في منشور له مساء اليوم تحدث معالي الوزير صاحب السعادة إكبرو ولد محمد عن تجربته الشخصية مع دراسة اللغة الإنجليزية فذيلت ما دون بالتعليق التالي:
"هوس اللغات أو الحاجة للغات إضافية مررت به حتى قادتني قدماي لتهجي اللغة العبرية!
و قد انتسبت لأول مركز فتح في نواكشوط للغة التركية و حصلت منها مستوى معين أراه يتفلت يوما بعد يوم مع أن الأولاد لديهم مستوى أكثر تقدما مني.
الإنجليزية أستذكرها دائما كلما وجدت نفسي في محيط لا تفيدني لغتي العربية و لا لغتي الفرنسية التي تنتهي صلاحيتها عند حدود اتشاد شرقا و زائير جنوبا.
في تنزانيا عدمت من يفهم من لغة موليير حرفا باستثناء أعضاء وفود مغاربية و غرب إفريقية لدي معهم مشتركات لغوية أخرى.
ما من شيئ أجمل من الانتقال من فضاء لغوي إلى فضاء لغوي آخر دون شحنة إيديولوجية كريهة كما هو الحال عند نخبتنا الفرانكفونية الحساسة؛ بل المفرطة في ولائها لفرنسا إلى حد يجعلك تكره لغة جميلة تعمل بها أكثر من لغتك الأم رغم أنف دستور بلادك المجمد قسرا!"
ذكرتني تدوينة معالي الوزير و تعليقي عليها بتجربة شخصية مررت بها خلال مشاركة لي في مؤتمر قاري بجمهورية تانزانيا الاتحادية سنة 2015.
عنوان المؤتمر: "الحوار القضائي الإفريقي" و هو حوار ينعقد كل سنتين في بلد إفريقي، أو في مقر المحكمة بمدينة (آروشا) التانزانية، و كانت تلك دورته الثانية التي تشارك فيها موريتانيا لأول مرة و قد قدمت فيها عرضا عن القوانين الموريتانية في مجال محاربة الرق.
جرى اختياري مع ممثل من شرق إفريقيا و آخر من جنوبها لاستقبال رئيس وزراء تنزانيا الذي أشرف على افتتاح جلسات الحوار إلى جانب رئيس المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان و الشعوب حينها و هو قاض وجنرال سابق في الجيش التانزاني.
و نظرا لتواضع مستواي في اللغة الانجليزية فلم تزد مشاركتي في الحديث مع رئيس الوزراء التانزاني( الصورة الجماعية) على التعريف بنفسي و بالبلد الذي أمثله و الذي لا يعرف عنه التانزانيون شيئا!
ومن الطريف أننا لما حضرنا لقصر المؤتمرات الجميل المنتصب على سفح جبل كليمانجارو أعلى قمة إفريقية فوجئت و زميلي عضو المجلس الدستوري آنذاك الأستاذ محمد يسلم بن محمد الأمين بغياب العلم الوطني فاستدعينا المشرف على القاعة لننبهه لذلك بلغتنا الانجليزية المتواضعة و لنرسم له بعد ذلك العلم الوطني حتى يتعرف عليه ويلحقه بأعلام الدول الإفريقية! و قد كان لنا ماأردنا!
محمد المختار الفقيه الفقيه