري من أجل الخروج من تلك الحرب . فيكفيه شرفا لليشفع له بمعاملة طيبة كونه لم يوجد لديه في حسابه يوم الإطاحة به أكثر من نفقة بقية شهر يوليه الذي انقلب عليه فيه ، وذلك من من مستحقات راتبه ، وهو الذي وضع أسس الدولة الموريتانية من مؤسسات وإدارة ومبان وطرق وسكة حديد وموانئ وسدود وعلاقات دولية جد ممتازة .

وحتى أنه هو من أنشأ طريق الأمل البكر الذي عبر به بحر رمال انواكشوط بتليميت وقهرله هضبة لعصابة الشاهقة ، وكذا جسرله ما ئات الأودية ما بين انطلاقته من انواكشوط وحتى نهايته في مدينة النعمة  ! 
ورغم تعاقب الأنظمة على بلادنا فلم تستطع أي منها حتى مجرد ترميم ذلك الطريق الذي أصبحت الحفر والأخاديد تسبب الحوادث المميتة للناس عليه ! وقدعمل كل ذلك بعلاقاته الطيبه مع كافة الدول ودون مساهمة تذكر  من الدخل القومي الوطني لكونه شبه منعدم يومئذ ! 
إن من كانت هذه إنجازاته فيجب إن يبجل بدلا من أن يسجن ظلما وعدوانا في بناية طينية خربة من بقيا العصور الوسطى في مدينة تشيت تعشش في سقفها العناكب ! 
ويشرب إبان تواجده فيها  المياه الضحلة ويقتات مع الجنود البسطاء بأسوإ أنواع الأطعمة وهو الذي كان رئيسا  يعيش في سكن لائق ومكيف ويتناول الأطعمة الحسنة . ورغم ذلك فلم يتمرد ولم يشتك ولم ينتقد الجيش ولا السلطة الأنقلابية . بل قضى فترة سجنه وهو لم يتغير شيئ في سلوكه . بل تحسبه في نزهة وهو يعيش مع جنوده ويعتبر نفسه واحدا منهم ، يعلم منهم من رغب في ذلكً . ويؤانس الجميع وكأنه نديم أو معلم بعثه الله إليهم لليخفف عنهم غربة ووحشة الصحراء ! 
ولنعد بعد هذه الخرجة المنصفة لذلك الرجل المحترم  وذلك بذكر بعض إنجازاته وأخلاقه . إلى أجواء حرب الصحراء العاصفة وكذا بعض أسباب هزيمتنا فيها أوعلى الأقل عدم انتصارنا فيها الذي يعدفي حد ذاته هزيمة لنا ، 
إن كنت راغبا سماع بعضا من ذلك من وجهة نظر جد متواضعة لكنها صادقة وقد عاصرت تلك الحرب عن كثب وعاشت آلامها وانتصاراتها وهزائمها جميعا ! 
إن أسباب تلك الهزيمة متعددة  الجوانب ولا طائل  من ذكرها كلها ، بل نكتفي بذكر  بعض منها بادئين بماهو خارجي لليليه منها  ماهو  داخلي :
‎تتلخص الأسباب الخاريجة في أولا : قبولنا بتقسيم أرض 
‎الصحراء وسكانها لأن ذلك قد أضعف مصداقيتنا وجعل البعض يعتقد بأن هدفنا الأساسي من تلك الحرب فهو مجرد حصولنا على جزء من المنافع الأقتصادية من لتك الأرض الغنية بالموارد الطبيعية . ولقد كان من الأحسن لنا لو قد تمسكنا بضرورة استفتاء الصحراويين في شأن أرضهم  ، إذا كنا فعلا نعترف بملكيتهم لها ، وكون تلك الملكية هي التي سلطتنا نحن عليها باعتبارهم جزء منا ونحن جزء منهم لا يتجزأ . وذلك لكون ارتباط ببعضنا ببعض كارتباط الماء باللبن اللذين تصعب التفرقة بينهما إلا بفسا دهما معا ! 
‎ثانيا : عدم تقديرنا لقوة خصمنا الذين هم (البوليزاريو) المدعومين أصلا من طرف الجزائر كدولة نفطية غنية وكذا جبهة التحرير الجزائرية كقوة ثورية ذات خبرة عالية في حرب العصابات ، والتي هزمت الجيش الفرنسي ذاته في ريعان شبابه والمدعومة كذلك من طرف قوى التحرر الوطنية ، وبعض القوى الخارجية التي ساندت البوليزاريو في حربها ضدنا ! 
ثالثا : تركيز الصحراويين في حربهم على الجيش الوطني  لكونه حديث النشأة وأقل عددا وعتادا من شريكه في الحرب الجيش المغربي ، ولَم يكن جيشنا مهيئا لحرب العصابات أصلا ،وكذا محاولتهم تدمير الجا نب الإقتصادي لدينا والمتمثل في ضرباتهم المتكررة لقطار الحديد عصب الأقتصاد الوطني يومؤذ ، وذلك بغاراتهم  الخاطفة والمفاجئة وكمائنهم المتعددة  التي.