صراع متعب لا أملك أمامه سوى الفرجة وانتظار من سينتصر في النهاية...
عقلي يصر على محاولة إقناعي بأننا قوم متناقضون مهملون مفرطون، لا نقيم وزنا لخطورة الظرف الذي يمر به العالم جراء هذا الوباء الفتاك، ولا نلقي بالا لإجراءات بسيطة قد تسهم في الوقاية من هذا البلاء، ويقدم لي سيلا من الأدلة كبرهان على صدق دعواه:
- نعلم أن الشرع امر بحفظ النفس ونفرط في أنفسنا عن عمد او جهل بالتساهل في تطبيق إجراءات الوقاية .
- نتجاهل التوصية الصحية بغسل اليدين بالصابون وتعقيمهما قبل الخروج من المنزل وعند دخوله، ولكننا نبالغ في غسلهما بكل طيب خاطر بعد تناول وجبة أرز وسمك!!
- نتظاهر باحترام حظر التجول، ونزحم في الأسواق وسيارات الأجرة وحتى المناسبات الأجتماعية من زواج وعقيقة وتعزية ومأدبات غداءوعشاء!!! وكأن الحظر مجرد لعبة حكومية للترفيه والفرجة لا أكثر!!
- نتهرب من الحجر الصحي ونتستر على الوافدين من مواطن الوباء ونوهم أنفسنا بأننا نخادع الدولة وما نخادع في الواقع إلا أنفسنا !!
- نعرف جميعا أن من أبسط قواعد السلامة عدم المصافحة وترك مسافة مع الآخر ، ومع ذلك نصر على تطبيق عكس ذلك تماما في حياتنا اليومية، وكأننا لسنا معنيين - عمليا - بالأمر!!
- نتفق جميعا على أن البقاء في المنزل من أفضل سبل الوقاية، ومع ذلك نتسابق للخروج منه بدون مبرر مقنع طيلة فترة السماح بالتحرك!!
وعلى الضفة الأخرى لذاتي المنشطرة المحتارة، تستميت عاطفتي في تفنيد كل ما ذهب إليه العقل من دعاوي ، بل وتصفه بالمتشائم أكثر من اللازم، والمعطي للموضوع أكبر من حجمه!! وتطمئنني بأن هذه مجرد غيمة شتاء وستزول بإذن الله ويعود صفو الحياة إلى سابق عهده.. وتذكرني بأوبئة لا تقل فتكا تجاوزها وطننا بفضل من الله :
- الحمى النزيفية
- الملاريا
- الكوليرا
وغيرها كثير حفظنا الله منه واستطاعت منظومتنا الصحية السيطرة عليه والخروج منه بأقل الخسائر لله الحمد.
وتزيدني اطمئنانا عندما تحدثني عن :
- طقسنا الحار الطارد - حسب بعض الدرسات- لفايروس Covid 19
- اتساع مساحة بلادنا وقلة شعبنا مما يمنع عامل الاكتظاظ والتزاحم الذي يؤدي إلى سرعة انتشار الفايروس
- صدق توكلنا على الله وإيماننا العميق بأن لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.. والإيمان في حد ذاته مصدر مناعة من الأوبئة
وامام قوة أدلة الطرفين المتصارعين بداخلي لا أملك سوى اعلان العجز عن الحكم بتغليب طرف على آخر!!