
منذ مدة وأنا أتابع خرجات برام الداه أعبيد وبعض من اتباعه مثل مريم بنت الشيخ وأتيام صمبه رئيس حركة افلام وعبد الله آبو جوب وكذا بعض من حركة افلام الذين يعدون وقودا لاهبا يشعل خطاب برام وأتباعه الذين ربما يحرضونهم متقمصين بذلك شخصية مظلوم أو مطهد بائس من طرف البظان الغرباء في هذه الأرض التي أطلق عليها الفرنسيون إسم (موريتانيا) والذين يحسبون عليهم النظام الحاكم منذ استقلال الدولة الموريتانية إلى اليوم !
وهذا يقودني إلى التساؤل حول هذه الشرعية أوالأخلاقية التي تجعلهما أفلام وإرا أولى بهذه الأرض من البظان ذوي الأصول العربية أو البربرية كما يدعون دائما . فهل الزنوج الموريتانيون كانوا موجودين في هذه الأرض ويستطيعون إثبات ذلك حضاريا وثقافيا ببناء العقارات وإصلاح الأراضي وتعميرها أوالدفاع عنها ضد المستعمر الفرنسي أوطرده منها ؟!
وهل الحراطين فهم أيضا يدعون نفس الأرض وبصفتهم الخاصة أو كونهم زنوجاعربوهم الأسياد ويريدون العودة إلى أي أصل قد يدعونه ؟ وهل يستطيع أي منهم تمييز جذورهم التاريخية سواء العرب منهم أوالبربر أو الزنوج ؟وهل يكفيهم مجرد سواد بشرتهم للانتماء للزنوج أو لأي من القوميات الزنجية الثلاثة الأخرى ؟!
وهل ما قد قال برام حقيقة أن حرطون لاوجود له إطلاقا وبالتالي فالذي يجمع لحراطين إن كانوا قد يرغبون فيما يميزهم لتكبير (الگرعة) فهو كونهم ربما كانوا عبيدا أرقاء سابقين ويضيفون إليهم عبيد الزنوج لكونهم يشاركونهم نفس صفة الرق البغيضة ! علما أن عبودية الزنوج أقسى وأشد وأمرّ من عبودية البظان !
إذا فالصفة التي لربما تجمع العبيد السابقين جميعا فهي صفة نقابة معينة وذلك الأقرب لما يجمعهم لأنهم ليسوا بقومية ولاطبقة وذلك حسب لمصطلحات السائدة حاليا!
وهذا سيقودني أيضا إلى طبيعة مشاركة البظان في ملكية هذه الأرض فهو كونهم قدبنوها بالعقارات وأودية النخيل والطرق والمزارع وثم طرد المستعمر بالمقاومة الشرسة!
فهل لا تعلم جماعة أفلام أن الأرض تعود ملكيتها أصلا في الشربعة الإسلامية لمن أحياها . وأن الأرض تندرس بمدة عشر سنوات بين غير الأقارب وبأربعين سنة بين الأقارب !
وهلا يعلمون أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وأنه ليس مجرد أن ترعى فيها إبلا أوبقرا أو غنما أو تتنقل فيهاظاعنا متنقلا بين الأودية والسهوب والهضاب والنجود لتملكها !
لكن الحقيقة التي قد تنطلق منها إيرا وبرام في خطابهم المتحدي للبظان فهو كون رؤساء موريتانيا لربمالم يكونوا شرعيين وذلك لكون أول رئيس قد نصبه الإستعمار والبا قون قد وصلوا للحكم بانقلابات عسكرية ! وكون البظان أنفسهم لايهتمون بالسياسة . بل هم أكثر اهتماما بإثبات أصالة نسبهم ! والدولة نفسها بالنسبة لهم مجرد ضيف يريدون أن ( شوكته لا تدگهم ) !
فهذه الوقائع والحيثيات تعود بي إلى العنوان الذي فهو شعار إيرا الذي هو قبضة تلك اليد الحمراء الممشوقة في السماء والمغموسة في سم الدعاية للفركفونيين والذين قد تركهم الفرنسيون لليقوموا لهم بدور (مسمار جرحا) !وذلك لكي تبقى الفرنية سائدة في موريتانيا خدمة للثقافة الفرنسة من جهة . ومن جهة ثانية لكي يبقى ربما الموجد من فرص العمل أو التوظيف فلأولئك المتعلمين باللغة الفرنسية ، فسواء قدكانوا زنوجا أو عربا أو احراطين إذاما قد صاروا قومية بذاتها مستقلين عن افلام الذين قدكانوا لربما يستخدمونهم لتفكيك اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب الموريتاني الذي كان في وئام منذ قرون مضت !
وفي الختام فإني أتوجه إلى كافة كل القوميات الوطنية في الدولة الموريتانية الحديثة بأن يتوجهوا للتعايش السلمي وأن ينبذوا التبعية للغرب الذي انكشف زيف ديمقراطيته وحقوق الإنسان لديه بعد تعاميهم وصممهم عن الإبادة التي قد حدثت في فلسطين حتى أنهم بتأثيرهم السياسي والعسكري منعوا المسلمين من إغاثة شعب مسلم يباد أمامهم ! فهل بعد ذلك بقى لهم وجه يمكنهم من دعم من يدعي الغبن في دولته لكون مصالهم في نظام الحكم أكثر لهم فائدة من مجرد دعم لحركات ليس لديها ما قد يسيل لعابهم سوى كونهم أدوات ضغط يمارسون بهاكل عمل يحقق مصالحهم من النظم الحاكمة الآن في الدولة الموريتانية !
وأخيرا أقول بأنه لولى شعور نظامنا بانعدام المشروعية الشعبية والدستورية لما استطاع برام لأن يؤذي وبصورة فجة وزيرا دفاعنا رغم خلفيته العسكرية كجنرال وكذلك رئيس البرلمان وذلك لنفس السبب ولكن التبعية للغرب والخوف من أدواته المحلية والمستغلين لبعض ظروف الغبن لبعض الفئات وربما من كل القوميات وخصوصا الأرقاء من فئة البظان لعلاقة تلك الفئة بأولئك الضباط المسيطرين على حكم البلاد منذ فجر ذلك الإنقلاب لسنة ١٩٧٨ ميلادية !
ذ/ إسلمو محمد المختار ولد مانا