لماذا استحق أوباما أن يَدخل تاريخ التّسامح من أوسع أبوابه وأصبح خَلفه ترامب عارًا على البشريّة؟ ولماذا كِدنا أن نكون أحد ضحايا العُنصرية الأمريكيّة البَغيضة؟

أربعاء, 2017-08-16 22:03

تغريدةٌ واحدةٌ للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما التي حَصَدت ثلاثة ملايين إعجاب، وأُعيد نشرها أكثر من 1.2 مليون مرّةً حول العدالة والمُساواة ومُحاربة الكراهية، كَشفت عن الفَرق بينه وبين خَلفه الرئيس العُنصري دونالد ترامب، وحَجم الكارثة التي يُمكن أن تَلحق بالولايات المُتّحدة، والعالم بأسره، من جرّاء أحقاده العُنصرية.
الرئيس أوباما، الذي يُجسّد مثلاً في التسامح والتعايش والرّقي، اقتدى بِمُعلّمه وقُدوته في الإنسانية الرّاحل العظيم نيلسون مانديلا، عندما رد على مسيرة القوميين العُنصرية في مدينة شارلوتسفيل، بولاية فيرجينيا، مُغرّدًا “لا يُولد أحد يَكره شخصًا آخر بسبب لون بَشرته أو أصله أو دينه”، واستحق إعجاب الملايين ومَحبّتهم.
لا نَختلف مع بيرني ساوندرز، المُرشّح الرئاسي السابق، الذي وَصف ترامب بأنّه عارٌ على أمريكا، ونزيد عليه بأنّه عارٌ على العالم الحر، وغير الحُر، بأسرهما، الذي يَقبل أن يكون هذا الرجل زعيمًا له بعد أن ظهر مَعدنه العُنصري الكَريه.
أن يَرفض ترامب إدانة مسيرة النازيين البيض، ويُساوي بين العُنصري وغير العُنصري، ويستمتع بتأييد زعيم حركة كو كلوكس كلان، التي تخصّصت في قتل كل ما هو غير أبيض، والأفارقة خُصوصًا، فهذا يعني أن هذا الرّجل، وما يُمثّله، يُشكّل خَطرًا على البشرية، ويُمكن أن يُقسّم العالم، ويَجرّه إلى حُروبٍ مُدمّرة.
لا يَكفي أن ينأي الحزب الجمهوري بنفسه عن زعيمه الذي يُحرّض على الكراهية، ويَجب عليه البِدء في اتخاذ الخَطوات القانونيّة لعَزله، وفي أسرع وقتٍ مُمكنٍ، لأنه لا يستحق أن يكون زعيمًا له، ويتحكّم بالزر النووي، وقرارات إعلان الحُروب.
من يَحظر دُخول المُسلمين بلاده، ويُريد بناء جِدار بينها وبين المكسيك، ويَبتز دُول الخليج النفطيّة بطريقةٍ وَقحةٍ ومُهينةٍ، لا يَستحق أن يكون زعيمًا لدولةٍ تدّعي أنّها زَعيمة العالم الحُر، وتدّعي أنّها تُريد نشر قِيم العدالة والحُريّات الديمقراطية في العالم بأسره.
رئيس تحرير هذه الصحيفة “رأي اليوم” يَفتخر أنه تلقّى تهديدًا بالاغتيال من قبل مُنظّمة كوكلوكس كلان الإرهابيّة، التي تصدّرت هذه المُظاهرة العُنصرية لدَوره في مُحاربة الكراهية ضد المُسلمين، وكُل المَظلومين في العالم من ضحايا التدخّلات العسكرية الأمريكيّة وهم بالملايين.
الكِفاح ضد العُنصرية والكراهيّة ومن يتستّر عليهما مثل ترامب، يُعتبر واجبًا وفَرضًا على كل إنسان يُؤمن بالمُساواة والتّسامح والتعايش، ولن نتردّد في هذهِ الصّحيفة لحظةً من أداء هذا الواجب.
“رأي اليوم”