قال رئيس البرلمان محمد ولد مكت إن الدورة البرلمانية الحالية تنعقد في ظرف سياسي استثنائي، منبها إلى أن هذا الظرف "يُميزه التحضير لاستحقاق الانتخابات الرئاسية التي أظلّنا موعدها".
وأكد ولد مكت أن النواب- بوصفهم ممثلين للشعب - مدعوون للاضطلاع بدور رئيسي في توعية المواطنين بأهمية هذا الحدث، وفي حث الجميع على التّقييد على اللائحة الانتخابية والإسهام بشكل فاعل في الجهود الرامية لضمان المشاركة الواسعة في هذا الاستحقاق.
وأضاف رئيس البرلمان أنه بذلك "نخطو بثقة خطوة جديدة في مسار ديمقراطيتنا التي نُعوّل عليها في بناء غد أفضل، ونحمي النجاحات التنموية التي حققناها في السنوات الماضية ونُعزز حضور بلدنا المتنامي في المشهَدين الإقليمي والدولي".
وقال ولد مكت إن البلاد شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة تطورا ملحوظا في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مردفا أنه على المستوى السياسي، تواصلت الجهود في مختلف الورشات لتعزيز دولة القانون وإرساء الحكامة الراشدة من خلال تطوير نظام ديمقراطي تعدّدي يرعى حقوق الإنسان ويوفِّر الحريات الفردية والجماعية.
كما تحدث رئيس البرلمان عن استكمال الاستراتيجية الوطنية لترقية حقوق الإنسان وحماية حقوقه السياسية والاقتصادية والمدنية، إضافة لتنفيذ خطة العمل الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص واستحداث محاكم خاصة عُهد إليها بمحاربة كافة أشكال الرق.
وأضاف ولد مكت أنه على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، نُفذت إصلاحات مهمة ترمي لخلق وتطوير اقتصاد متنوع ومرن جاذب للاستثمار ومحفّز للمبادرات الخاصة، وقُطعت خطوات معتبرة على طريق توفير الخدمات الأساسية للمواطن من تعليم وصحة وماء وكهرباء، مع انحياز واضح للشرائح التي عانت تاريخيا من أي نوع من أنواع الغبن، وللأسر المتعففة ولسائر الفئات الهشة.
وشدد ولد مكت على أن الحفاظ على هذه المكتسبات يتطلب من النواب الحرصَ الدائم على حماية الوحدة الوطنية والارتقاء بالقاموس السياسي والنأي عن خطاب الكراهية وتغليب المصالح العليا للوطن على غيرها من المصالح والتسامي عن الانتماءات الضيقة المنافية لمفهوم المواطنة كالقبلية والجهوية والشرائحية والعرقية.
وأكّد ولد مكت أن النواب جميعا يدركون أن التحليَ بهذه الصفات يكتسي أهمية خاصة بالنسبة لممثلي الشعب المنتخَبين، لذا ينبغي أن يُجنبوا المنبر النيابي كل ما قد يمس من هيبته.
وأردف ولد مكت أنه يتعين عليهم في غرفة البرلمان أن يعتمدوا الحوار الهادئ والمسؤول سبيلا لإدارة اختلافاتهم في وِجهات النظر ، وأن يجسدوا من خلاله جو التهدئة والانفتاح الذي حرص الرئيس محمد ولد الغزواني منذ توليه مهامه رئيسا على أن يطبع علاقات المتصدرين للشأن العام من أغلبية ومعارضة.
