رسالة موجهة إلى السيد وزير الخارجيةالموريتاني

سبت, 2017-11-18 20:44
mauritania13.com

السيد الوزير بصفتكم دكتوراً وتتمتعون بقدر لابأس به من حسٍ حضاري وذوق أخلاقي وخبرة دبلوماسية، ولكم في الوزارة وقبلها كمدرسٍ في الجامعة ممايوفر لديكم ماتدركون به قيمة إستغلال الدولة الموريتانية، ومابذل شعبها من غالٍ ونفيس في سبيل ذلك الأستغلال !!!

وأيضاً فلا شك أنكم -شخصياً- قد إطلعتم على مذكرات السيد الرئيس المؤسس ذ/المرحوم المختار ولد داداه وتجربته مع فرنسا الدولة التي كانات تستعمر موريتانيا والتي منحتها الأستقلال وبقت عقدين من الزمن ونصف والبلاد شبه معتمدة عليها في كل شئ تقريباً فيمايخص أمنها وتسير إدارتها وحتى جل ميزانيتها،ومع ذلك لم يتساهل المختاريوماً مع فرنسا في كل ما يمس -من قريب أوبعيد- سيادة موريتانيا أوكرامتها .

بل ظل يعارضها جهاراً في معظم مواقفها الإقليمية والدولية خصوصاً فيما يتعلق بالثورة الجزائرية والقضية الفلسطينية وتأميم شركة المعادن (ميفرما) وإنشاء عملة وطنية وإنطلاقة (التعريب)ونفس الشئ قام به مع الجزائر التي ساعدته في إعداد العملة الوطنية وتأميم الشركة وكذلك المغرب التي مدته بجيش يساعده في حماية شمال موريتانيا من ضربات (البوليزاريو )الهادفة إلى وقف تصدير خامات الحديد بضرب منشآتها الحيوية. 

إن كل هذه الدول لم يقبل منها المرحوم أحتواء الدولة الموريتانية وجرها وراء أهدافهم السياسية!

السيد الوزير إننا فضلنا أن نذكركم بهذه الإشارات المؤكدة لأهمية إستغلال دولتنا وإبعادها عن الصراعات الدولية والإقليمية خصوصاً فيما يتعلق بأشقائنا العرب ، ومؤدى هذه التوصية أننا قد لاحظنا أخيراً محاولة جر السعودية لبلادنا تدريجياً من أجل الوقوف خلفها فيما تقوم به من أنتهاكٍ سافرٍ للقوانين الدولية ومثاقيْ الأمم المتحدة والجامعة العربية ،وذلك بتمويلها ومساعدتها لحركاتٍ توصف بالإرهابية وأخرى بالأنفصالية في كل من سوريا والعراق ومصر وليبيا ،وكذا تدخلها الواضح والماحق في اليمن حيث سوّته طائراتها ومدافعها أرضاً وتركته يباباً وشعبه نهباً للجوع والأوبئة ، وهاهي الآن تجند غيرها من الدول لمحاصرة شريكتها في كل ماسبق ذكره (قطر) والسبب ربما أنها حاولت تجاوزهافي بعض علاقاتها الدولية أوالإقليمية، وأخيراً وليس آخراً هاهي ترغم رئيس وزراء لبنان على الأستقالة وتحتجزهُ حسب بعض الإعلام -في سابقة خطيرة من نوعها-لترويضه من أجل القيام بحرب أهلية في وطنه سبيلا للقضاء على حزب الله، الذي كان سنداً مساعداً في فشل مهمتها في سوريا القاضية بإسقاط نظامها، وربما أنها تخشاه أيضاً أن يقوم بنفس الدور في اليمن .

سيدي الوزير في إطار هذ هي العجالة المتعلقة بأهمية إستقلالية موريتانيا فإننا نكبر فيكم موقف الدولة الموريتانية ورئيسها في عدم أرتزاقية جيشنا في حرب اليمن، إلا أننا في نفس الوقت وبموضوعية تامة ندين قرار الحكومة الموريتانية التبعي المشين في قطع علاقاتها مع قطر ، والأولى بهذه الحكومة أن تكون قد قطعت هذه العلاقة سابقاً بصفة سيادية عند ما ذكرت أن قطر تدخلت في شؤوننا الداخلية ومولت ضدنا بعض الحركات الإرهابية ،كمافعلت أيضاً مع مصر وسوريا والعراق .

سيدي الوزير فهذه المعطيات كلها هي مجرد معالم في طريقكم وأنتم ذاهبون إلى مصر لحضور مجلس الجامعة العربية الذي إستدعته السعودية للأنعقاد لتذرف أمامه دموع التماسيح محاولة بذلك تجنيد بقية الدول العربية للوقوف في صفها ضد الحوثيين في اليمن وحزب ألله في لبنان ، وعليه فعند مايثار هذا الموضوع في المؤتمرفيجب أن يقال لها بالفم (المليان) أن كل مايقوم به اليمنيون ضدها ماهو إلاّ نوع من الدفاع عن النفس المشروع ،رغم عدم تكافئه مع ماتقذف عليهم السعودية من حمم حارقة مستعينة على ذلك بلفيف من الدول ،في حين تشتكي من مجرد شهاب رمتها به اليمن ولم يصل إلى هدفه حسب ماتدعي السعودية نفسها زاعمة أن الصاروخ تم إطلاقه عليها بمساعدة دولة واحدة وحزب واحد كذلك!!

كما يجب تذكيرهم أيضاً بأن هذه المعايير الأزدواجية الذي صاروا يستخدمونه في صراعاتهم الإقليمية، لم يعد ينطليِ على أحد ، لأنه قد إكتشف منذ عقود من الزمن عند ما أستعمله الإسرائليون في صراعهم مع العرب ، وقبول تلك المعايير من طرف الدول الغربية ماهو إلاّ نوع من مسايرة إديلوجية وعقائدية لإسرائيل ، وربما يصنعون نفس الشئ مع السعودية من أجل مصالحهم الأقتصادية والمالية!

وفي الختام نتمنى عليكم سيدي الوزير أن تستحضروا في كل المؤتمرات الدولية والإقليمية التي تحضرونها الحفاظ على السيادة الموريتانية وكرامة شعبها ، لأن قلة مافي اليد سوف تزول عن بلادنا بإذن الله تعلى وبمالدينا من إمكانيات تزخر بها أرضنا المعطاء، أما إن جرحت كرامتنا وسيادتنا لاقدرَ الله فليس من بلسم يشفي عاهة تلك الجروح .