م اطلعت عليه من حقبة بلدية گرو الإولى نهاية الثمانينات ؟!

أربعاء, 2025-10-29 21:02

فلكوني أحد سكان تلك البلدية وتربطني صداقة زمالة الدراسة مع أول عمدة في تلك الحقبة الزمنية ومن يعرفني سيصدقني  بما نشهدبه لكون الشهادة أولا وخيرا لله عز وجل !
والذي أعرفه عن تلك الحقبة سيتلخص فيما يلي : فهو كونها كانت إدارتها نشطة وتشاركية ورغم خلفيات الصراع الخفي والمكشوف أحيانا والذي يقف خلفه النظام الحاكم ومحيطه ، والمعارضة والحركات القومية ثم الإخوانية وحتى الماركسية التي تفضل تسميتها بالكادحين  والذين قد تحولوا لاحقا كأثرياء بدرجة (كمرادوريين)  ! 
ثم كون عمدة المدينة كناشط سياسي وبخلفيته الناصرية قد استطاع الحصول لها على تلك التوأمة مع بلدية الزاوية الليبية وذلك في زمن عصر الجماهرية الذهبي وقد تشكل وفد التوأمة يومئذ من مختلف الأتجهات :
السياسية والفخذية ولقد عاد وفد البلدية ذلك يومئذمميلين الطربوش والفقارة ومعالجين مرضى الوفد ومانحين لقرابة عشر طالبات كل واحدة منهن موظفة الآن وفتحت بيتا وتعيل أسرة خاصة بها !
وقد جاءوا بعدة أطباء ومختصين لليعالجوا السكان مدة أسبوع وتركوا خلفهم أطنانا من أنواع الأدوية غير المزورة وجرارات زراعية جيدة وآلات تنظيف المدينة ومكائن الخياطة وكثير من (الفالات والبيوشات) وقد استغل كل ذلك لصالح السكان ، وسلم من الإلتفاف عليه من إدارة البلدية وعمالها ومحاضر تسليمها نهاية مأمورية العمدة محمد عبد الله ولد الطالب موجود محاضر تسليمها فلمن أراد التأكد من صحة ما قلت ، فليراجع سجلات البلدية وإن حصل فيها تحريف أو إهمال أو ضياع فنسخ منها مزال عبّد الله محتفظا  بالكثير منها ، وبعض موظفي تلك الفترة فمازلوا ولله الحمد على قيد الحياة يمكن الإتصال بهم لإعطاء أكثر من المعلومات لكوني أنا كنت مراقبا من بعيد ! ولكن فلعلاقتي بمعظم الفاعلين في البلدية وكون المدينة يومئذ غير معقدة وشبابها وأطرها رغم كل ما ذكرت يقضون معظم أوقات عطلهم مع بعضهم فاليوم في مقيل جماعي عند احدهم وعشاؤهم عند آخر وهكذا دواليك إلى أن يفرقهم في نهاية الخريف لهيب حرارة ( ألاوة ) التي بسبب شناعتها يحذر ركوب جياد الخيل !
وفي الأخير سأختم بأمنية قديمة تقول ياليت الشباب يعود بما في ذلك شباب بلدية گرو نفسها ، ويؤكد هذا  المنحى بيتين من الشعر قديمن قد ينسبان لابن مالك صاحب الألفية  حيث يقال أنه قال :
عصيت هوى نفسي صغيرا فعندما : دهمتني الليالي بالمشيب والكبر .
أطعت الهوى عكس القضية ليتني : خلقت كبيرا ثم 
عدت إلى الصغر .

ذ/ إسلمو ولد محمد المختار ولد مانا