أربعة احتمالات رئيسية لمرحلة ما بعد سقوط الرقة عاصمة “الدولة الاسلامية” ما هي؟ ولماذا لم يتم العثور على البغدادي وقادته البارزين؟ وما هو مصير مواطني “الدولة” وحواضنها؟

ثلاثاء, 2017-10-17 18:34

خسر تنظيم “الدولة الإسلامية” مدينة الرقة عاصمته الرئيسية في سورية، بعد اشهر معدودة من خسارته لعاصمته العراقية الموصل، التي اعلن زعيمه ابو بكر البغدادي من على منبر مسجدها التاريخي (النوري) قيام (الخلافة) صيف عام 2014 بعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية عليها، بشكل كامل اليوم الثلاثاء، واستسلام اكثر من 350 مقاتلا من المدافعين عنها.
كان لافتا ان القوات التي سيطرت على الرقة بدعم امريكي، لم تعثر على السيد البغدادي، زعيم “الدولة” حيا او ميتا، كما انها لم تعثر على اركان قيادته البارزين، الامر الذي سيظل يطرح العديد من علامات الاستفهام حول هذا اللغز المحير.
الامر المؤكد ان فصلا مهما في تاريخ المنطقة قد انطوى، او كان من المتوقع ان ينطوي، بفضل ضخامة حجم القوى العظمى الإقليمية والدولية التي توحدت للقضاء على هذا التنظيم الدموي، واجتثاثه من جذوره، مثل أمريكا وايران وروسيا وفرنسا وبريطانيا رغم الخلافات والتناقضات المتعددة بينها، ولكن ربما يكون اختفاء هذا التنظيم من فوق الأرض ليذهب تحتها، أي من العمل العلني من أراضي دولته وعاصمتها، الى العمل السري الذي يعتبر اقل كلفة ماديا، واكثر كلفة لاعدائه لانه يعتمد “الإرهاب” كأسلوب عمل انتقامي ثأري.
هناك أمور يجب التوقف عندها في هذه العجالة:
الأول: هزيمة تنظيم “الدولة” سيخلق فراغا سياسيا وعسكريا، فحتى متى سيستمر، وهل ستحاول قوى أخرى ملئه، وما هي طبيعتها؟
الثاني: من المؤكد ان التحالف الإقليمي والدولي الذي توحد لمحاربة هذه “الدولة” سينفرط عقده بسبب الخلافات الأيديولوجية التي تسود بين أعضائه، ولذلك فإن السؤال هو: ما هي النتائج التي ستترتب على تفكك هذا التحالف وانعكاساتها على المنطقة؟
الثالث: لا يمكن ان نتجاهل امرا اسياسيا وهو الاعتراف بوجود حواضن لهذه “الدولة” في سورية والعراق، صغيرة كانت او كبيرة، ولهذا فان السؤال المشروع هو عن أسباب وجود هذه الحواضن، والدوافع التي دفعت بها لاحتضان تنظيم دموي متطرف مثل “الدولة الإسلامية”، وكيفية التعاطي معها بعقلانية وعلمية، وبما يؤدي الى تفكيك هذه الأسباب تمهيدا لازالتها؟
الرابع: ما هو مصير فروع هذا التنظيم في العديد من الدول العربية والإسلامية، ابتداء من سيناء ومرورا باليمن، وانتهاء بليبيا وأفغانستان، هل ستكون البديل للرقة والموصل، وهل ستتحول الى قواعد انطلاق للمرحلة الثانية من استراتيجية التنظيم، أي الهجمات الإرهابية؟
لا نملك إجابات واضحة، ومحددة حول هذه الأسئلة في الوقت الراهن، ونفضل الانتظار وعدم التسرع حتى يهدأ غبار هذا التطور الخطير، وهزيمة ظاهرة زعزعة أستقرار المنطقة والعالم طوال السنوات الثلاث الماضية على الأقل، ولكن ما يمكن ان نتكهن به، وبإختصار شديد، ان هذه “الدولة” وايديولوجيتها لن تتبخر بسقوط عاصمتها الرقة، وان هذا السقوط ربما يفتح فصلا جديدا من الصراع، لا يقل دموية، بين دول التحالف التي تحتفل حاليا بالانتصار، وتتبادل التهاني، انطلاقا من الرقة نفسها.
“راي اليوم”