رحلة من رحلات افريقيا الخالدة من موساكا إلى يكادما

سبت, 2017-10-14 20:49

في الساعة الخامسة مساء أخبرني أحد من مجموعه أهل الطالب الوافي الفاضله التي كانت لها محلات في جزيرة موساكا الكنگو ابرازفيل التي كنت أعمل فيها مع الرجل السخي الخلوق أخي محمد محمود ولد محمود (حامدو) في محل عنده كان يشاطرني فيه بسخاء وسعة صدر منقطعة النظير طال الله بقاءه وكثر من أمثاله ،، وفي تلك الفترة كانت الحرب الكونگلية في أوجها وكانت الجزيرة شبه معزولة لا يوجد فيها الإتصال ووسائل النقل فيها عن طريق البحر فقط ولا توجد فيها حنئذ ولا سيارة واحدة سوى سيارة الحاكم (الموگفة على جانتات ) قرب منزله وأجواء الحرب والرعب حدث ولا حرج .. اتصل بي أحدالمجمعوعة وأظنه المرحوم أحمد ولد محمد فاضل وعلى ذكرأهل الخير والفضل فلن أنس ابتسامته العريضة وطلاقة وجهه وحسن خلقه تغمده الله برحمته ،،وأخبرني سرا أنهم أجروا زورقا من عند الكنيسة وسيحاولون المغادرة فجرا ليلا ينتبه لهم أهل الغدر والسطو وما أكثرهم، وكانت لفتة كريمة أحفظها لهم، أخبرت حامدو بالخبر وبدأ معي في تدبير حالة السفر،وبت أعد الدقائق حتى صليت الصبح أخذت حقيبتي ولحقت بالمجموعة التي كانت تتوقع أي طارئ يغير اتجاه الرحلة لكن الله سلم ،تمت المغادرة بنجاح، كنا4 رجال..وكنت اصغرهم سنا. انطلقنا الخامسة فجرا نهاية الشهر1996/6 وواصلنا دون توقف حتى وصلنا مدينه ويصو ليلا وجدنا على ضفه النهر شابا ظهر فيما بعد أنه شرطي في زي مدني فسألناه عن الموريتانين فأجاب بأنه يعرف مكانهم وسيدلنا وأردف قائلا اتبعوني فما كان منا إلا أن امتثلنا اوامره، فسلمنامن حينه لمفوضية الشرطة وكانت المجموعه تحمل ما أمكن حمله من مال لإبعاده عن الخطر وكنا حذرين من الشرطة لأنهم تلك الفترة أصبحوا لصوصا في زي الشرطة ،، فبدأوا يسألوننا عن  أخبارنا وعن وصول ملشيات ساسو التي احتلت الجزيرة التي منها منطلقنا وكان يبدو عليهم الذعر أكثر منا،، حفظنا الله منهم بفضله، وتعاملنا معهم ب50الف افرنك لتأميننا حتى نصل أي منزل للموريتانين  وكان من قدرناأننا جئنا لأحد الإخوان الذي ظهر من خلال معاملته لنا أنه لا يرغب في ضيافتنا،،تحملنا مالقينامنه وصبرنا حتى الصباح أتى الله بالفرج ،علم بي الشاب السخي الشريف الحسني سليل العلم والكرم مولاي أحمد ول محمد الأمين ولد بياي  الذي كان تلك الفترة في محل بيت الضيافة والكرم (دارأهل الداده) وكان في عملهم بمفرده ،أتاني بكرة وتزامن مجيئه مع السخي الأديب الأريب المرحوم الحسن بن سعيد الذي كان هو الآخر في محل للرجل الفاضل ابن بيت العلم والفروسية سيدي ولد صالح آل هاهي ،، تنازعا على ضيافتنا واتفقا أخيرا أن أذهب أنا وأحد الجماعة  مع مولاي أحمد وباقي الجماعه مع الحسن ، وحدث ولاحرج أكرمنا مولاي أحمد غاية الإكرام وكان الاتصال تلك الفترة لايمكن إلا عن طريق (ساتلايت) وكانت مكلفة جدا ذهب بدون علمي واتصل على أحد الأخوة في انواكشوط ليخبرهم بسلامتي وكانو يعدونني في أعداد المفقودين !.
أما مجموعة الحسن فنالت مانلنا من إكرام وتبجيل والتحقنا بهم في المساء فهي أول مرة اري فيها الحسن كان رحمه الله غاية في الكرم والفتوة ،، مكثنا معهم اسبوعا كاملا لنبدأ رحلتنا إلى الكمرون .. انطلقنا ظهرا على متن زورق بطيء الا أن الحدود كانت قريبة ،وصلناها قبل صلاة المغرب وقررنا أن يذهب بعضنابمتاعنا والبعض يبقى لنوهم الناس أن المال ذهب مع الذين ذهبو والباقين ليسو محل تهمة كانت هذه هي الخطة ذهب اثنان منا وبقيت أنا والفتى الشجاع محمد الأمين ولد محمد ابراهيم وكانت ليلة مهلهلية ،، الحدود عبارة عن غابة كبيرة فيها أربعة أكواخ بين الشرطة ،والجمارك، والجيش، وحمايه الطبيعه،، والباعوض هو أقل الجنودفتكا تلكم الليلة ،،أشكال الحشرات وأصوات الطيور،، أوالوحوش،، بتنا ليلتها في أجواء الغابة الإستوائية المخيفة .. طلبنا من صاحب الجمارك ركنا من كوخه الخشبي فاستجاب لطلبنا وكان الضغط شديدا العرق يكاد يلجمنا والباعوض يصول ويجول ونحن في معركة دائمة مع أشكال الحشرات الأخرى لانتفرغ لصد الباعوض لحظة إلا وكتائب جنود الله الأخرى تحاصرنا حتى من الله علينا بفجر صادق كان هو بداية الفرج بعد ليل طويل يظهر فيه الفجر الكاذب للدقيقة ويختفي ،،، صلينا الفجر وبدأنا نبحث عن وسيلة نقل تقلنا إلى مدينة العز والكرم يكادما،فانتظرنا حتى المساء وجدنا سيارة صغيرة لشركة الخشب أقلتنا لأحدى المدن القريبة ، فنزلنا فيها ومالبثنا قليلا حتى أتتنا ناقلة كبيرة فركبنا في مقدمتها وکأننا في الدرجة الأولى في أحدث الطائرات!!.. واصلنا حتى الساعة الثالثة فجرا وصلنا يكادما فبحثنا عن فندق فوجدنا كل الفنادق محجوزة فبدأنا نبحث عن الموريتانيين فكان من حسن حظنا أن جئنا لدار سيدي ولد صالح وكان في استقبالنا الفتى السخي الماجد سيدي عالى ولد البشير سليل بيت الرئاسة والعز فبالغ في إكرامنا ،، وعلمت بنا جماعة اديبني  التي تعودت على المكارم فبالغوابدورهم  في إكرامنا جزاهم الله خيرا فكانت  مدينة (يكادما )مدينة برمكية بامتياز
إلى خالد حتى أنخن بخالد#فنعم الفتى يٌزجى ونعم المؤمل.

سيدي محمد ولد دبادْ