روحاني: خطاب ترامب يؤكد أن واشنطن “ضد الشعب الإيراني”.. باريس وبرلين ولندن تبدي “قلقها” حيال القرار الأمريكي.. وماكرون يدرس زيارة ايران لطمئنتها.. وموغيريني تؤكد: ترامب لا يمتلك صلاحية إلغاء الاتفاق

جمعة, 2017-10-13 23:21

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني الجمعة أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي اعلن فيه استراتيجية جديدة ضد إيران يظهر انه “ضد الشعب الإيراني أكثر من أي وقت مضى”.
وقال روحاني في كلمة متلفزة بعد خطاب ترامب “اليوم، ترفض الولايات المتحدة الاتفاق النووي أكثر من أي وقت مضى وهي ضد الشعب الايراني اكثر من اي وقت مضى”.
واعتبر أن “تصريحات (ترامب) هي مجموعة من الاهانات والاتهامات التي لا اساس لها”.
واضاف أن الرئيس الامريكي “لم يقرأ القانون الدولي” متسائلا “هل يستطيع رئيس بمفرده الغاء اتفاق دولي ومتعدد الطرف. يبدو انه يجهل ان هذا الاتفاق ليس اتفاقا ثنائيا بين ايران والولايات المتحدة”.
وكرر روحاني أن “الاتفاق النووي لا يقبل التغيير، لا يمكن ان نضيف اليه بندا او ملاحظة. ما دامت مصالحنا تفرض ذلك، سنبقى (نلتزم) الاتفاق النووي وسنتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولكن اذا لم تراع مصالحنا يوما ما فلن نتردد لحظة واحدة وسنرد”.
ومن جهة أخرى، اعربت باريس وبرلين ولندن مساء الجمعة عن “قلقها حيال تداعيات” قرار الرئيس الأمريكي، وقالت في بيان مشترك “نحن رؤساء الدولة والحكومة في كل من فرنسا والمانيا والمملكة المتحدة، ناخذ علما بالقرار الذي اتخذه الرئيس ترامب بعدما الاقرار أمام الكونغرس باحترام إيران” للاتفاق و”نحن قلقون حيال التداعيات التي يمكن ان تنجم عنه”.
وشددت الدول الثلاث على “تمسكها الحازم” بالاتفاق الموقع في 2015 والتي التزمت بموجبه ايران عدم تطوير سلاح نووي مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وتابعت في بيانها “نشجع الادارة والكونغرس الامريكيين على ان ياخذا في الاعتبار التداعيات المحتملة لقرارهما على أمن الولايات المتحدة وحلفائها قبل اتخاذ أي إجراء من شانه التعرض” للاتفاق على غرار إعادة فرض عقوبات على إيران سبق أن رفعت.
في المقابل، أكدت الدول الثلاث انها “تشاطر الولايات المتحدة قلقها” حيال “برنامج الصواريخ البالستية لإيران وأنشطتها في المنطقة” مبدية استعدادها لاتخاذ “إجراءات جديدة ملائمة للتعامل مع هذه القضايا بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة وجميع الشركاء المعنيين”.
وخلص البيان “نتوقع من إيران ان تخوض حوارا بناء لوقف انشطة زعزعة الاستقرار والعمل من أجل حلول تفاوضية”.
واعلن الاليزيه الجمعة ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يدرس التوجه الى ايران تلبية لدعوة الرئيس الايراني حسن روحاني، بحيث تكون اذا تمت اول زيارة يقوم بها رئيس دولة او حكومة فرنسية لايران منذ 1971.
وقالت الرئاسة ان الرئيسين تشاورا بعد ظهر الجمعة هاتفيا وذكر ماكرون ب”تمسك فرنسا” بالاتفاق حول النووي الايراني الذي رفض الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاقرار بالتزام ايران به.
واضافت “تم بحث زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي بناء على دعوة الرئيس روحاني”، فيما اشار موقع الرئاسة الايرانية الى زيارة “العام المقبل”.
وذكر ماكرون بان قرارات الولايات المتحدة “لا تضع حدا للاتفاق حول النووي الايراني، ومع مجمل الاطراف فان فرنسا وشركاءها الاوروبيين سيواصلون الوفاء بالتزاماتهم”.
لكنه اعتبر ان الاستمرار في الاتفاق يستدعي اجراء “حوار و(احراز) تقدم حول موضوعات لا تتصل باتفاق 2015 لكنها اساسية ضمن الاطار الاستراتيجي الراهن وخصوصا القلق المرتبط بالبرنامج البالستي الايراني وقضايا الامن الاقليمي”.
واعرب ماكرون لنظيره الايراني عن “امله بالعمل مع ايران من اجل حل سياسي دائم للازمة السورية”.
وسيتوجه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في الاسابيع المقبلة الى ايران ليبحث هذه الامور مع نظيره محمد جواد ظريف.
واكد روحاني لنظيره الفرنسي ان “ايران ستواصل الوفاء بالتزاماتها” بموجب الاتفاق، بحسب الاليزيه.
 
ومن جانب آخر، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، الجمعة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يمتلك صلاحية إلغاء الاتفاق النووي مع إيران.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته موغيريني، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، تحدثت فيه عن تهديد ترامب، في خطابه في وقت سابق الجمعة، بفسخ الاتفاق النووي مع إيران.
وأوضحت موغيريني أن الاتفاق حول أنشطة إيران النووية “ليس أحادي الجانب، ولذلك فإن ترامب لا يمتلك صلاحية إلغائه”، مشددةً على أن الاتحاد الأوروبي يعارض فكرة ترامب إلغاء الاتفاقية.
وأضافت “هذا ليس اتفاقا ثنائيا، ولا تعود تبعيته لبلد معين، كما أن إلغاءه ليس بيد بلد واحد”.
وأردفت أن الاتفاق “حظي بموافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع، وهو اتفاق يوفر ضمانات وآلية مراقبة قوية، ولذلك فإن البرنامج النووي الإيراني مدني وسيظل كذلك”.
وأكدت موغيريني أنه “لا توجد في الوقت الراهن إمكانية إلغاء اتفاق نووي لم يتعرض لانتهاكات”.
وفي معرض رد المسؤولة الأوروبية عن سؤال عن نية ترامب إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، قالت إن “الرئيس الأمريكي يمتلك قوى عديدة؛ ولكن ليس ضد هذا (إلغاء الاتفاق)”.
وفي وقت سابق الجمعة، هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، في حال فشل الكونغرس الأمريكي وحلفاء واشنطن في معالجة “عيوبه”، متوعداً بفرض “عقوبات قاسية” على طهران.
وأبرمت الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا اتفاقاً مع إيران، في يوليو/ تموز 2015، وافقت طهران بموجبه على تقييد برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب هذا البرنامج.
وأكد عدم اعتزامه المصادقة على التزام إيران بالاتفاق النووي، الذي قال إنه “ملييء بالعيوب، التي ستعمل الإدارة (الأمريكية) مع الكونغرس من أجل التعامل معها”.
ومن المقرر أن يبلغ ترامب الكونغرس، في موعد غايته 15 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، إن كان يعتبر طهران تفي بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي أم لا، ومن ثم تجديد التصديق على الاتفاق أم لا.
(رأي اليوم) + (وكالات)