تدوينة للكاتب الصحفي: الحسن ولد إحريمو بعنوان / كــلام مــوجــه لأنـصـــار بـــيــــرام

خميس, 2016-09-15 20:11

يتذكر أصدقاء الصفحة القدامى من أنصار حركة إيرا أنني أكرر هنا منذ سنة 2010 تقريباً ذات الحقائق نفسها التي تكشفها الآن مقالات الدكتور السعد ولد لوليد من كون المتنفذين الحقيقيين في حركة إيرا هم نشطاء تنظيم فلام، وأن قضيتها لم تكن قضية مكافحة مخلفات الاسترقاق، ولا المسألة الحرطانية، وإنما ظلت في الأساس جزءاً من مشروع فلام السياسي.
وقد توصلت إلى بعض هذه الحقائق في وقت مبكّر نسبياً بعد ملاحظة ما يشبه التماهي الخطابي، وتطابق حتى مفردات العنف اللفظي، والتصنيف اللوني المتوهم، لدى إيرا الآن وفلام قبل أكثر من عقدين من الزمن! ولعل سبب التفاوت الزمني الخطابي منشؤه كون موجهي إيرا الفلاميين هم من قيادات الدياسبورا الزنجية الذين هاجروا أو هُجّروا في عهد الرئيس معاوية. ولذلك انفصلوا عن مفردات الواقع الموريتاني التي جدّت بعدهم، وظلوا يتحدثون لغة قديمة، أخنى عليها الدهر، وجرت بعدها مياه كثيرة تحت الجسر.
ومن دواعي الشك في كون تنظيم فلام ظل على الدوام يحاول ركوب موجة إيرا وتسخير النضال الحقوقي الحرطاني عموماً ضمن أجندته، وجعله مخلب قط في يده، كثرة القيادات الزنجية في حركة إيرا.. فهذا مُلفت أيضاً، وخاصة أن ذات الزنوج المناضلين في الحركة عندهم مخلفات استرقاق في مجموعاتهم السكانية، ولكنهم إذ يرفعون العقيرة فقط ضد "استرقاقية" من يسمونهم العرب- البربر، يتعاملون مع الاسترقاق في قبائلهم هم بقاعدة: لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم.
إنني لا أحكم هنا على محاولات جماعة فلام استغلال أو استغفال نشطاء إيرا وجعلهم أحصنة طروادة تختفي وراءها، ولا أتعامل مع ذلك بأحكام القيمة، مدحاً أو قدحاً، فذلك هو آخر همي، وإنما أستخدم لغة واصفة فقط، لبيان ما هو كائن فعلاً، مع أن لي بطبيعة الحال موقفاٌ مما ينبغي أن يكون.
ولذا فإنني أتمنى أن يقرأ الأصدقاء في إيرا هذا الكلام على أنه دعوة لهم للتفكير في العودة إلى مساءلة المنطلقات من جديد، ومن ثم لممارسة قدر كبير أو صغير من النقد الذاتي. وأيضاً التفكير في الالتفاف خلف المناضلين الحقوقيين الوطنيين مثل الدكتور السعد ولد لوليد، ونحن كلنا سندعمهم، وندعم نضالهم الحقوقي.. إن تخففوا من عبء زعامة بيرام وقضيته العالمية العولمية، التي تتحدث بشيء من التمييع وعدم الواقعية عن إيرا- إيطاليا، وإيرا- فرنسا، وإيرا- أمريكا، وإيرا- سنغال، وإيرا- الهند والصين.. فما ينبغي أن يكون قضيتكم أنتم الأولى والأخيرة هو إيرا- موريتانيا، وكل ما له علاقة ببلادكم دون بقية دول الكرة الأرضية، فلها أهلها وجمعياتها الحقوقية! ولا تضحكوا على أنفسكم ولا يضحك عليكم أحد، بالأسماء الوهمية، والخطابة الثورية الرومانسية غير الواقعية.
ثم، يبقى سؤال أخير بريء، لماذا لا يسافر بيرام إلا من دكار في السنغال؟ أليس في نواكشوط مطار، وهو عنده جواز سفر، ولا شيء يمنعه من السفر من هنا؟ فكروا أنتم: لماذا؟ شخصياً ليست لديّ إجابة يمكن أن أقترحها.. ولا أعرف لماذا؟ ولكن أعرف فقط أن دولة اسكندنافية غنية تمنح جوازات سفر لمن يدعون تزعم النضال، والمظلومية لأسباب حقوقية! وهذا يعني عدم السفر يجواز من دولة المناضل التي يفترض أنه مقموع فيها وممنوع من السفر بحرية! لم أفكر إلا في هذا الاحتمال وهذا النوع من الجوازات من باب حسن الظن! ولكن ليست عندي سلطة تجعلني أيضاً أمنع الآخرين من التفكير في نوع آخر من الجوازات يمكن أن يمنع امتلاكه صاحبه من السفر من مطار نواكشوط.. ولكم كامل الحرية في التفكير دون قيود أو حدود في معنى ذلك، وسأكون ممتناً إن لم تنسبوا إليَّ ما ستتوصلون إليه من استنتاجات.