اعتذار تل أبيب لم يكفِ وارتباكها يزيد: حزب العمال البريطانيّ يعتبر فضيحة “اللوبي الإسرائيليّ” قضية أمن قوميّ ويُطالب بفتح تحقيق حولها

أربعاء, 2017-01-18 13:29

اعتذر السفير الإسرائيليّ لدى المملكة المتحدة بعدما سُجل سرًّا مقطع فيديو لمسؤول كبير في سفارته يقول فيه إنه يريد “الخلاص من” سير آلان دنكن وزير الدولة لشؤون أوروبا والأمريكتين في وزارة الخارجية البريطانية.
وأدلى المسؤول السياسي في السفارة الإسرائيلية، شاي ماسوت، بتعليقاته في مقطع فيديو التقط له في مطعم بالعاصمة البريطانية، لندن، وحصلت عليه صحيفة “ميل أون صنداي”. وقال ماسوت، حسبما جاء في الفيديو، لأحد الصحفيين إنّ سير آلان يثير “كثيرًا من المشاكل”. وقال السفير الإسرائيليّ، مارك ريغيف، إنّ ما ورد في الفيديو لا يعبّر عن وجهة نظر السفارة أوْ الحكومة الإسرائيلية، وأنّ ماسوت أنهى خدمته.
وأشار موقع “عنيان ميركازي” الإخباريّ الإسرائيليّ إلى أنّ ماسوت هو ضابط أمن إسرائيليّ رفيع خدم في وحدةٍ مختارةٍ تابعةً لسلاح البحريّة الإسرائيليّة، لم يُكشف عن اسمها، وبعد ذلك انتقل إلى قسم المخابرات. وانضمّ لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة وعمل في مجال الأمن لسنواتٍ عديدةٍ، كما قال الموقع العبريّ.
ولكنّ الاعتذار، كما يتبّن اليوم، لم يُوقف الفضيحة التي أربكت تل أبيب، ولم يضع لها حدًّا، فقد طالب زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيرمي كوربن، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بإجراء تحقيق جدي بشأن فضيحة اللوبي الإسرائيلي. وشدد كوربن على أهمية فتح تحقيق رسمي فيما كشفه وثائقي قناة “الجزيرة” من تورط السفارة الإسرائيليّة في لندن في خطط للتأثير على السياسة الخارجية البريطانية، والتخلص من وزراء بسبب مواقفهم الخاصة لما يجري في الشرق الأوسط. وشدد كوربن على ضرورة التعامل مع ما ورد في الفيلم، وما كشف باعتباره “قضية أمن قومي”، كما أفادت اليوم النشرة الإخبارية الدورية-تواصل، وهي نشرة إخبارية دورية ترصد تفاعلات القضية الفلسطينيّة في القارّة الأوروبية ويًصدرها منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني – لندن.
وجاء في الرسالة أنّ العديد من الأعضاء في البرلمان، والشعب قلقون لما تمّ كشفه من براهين على محاولات التقليل من نزاهة الديمقراطية في بريطانيا. كما أنّ من حقّ أعضاء البرلمان التعبير عن مواقفهم بحرية، وبدون خوف من إمكانية تشويه سمعتهم من قبل دبلوماسي أو ممثل لأي دولة.
وأعرب كوربن، كما جاء في بيان “تواصل” عن قلقه لأنّ وزير الخارجية بوريس جونسون اعتبر الأمر منتهيًا. وأكّد على ضرورة فتح تحقيق لمعرفة إلى أي مدى وصل التدخل الغير مناسب. وكانت وزيرة خارجية الظل في بريطانيا، إيميلي ثورنبيري، طالبت أيضًا برسالة إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، بفتح تحقيق حول الفضيحة ذاتها.
ووجهت وزيرة ظل حزب العمال البريطاني كلامها لعضو البرلمان، كريسبين بلانت، قائلة إنّ افتضاح أمر مسؤول السفارة الإسرائيلية شاي ماسوت، وهو يناقش كيف يطيح بوزير في الحكومة وبأعضاء برلمان آخرين وتشويه سمعتهم بسبب آرائهم تجاه الشرق الأوسط أمر مقلق للغاية، على حدّ تعبيرها.
وكان فيلم وثائقي لقناة “الجزيرة” قد عرض في وقت سابق تسجيلاً مصورًا لتصريحات لموظف سابق في السفارة الإسرائيلية قال فيها إنّه يريد التخلص من وزير الدولة لشؤون أوروبا والأمريكتين في الخارجية البريطانية ألان دانكن لمواقفه المناهضة للاستيطان. وكشف الفيلم الذي يحمل اسم “اللوبي” عن مساعي موظفين بالسفارة الإسرائيلية في لندن لتشويه سمعة نواب في البرلمان البريطاني تعتبرهم معادين لإسرائيل. وعرض التحقيق تفاصيل أخرى عن تغلغل المخابرات الإسرائيليّة في بريطانيا، وقد أثار ضجة في لندن حيث طالب نواب محافظون بفتح تحقيق في القضية، كما أطاح التحقيق بمساعدة وزير التعليم البريطاني ماريا ستريزولو، والتي ظهرت في التسجيل مما كشف تآمرها لصالح جهات أجنبية، كما أفادت المصادر لنشرة “تواصل”.
“رأي اليوم”