
سيدي الرئيس من باب النصح إني أشير إلى سيادتكم بما يلي:
سيدي لكوني من هذه الدولة والتي أنت رئيسها، ولكوننا من فئة اجتماعية واحدة أوقومية
وجراء كون كل رؤساء هذه الدولة من تلك الشريحة ونتيجة غياب العدالة السافر وتحدي القانون من طرف موظفي تلك الكحومات ، وإلى حد إهانة كرامة الإنسان وبالتالي زهد ذلك الإنسان ، في تحصيل العلم والذي أفضل منه مجرد تدخل نافذ معين شيخ قبيلة ضابط كبير أو شاعر وغير ذلك من المتنفذين ، وحتى النساء الجميلات ! وتلك الأخطاء تحسب على تلك الفئة ظلما وعدوانا بمجرد انتمائكم أنتم الرؤساء لهذه القومية ! !
سيدي الرئيس لا شك أنك من محيط طيب وربما قد انعكس ذلك على أخلا قكم وقد تمثل في رزانتكم وعفة لسانكم .
وقد لا يتفوق عليكم في كل ذلك من رؤسائنا سوى الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله تعالى الذي استطاع وحده
تقريبا إن شاء دولة من عدم . ولم تسجل عليه إساءة لأحد ، وأكثر من ذلك فهي نظافة اليد وعفة اللسان !
وفي المقابل حاليا ونتيجة لقرارات محكمة الحسبات المتراكمة اليوم ومذ سنوات وكذا غياب العدالة في تكافئ الفرص بين كل أفراد الشعب ، المتساوين في المؤهلات وكذا القدرات !
وحاصل كل تلك الاختلالات فهو الفساد المستشري وانعكاس كل ذلك على اخلاق المجتمع وحتى ديانته
الشيء الذي قد جعلني ذلك أبحث عن مخرج شرعي يمكن التماس العذر فيه لحكامنا خصوصا أنتم كونكم ما زلتم تحكمون البلاد ، وبمقتضى عقد يلزمكم شرعا وقانونا بالحفاظ على أموال هذا الشعب وذمته وأمنه وأخلاقه ! ولكن فيظهر أنكم قد فرطتم في تلك الأمانة بسبب عدم ممارسة الرقابة المباشرة من طرفكم ، بل قد قاولتم من الباطن تجارا غير أمناء أحرقوا الأخضر واليابس ولم يعد بالإمكان علاج ما قد حصل من ضرر!
سيدي الرئيس أحيلك إلى حديث رسول الله صل الله عليه وسلم الذي قد رواه خليفة المسلمين أبوبكر وغيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يحذر مما يلاحظ على تسييركم للبلاد واختيار بعض موظفيكم محابأة ودون كفاءة وطهر ونزاهة تجلى ذلك في ممارساتهم الفجة !
وإليكم ذلك الحديث الموجود في تاريخ الخلفاء تأليف الإمام السيوطي والمتوفى 911 هجرية تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد . وإليكم نص هذا الحديث الشريف ، الذي يقدم لكم وصف الجريمة وحتى نص العقوبة كما يتطلب ذلك الحكم الشرعي :
(( من ولي أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا بمحاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
حتى يدخله جهنمةً ، ومن أعطى أحدا حمى حمى الله فقد انتهك من حمى الله شيئا بغير حقه فعليه لعنة الله )) !
لكن فضل الله وباب العفو مفتحا على مصراعيه ينتظر منكم سجدتي بعدي تكونان الأولى منهما كفارة ذنب تعيين المحاباة . والثانية إقالة من وظفوا أو عيّنوا أو قدمت لهم امتيازات ليسوا ذو أحقية بنيلها وبجدارة الإختبار العادل ، أو الصفقات التي تتم حسب القانون وتتضمن الشفافية التامة والمنصفة والعادلة للجميع!
سيدي الرئيس في مأموريتكم هذه الأخيرة يمكنكم أن تقوموا بما ذكر وتقربا من الله وتوبة من أخطاء ما قد سلف ! ثم فلتضيف الإشراف في نهاية مأموريتكم على انتخابات حرة ونزيهة خالية من عيوب الأوامر الشفهية تلك التي تجعل اللجان المشرفة على الأنتخابات وكذا الحكام والوزراء والأعوان قد يزورون الأنتخابات ! وبهذا تكونوا قد كفرتم عن خطايا السلطة والجاه وبريق أمل الخلود في الدنيا ،ذلك المتخيل ،وأخيرا عودة الإنصاف لشريحة (البظان) التي أصبح إيذاؤها مصدرا للجاه والتوغيف والثراء.
ذ / إسلمو محمد المختار ولد مانا .