الربح والخسارة في معركة غزة والصراع المتجدد في الشرق الأوسط.... شرارة حرب عالمية ثالثة بعيدا عن ساحة المواجهة في شرق أوروبا

خميس, 2023-10-26 08:21

هل يستطيع الغرب المتحالف مع كل من كييف وتل أبيب أن يخوض في آن واحد الحرب على جبهتين ؟ سؤال أخذ يتكرر في العديد من الأوساط منذ 7 أكتوبر عند انطلاق عملية طوفان الأقصى، وتواصل الحرب منذ 24 فبراير 2022 في وسط شرق أوروبا حيث تحقق القوات الروسية مكاسب بعد تعثر الهجوم الأوكراني المضاد المدعوم من الناتو وتكبد قواته خسائر فادحة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير دفاعه لويد أوستن وغيرهم من المسؤولين في البيت الأبيض يكررون أن واشنطن وحلفاؤها قادرون على مساندة كييف وتل أبيب حتى تحقيق النصر على خصومهم.

يوم 16 أكتوبر 2023 أكد الرئيس الأمريكي، خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، أن الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا لأنها تريد تجنب الانجرار إلى حرب في أوروبا. وتطرق بايدن للحرب بين إسرائيل و"حماس"، مؤكدا أن واشنطن ستدعم إسرائيل بكل ما يلزمها، وقال: "أنا أضمن أننا سنؤمن لهم كل ما هو ضروري".

وفي وقت سابق، أكد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جيك ساليفان، أن واشنطن على ثقة بقدرتها على دعم أوكرانيا والحلفاء في آسيا ومساعدة إسرائيل في آن واحد.

كما صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الولايات المتحدة تقدم إمدادات طارئة من الأسلحة إلى إسرائيل بنشاط، وفي الوقت نفسه سيستمر الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا.

ويوم 20 أكتوبر وجه بايدن، رسالة للكونغرس طلب من خلالها مخصصات مالية ضخمة بقيمة 106 مليارات دولار، تتضمن مساعدات عسكرية لأوكرانيا قدرها 61 مليار دولار و14 مليارا لإسرائيل.

غير أن هناك مصادر تنفي تلك التأكيدات المليئة بالثقة حيث كشفت صحيفة "فيلت" الألمانية، أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يواجه موقفا صعبا، وربما لا يملك الأموال والمعدات الكافية لدعم أوكرانيا وإسرائيل في آن واحد.

كما ذكرت صحيفة Business Insider أن المساعدات لأوكرانيا شغلت اهتمام واشنطن، وتم إرسال الأسلحة إلى هناك حتى من إسرائيل، ولكن الأعمال القتالية الجديدة في إسرائيل يمكن أن تغير هذا الوضع.

وأضافت أنه تم استنفاد الاحتياطيات العسكرية الأمريكية، والقدرة الإنتاجية ليست كافية لتأمين احتياجات الطرفين. وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" بدورها نقلا عن مصادر بأن مسؤولين إسرائيليين طلبوا من واشنطن تزويدهم بصواريخ اعتراضية لمنظومة "القبة الحديدية" رغم فشلها في اعتراض اغلب صواريخ حماس وذخائر أخرى والتعاون في جمع المعلومات الإستخباراتية.

ويتوقع بعض الخبراء أنه سيتعين على واشنطن "اختيار من ستساعد: أوكرانيا أو إسرائيل" خاصة إذا اتسع نطاق المواجهة العسكرية وراء حدود قطاع غزة. 

بينما يدور هذا الجدل يثار لغط آخر حول العمليات العسكرية -غير الغارات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي- القادمة للقوات الإسرائيلية ضد قطاع غزة وخاصة ما يروج له إعلاميا بكثافة عن الغزو البري بعد استدعاء أكثر من 360 ألف جندي من احتياطي الجيش الإسرائيلي.

تقدم تفسيرات وتقديرات مختلفة حول هذا الموضوع:

وسائل إعلام غربية تعلل تأخر الهجوم البري الإسرائيلي على غزة بضغوط أمريكية وأوروبية للسماح لإجراء مفاوضات لإطلاق سراح الأسرى الذين يوجدون في قبضة حماس.

محللون يقولون أن الجيش الإسرائيلي يحتاج لوقت إضافي للاستعداد بشكل جيد لمعركة يدرك أنها ستكون طويلة ومكلفة.

طرف ثالث يقول أن تأخر الهجوم البري يهدف إلى إتاحة الوقت للمفاوضين الذين ينوبون عن واشنطن وتل أبيب لإقناع حزب الله وإيران بعدم التدخل في القتال، وإعطاء فرصة أوسع للطيران الإسرائيلي لاستهداف مواقع في سوريا يمكن أن تنطلق منها هجمات أو تكون مواقع لاستقبال معونات عسكرية ومدنية تدعم غزة وذلك من إيران واليمن وغيرهما.

مجموعة رابعة تؤكد أن تأخر الهجوم البري الإسرائيلي يعود إلى خشية تل أبيب وواشنطن من أن تتكبد القوات الإسرائيلية فيه خسائر فادحة لا يمكن تحملها مما سيؤدي إلى قلب كل موازين الصراع تماما كما حدث في الفيتنام يوم 31 يناير 1968 عندما شن الثوار الفيتناميون واحد من أكثر الهجمات المفاجئة ضد فيتنام الجنوبية الموالية للنظام الأمريكي.

على الرغم من أن هذا الهجوم الذي قام به الثوار الفيتناميون لم يحقق جميع أهدافه المنشودة بسرعة، إلا أنه كان أحد عوامل إنهاء الحرب الدائرة منذ سنة 1955، وإجبار واشنطن على الانسحاب ومعها آلاف من أنصارها في جنوب الفيتنام.

يؤكد خبراء عسكريون في موسكو وبرلين أنه بات شبه مؤكد أن الجيش الإسرائيلي يتهيب حتى اللحظة اجتياح غزة برا. فالحديث عن مدينة تحت الأرض في غزة أحد أهم الأدلة على صعوبة المهمة البرية واستحالة التنبؤ بنتيجتها. 

تتم الإشارة أيضا في وسائل الإعلام الغربية إلى وجود احتمال أن يتسع القتال في المنطقة ويتوزع على جبهتين أو ثلاثة، وقد يتحول على حرب إقليمية مدمرة أو حتى عالمية ثالثة، وإرسال الولايات المتحدة مجموعة بحرية تتقدمها حاملتا طائرات إلى شرق المتوسط يعتبر تحسبا لمثل هذه الاحتمالات.

بعيدا قليلا عن التعمق في التكتيكات العسكرية يظهر أن هناك غربيا أفكارا لتجاوز خطر الفشل العسكري عن طريق التخطيط لتشكيل حكومة على المقاس المناسب في غزة والتخلص من حماس والجهاد والجبهة الشعبية وغيرها، أو تسليم غزة كلها إلى مصر وغير ذلك من الأفكار التي تطرح في قاعات تجمع اناسايجهلون الكثير عن القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط.

 

المناورة الأخيرة 

 

تتزايد التحذيرات حتى داخل الدوائر الأكثر تشددا وتطرفا في واشنطن وتل أبيب من خطورة شن هجوم بري على غزة ولكن رغم ذلك تصر الأوساط الحاكمة الأمريكية والإسرائيلية على حتمية العملية البرية وإستحالة وقف أطلاق النار دون التخلص من حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة.

يوم 20 أكتوبر 2023 صرح نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في الاحتياط، يائير غولان إن "من يدعو إلى تدمير غزة من الجو قبل الاجتياح البري، لم يقرأ التاريخ العسكري. من أحد الاستنتاجات الكبيرة من حصار ستالينغراد، أن ما أضر الألمان تدميرهم لستالينغراد ما حولها إلى مخابئ متكاملة ومفاجئة لصالح الجيش السوفييتي"، وفق تعبيره. وأضاف غولان أن "حماس لا تنتظرنا في الطابق العاشر بل في أنفاق تحت الأرض. تدمير غزة سيضر بجهود الجيش".

رغم ذلك صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، يوم الأحد 22 أكتوبر، إن العملية البرية في قطاع غزة يجب أن تكون المناورة الأخيرة لأنه لن تكون بعدها حركة حماس، حسب تعبيره. وأضاف غالانت، خلال زيارة قام بها لمقر عمليات سلاح الجو: "الأمر سيستغرق شهرا أو شهرين أو ثلاثة لكن في النهاية لن تكون هناك حماس".

وتابع قائلا: "قبل أن يلتقي العدو بقوات المدرعات والمشاة، فهو يواجه قنابل القوة الجوية.. أنتم تعرفون كيفية القيام بذلك بطريقة فتاكة ودقيقة وعالية الجودة، كما ثبت حتى الآن"، وفق ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" في نسختها الإنجليزية.

والجمعة، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الحرب على غزة تتكون من 3 مراحل والهدف منها القضاء على حركة المقاومة حماس وإنشاء نظام أمني جديد في القطاع.

وحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أشار غالانت أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب، إلى أن "هذه حملة من 3 مراحل منظمة".

وجاء في بيان لمكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن "غالانت عرض بالتفصيل أهداف الحملة، بما في ذلك القضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية والحكومية وإخلاء مسؤولية إسرائيل تماما عن قطاع غزة وإيجاد واقع أمني جديد في المنطقة".

وذكر غالانت: "نحن في المرحلة الأولى، حيث تجري حملة عسكرية بالنار، وبعد ذلك مناورة برية بهدف تدمير النشطاء والإضرار بالبنية التحتية من أجل هزيمة حماس وتدميرها".

وأضاف غالانت: "في المرحلة الثانية، سنستمر في القتال، ولكن بكثافة أقل حيث تعمل القوات على القضاء على جيوب المقاومة".

وتابع: "الخطوة الثالثة ستكون إنشاء نظام أمني جديد في قطاع غزة، وإزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة اليومية فيه، وخلق واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل والمنطقة المحيطة بقطاع غزة".

وأردف قائلا: "نحن في حرب، ليس هناك خيار.

 

حماس لن تنتهي

 

كتب المحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل في صحيفة هآرتس يوم الثلاثاء 17 أكتوبر:

حتى لو قتل الجيش الإسرائيلي قيادة حماس ودمر قدراتها العسكرية في غزة، فلن تنتهي الحركة في ظل ولاء الكثير من المدنيين في القطاع لها، بالإضافة إلى تحالفاتها الإقليمية ووجود أنصار لها في كل الدول العربية والإسلامية تقريبا، حتى التي أقامت علاقات مع إسرائيل.

بارئيل صرح إن "خطة عمل الجيش الإسرائيلي في غزة تقوم على هدف رئيسي واحد، هو تدمير قدرات حماس وطمس احتمالات إحيائها كقيادة محلية، وهي خطة طموحة وضرورية، لكن ثمنها سيكون باهظا جدا ونتائجها غير مضمونة، على افتراض أنها ممكنة تماما".

واعتبر أن النظام الجديد في غزة "من غير الممكن أن يتجاوز القطاع المدني التابع لحماس، وهم نحو أربعين ألفا من البيروقراطيين يعملون ويكسبون الرزق، وبينهم آلاف المعلمين وضباط الشرطة والأطباء ومعلمي رياض الأطفال والأئمة والمهندسين". 

وأضاف بارئيل "مثل الحال مع غزة، كانت إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عام 2003 تأمل في "تطهير" العراق من حزب البعث الموالي للرئيس صدام حسين الذي أطاحت به واشنطن في غزو عسكري، في الجيش والقطاع المدني، وإنشاء عراق جديد، لكنه كان فشلا ذريعا".

وأوضح أن لدى حماس "قوات مسلحة في لبنان تعمل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وأثبتت قدرتها على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما أن المصالحة بين حماس وسوريا بعد فترة طويلة من قطع العلاقات، يمكن أن توفر لحماس فرصة إضافية".

بارئيل قال إن "هذا لا يعني أن المعركة ضد حماس يجب أن تتوقف نتيجة التهديد. في غزة على الأقل، يتعين على إسرائيل أن تعمل على تحييد قدرات حماس العسكرية، ولكن يتعين عليها أيضا أن تضع في الاعتبار التهديدات الجديدة التي قد تنتج عن هذه الحملة العسكرية".

 

الوضع السابق

 

يوم الأحد 22 أكتوبر عبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن اعتقاده بأن إسرائيل وقطاع غزة لن يعودا إلى حالة "الوضع السابق"، ومن الضروري إيجاد آلية جديدة تضمن عدم تعرض إسرائيل لهجمات جديدة.

وصرح بلينكن لقناة "سي إن إن" عندما سئل عن إستراتيجية إسرائيل تجاه قطاع غزة، ومن سيحكمه عندما ينتهي الصراع: "أعتقد أن علينا أن ندرك أنه من غير الممكن العودة إلى حالة "الوضع السابق"، حيث يمكن لحماس أن تعاود الهجوم على إسرائيل".

وأضاف: "يجب إيجاد آلية جديدة”، مشيرا إلى أن "إسرائيل ــ وفق معلوماته ــ لا تنوي السيطرة على قطاع غزة".

وكان الوزير الأمريكي قد قال في مقابلة أخرى، الأحد، على "أن بي سي": "نحن قلقون من التصعيد. نرى احتمالا لتصعيد الحرب من وكلاء إيران ضد قواتنا" مؤكدا "اتخاذ خطوات لضمان حماية قواتنا بفعالية والرد بحسم".

في نفس اليوم أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بحث الأحد تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكر البيت الأبيض إنه سيتم نشر بيان حول نتائج المحادثات قريبا".

وجاء هذا الاتصال بعد اجتماع موسع في البيت الأبيض قدمت فيه الأجهزة الأمريكية الاستخباراتية تقاريرها حول الوضع بحضور الرئيس بايدن ونائبته ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الجنرال تشارلز براون، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جاك سوليفان.

 

مفاجأة من حماس

 

جاء في تقرير نشر في واشنطن:

سلط خبراء ومحللون في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، يوم الخميس 19 أكتوبر 2023، الضوء على القدرات العسكرية التي طورتها حماس خلال السنوات الماضية، مرجحين أن الحركة تخبئ "مفاجآت" لم تكشف عنها بعد، خاصة ما يتعلق بمسيرات مائية وأسلحة أخرى جديدة.

وبدأ تقرير الصحيفة الأمريكية بالتذكير بحادثة إغتيال مهندس الطيران التونسي، محمد الزواري، عام 2016، والذي كان العقل المدبر لتطوير صناعة المسيرات بالحركة.

وقام الزواري بتصنيع مسيرات مائية ذاتية القيادة يمكن تزويدها بمتفجرات لمهاجمة منصات النفط والموانئ والسفن البحرية.

ومع تصاعد الحرب في غزة، تزداد احتمالات أن تكشف حماس، عما وصفه محللون يدرسون القدرات العسكرية للحركة عن "مفاجأة قاتلة". 

ويلفت التقرير إلى أنه بعد يوم واحد من هجوم السابع من أكتوبر ضد إسرائيل، أعلنت حماس أنها استخدمت 35 طائرة مسيرة ذاتية التفجير، تعتمد جميعها على تصميمات الأسلحة التي طورها الزواري والذي أطلق اسمه عليها.

وأفادت الصحيفة بأن صناع الأسلحة التابعين للحركة قد حصلوا على تكنولوجيا لمجموعة من الأسلحة الجديدة، بدءا من الألغام القوية والقنابل المزروعة على الطرق وحتى الذخائر الموجهة بدقة، مشيرة إلى أن "تطوير بعضها من قبل مهندسي حماس خارج غزة، وفي معظم الحالات بمساعدة فنية من إيران".

وفيما أوضح مصدر للصحيفة أن معظم الأسلحة المستخدمة في 7 أكتوبر شوهدت من قبل، يشير خبراء إلى احتمالية احتفاظ حماس بترسانة احتياطية أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية، لاستخدامها ردا على هجوم بري إسرائيلي يعتقد قادة الحركة أنه قادم بكل تأكيد.

 

ارث محمد الزواري

 

يقول فابيان هينز، خبير الصواريخ ومحلل الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني: "من الوارد جدا أن تمتلك حماس قدرات لم نرها بعد، ولكن قد نكتشفها لاحقا". 

وإذا اتبعت حماس نفس قواعد اللعبة التي اتبعها حليفها حزب الله – الجماعة المسلحة اللبنانية والتي خاضت حربا مع إسرائيل في عام 2006 – فقد تسعى الحركة إلى جر القوات الإسرائيلية برا ثم شن ضربات غير متوقعة، ربما ضد أهداف بعيدة عن خط المواجهة، وفق هينز.

وتابع: "الفكرة هي الوصول إلى مستوى أعلى من التصعيد، ومن ثم إخراج الأرنب من القبعة".

وذكرت الصحيفة أن المفاجأة العسكرية غير المتوقعة لحزب الله في حرب عام 2006، كانت عبارة عن صاروخ مضاد للسفن. وأوضحت أن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية لم تر في البداية أي دليل على أن حزب الله قادر على ضرب السفن البحرية على بعد أميال من الساحل حتى 12 يوليو من ذلك العام، عندما استهدف صاروخ السفينة الرئيسية للبحرية الإسرائيلية "آي إن إس هانيت".

وحول ما إذا كانت حماس تخطط لمفاجأة مماثلة، يتوقع هينز ومحللون آخرون، أن تكون عبارة عن مسيرات مائية مشابهة لتلك التي كان الزواري يطورها للحركة قبل أكثر من سبع سنوات، أو أيضا صاروخا كبيرا مزودا بنظام توجيه دقيق، مما قد يمكن المجموعة من ضرب البنية التحتية الحيوية أو القواعد العسكرية بدقة على بعد عشرات الكيلومترات.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن آلاف الصواريخ والقذائف التي أطلقتها حماس على إسرائيل، حتى الآن، تفتقر إلى حزم توجيه متطورة، على الرغم من أن العديد من الخبراء يعتقدون أن حماس قد حصلت على التكنولوجيا الأساسية من إيران أو حزب الله قبل سنوات.

ويضيف التقرير أن القوات البرية والمركبات الإسرائيلية يمكن أن تواجهها أيضا أشكال أكثر قوة من القنابل القاتلة التي تزرع على الطرق، والتي تعمل الجماعات المسلحة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن على تطويرها.

وفي وقت سابق من عام 2023، تحدثت تقارير استخباراتية أمريكية عن تدريبات لمسلحين متمركزين في سوريا على تصنيع قنبلة خارقة للدروع يمكن أن تخترق الغطاء الفولاذي لدبابة قتالية من مسافة 75 قدما.

ويقول مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن المكونات الرئيسية، مثل المتفجرات والدوائر الإلكترونية، يتم تهريبها إلى القطاع عبر الأنفاق من مصر أو يتم إسقاطها قبالة ساحل غزة عن طريق القوارب.

وفي حين أن تهريب الأسلحة الكبيرة نسبيا مثل الصواريخ أمر صعب، فإن المكونات اللازمة لتحويل الصواريخ "غير الذكية" إلى أسلحة دقيقة وموجهة "لن يحتاج حتى إلى حقيبة ظهر لتهريبها بل يمكن فقط وضعها في حقيبة يد فاخرة"، وفقا لهينز، وهو أحد المحللين العديدين الذين يقدرون أن حماس ربما تمتلك مثل هذه الأسلحة. 

وفيما أشارت "واشنطن بوست" إلى أن تطوير مسيرات تحت مائية يمثل تحديا أكبر، أوضحت أن حماس أظهرت أيضا أنها قادرة على القيام بهذه المهمة من الناحية التكنولوجية، بعد أن تم وضع التصميم الأساسي لهذه المشروع منذ سنوات من قبل الزواري، مهندس الطيران الذي عمل مع حماس داخل غزة قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في صفاقس، على الساحل التونسي، لبناء النماذج الأولي قبل أن يغتاله الموساد الإسرائيلي.

 

كتائب القسام 

 

جاء في تقرير نشر في موسكو يوم 18 أكتوبر 2023:

يقدر عدد مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماسفي غزة ما بين 30 إلى 40 ألف شخص، علاوة على احتياطي قديصل إلى عشرات الآلاف. 

بطبيعة الحال لا تقارن ترسانة حماس العسكرية لا من قريب ولامن بعيد بالقدرات العسكرية الإسرائيلية وبجيشها المزود بأحدثالأسلحة في البر والبحر والجو، وباستخباراتها الشهيرة والدعمالأمريكي اللامحدود، مقابل قطاع محاصر في رقعة ضيقةيقطنها أكثر من مليوني فلسطيني.

في المجموع، تقدر الوحدات العسكرية لحماس في غزة ما بين 27 إلى 30 كتيبة وحوالي مئة سرية، علاوة على وجود وحداتمساعدة أخرى في تخصصات الهندسة والخدمات والدعماللوجستيكي وما شابه.

مؤخرا تبين أن كتائب القسام لديها وحدات جوية خاصة، وقواتخاصة يمكن تصنيفها على أنها "مشاة بحرية"، علاوة علىاستخدامها طائرات شراعية وطائرات كهربائية صغيرة، وطائراتمسيرة صغيرة للاستطلاع، تم شراؤها من السوق عبر مناطقمختلفة أو صنعت داخل ورش بالقطاع. 

بالنسبة للدفاع الجوي تقتصر إمكانات كتائب القسام علىصواريخ غير موجهة محمولة على الكتف من طرازات قديمة، وفيمواجهة العربات المدرعة، لديها أسلحة خفيفة مضادة للدروع.

من الناحية الآلية، لا يوجد لدى كتائب القسام دبابات أو عرباتمدرعة، وهي في العادة تدمر ما تستولي عليه من مثل هذهالأسلحة من إسرائيل.

ولعدم توفر ناقلات جنود مدرعة وعربات مشاة، يستخدم مقاتلوكتائب القسام السيارات العادية ومركبات دفع رباعي تدخل عليهاتعديلات وتزود برشاشات في ورش محلية، فيما تستخدمالدراجات النارية  كوسيلة تنقل خفيفة.

القوة الضاربة الرئيسة لكتائب القسام تتمثل في الصواريخوالقذائف الصاروخية التي أنهكت القبة الحديدة الإسرائيليةبأعدادها الكبيرة التي أطلقت في الهجوم الأخير في 7 أكتوبر.

لدى كتائب القسام مجموعة واسعة من الصواريخ غير الموجهةالمحلية من طرازات "القسام"، وهي متنوعة ومن عيارات مختلفة،علاوة على صواريخ أخرى من أعيرة مختلفة من بينها "عياش250" الذي يصل مداه إلى 250 كيلو مترا.

مقاطع الفيديو المنتشرة في الإنترنت أظهرت أن كتائب القسامتملك عدة أنواع من منصات الصواريخ، فيما تؤكد صحفإسرائيلية أن المقاتلين الفلسطينيين في غزة لديهم قاعدة محليةلتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة وأسلحة أخرى. 

على الرغم من تواضع القوة العسكرية لحركة حماس إلا أنالولايات المتحدة في خضم استعدادات الجيش الإسرائيلي لتنفيذعملية برية واسعة في القطاع بهدف القضاء على الحركة، أرسلتحاملة "يو إس إس جيرالد فورد" (CVN-78)، التي تعد أكبرسفينة أمريكية مسيرة بالطاقة النووية إلى شرق المتوسط وضمتاليها لاحقا حاملة الطائرات يو إس إس دوايت أيزنهاور (CVN-69) بمجموعاتهما القتالية.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجري أوضح بدوره أنالجيش الإسرائيلي ينسق في نشاطاته بشكل كامل مع القيادةالمركزية للقوات المسلحة الأمريكية، فهل كل هذا الحشود العسكريةالهائلة موجهة فقط ضد أسلحة "القسام" المتواضعة؟.

 

غابة جهنمية 

 

تناولت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقريرٍ نشرته يوم الاثنين 16 أكتوبر، خطوة الدخول البري الإسرائيلي لقطاع غزة،، مشيرة إلى أن الخبراء في حرب المدن يحذرون من أن “التضاريس التي سيدخلها الجيش الإسرائيلي مزعجة، وأن نهاية اللعبة غير مؤكدة”.

ونقلت الصحيفة، عن متخصصين بالمجالات العسكرية، أن الجنود الإسرائيليين الذين يستعدون لهجومٍ بري على قطاع غزة، سيواجهون غابة جهنمية من المباني والألغام والأنفاق المكتظة، في أثناء قتالهم المقاومة الفلسطينية، وهو "الوضع المحفوف بالمخاطر، والذي يمكن أن يسبب معاناة إنسانية هائلة، ويجر دولاً أخرى إلى الحرب".

وتضمن تقرير الصحيفة تحليلا للجنرال المتقاعد في مشاة البحرية الأمريكية، كينيث فرانك ماكنزي جونيور، والذي شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية سابقا، قال فيه إنه يعتقد "أن المقاتلين الفلسطينيين سيعودون بقوة، وسيكون الأمر بمثابة حمام دمٍ للجميع"، متوقعا أن يستمر القتال "على مدى فترة زمنية أطول كثيرا"، مشيراً إلى أن ذلك يحدث مع “تورط الإسرائيليين في حالة من الفوضى، وعدم القدرة على التنبؤ بحرب المدن".

وقال الخبير في مكافحة الإرهاب، والأستاذ في جامعة “جورج تاون” الأمريكية، بروس هوفمان، إن التحديات التي سيواجهها الجنود الإسرائيليون في غزة ستكون "أكبر بصورة كبيرة مما واجهته القوات الأمريكية في معركة الفلوجة ضد قوات المقاومة الوطنية، في أثناء حربها في العراق".

وذكر هوفمان بتصريحات الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبي عبيدة، والتي أكد فيها أن المقاومة "قامت بالتحضير والتخطيط، طوال عدة أعوام، لهجومها على إسرائيل"، مشيرا إلى توقع المقاومة أن يرد "الجيش" الإسرائيلي بعملية برية، وأوضح أنه "أصبح من الحكمة التقليدية أنه لا يوجد حل عسكري لمواجهة المقاومة".

وصرح المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، "البنتاغون"، ميك مولروي، بأن المقاومة الفلسطينية "أصبحت فعالة للغاية" في القتال في المناطق الحضرية، مشيرا إلى أنها "استعدت جيدا لدخول القوات الإسرائيلية"، على رغم تفوق قوات الجيش الإسرائيلي وأسلحته ومعداته على تلك الموجودة لدى المقاومة في قطاع غزة.

وأشار مولروي إلى أنه "من أجل تطهير المباني والأقبية وشبكة الأنفاق الواسعة، سيتعين على الإسرائيليين إنزال قوات المشاة الخاصة بهم، والقتال بصورة أساسية، وفق قاعدة جندي في مقابل جندي، ومن مبنى إلى مبنى، في المناطق المبنية".

وتوقّع المسؤول السابق في "البنتاغون" أن تدخل القوة الهجومية الرئيسة لـلجيش الإسرائيلي عبر معبر "إيرز" لشمالي قطاع غزة.

وذكر مولروي، في تحليله، إن القوات، التي يحتمل أن تتقدم، ستشمل دبابات قتالية وناقلات جند مدرعة، مضيفا أن "الجيش” الإسرائيلي قد يحاول أيضا التوغل في قطاع غزة من الشرق، الأمر الذي سيؤدي فعليا حال نجاحه إلى "تقسيم المنطقة إلى قسمين، بهدف الحد من قدرة المقاومة على نقل المقاتلين والمعدات".

 

الولايات المتحدة والمخاطر 

 

قال الصحفي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون، إن الولايات المتحدة ستخسر دورها في الصراع في الشرق الأوسط "إذا تدخلت فيها دول مثل روسيا والصين وتركيا والسعودية وغيرها".

وأضاف كارلسون عبر شبكة "X" يوم 19 أكتوبر "أن المخاطر أعلى بكثير مما يدركه العديد من الأمريكيين. ومن السهل أن نتصور أن عدة دول أخرى سوف تنجذب إلى الصراع بين إسرائيل وحماس. وتشمل هذه الدول روسيا وإيران وتركيا والصين والسعودية ودول الخليج وربما كثيرون آخرون".

وأضاف الصحافي أن البعض قد يدعم إسرائيل والولايات المتحدة، لكن معظم الدول المنخرطة في الصراع ستنحاز إلى جانب معاد لواشنطن. وهذا سيكون مشكلة. فالجيش الأمريكي أضعف من أي وقت مضى خلال الخمسين سنة الماضية".

وأضاف الصحفي أن الجيش الأمريكي منهك بسبب صراعين لا معنى لهما في العراق وأفغانستان، ومنقسم من الداخل بسبب سياسات البنتاغون.

وشدد كارلسون على أنه "الآن ليس الوقت المناسب لحرب عالمية. سوف نخسرها. لكن قائدنا الأعلى رئيسنا لا يفهم ذلك".

وانتقد الصحفي تصريح الرئيس جو بايدن الأخير، والذي وصف فيه "الولايات المتحدة بأنها أقوى دولة في تاريخ البشرية".

وخلص كارلسون إلى القول: "وهم الكبرياء يسبق الدمار. لقد كان هذا اقتباس حقيقة محضة وستبقى كذلك دائما".

 

غزو بثمن باهظ

 

يوم 18 أكتوبر لفتت الصحيفة الإلكترونية الأمريكية "Foreignaffairs"، إلى أن الهجوم الإسرائيلي على غزة ليس بالأمر الجديد، لكن ما سبق كان عبارة عن صدامات محدودة تخللتها غارات متفرقة داخل القطاع.

وأضافت أن "الهجمات البرية الإسرائيلية في غزة دموية وصعبة للغاية. خلال العملية الكبرى الأخيرة في عام 2014، قتل ما يقرب من 66 جنديا إسرائيليا وستة مستوطنين إسرائيليين وأكثر من 2000 فلسطيني غالبيتهم مدنيون وكان ربعهم من الأطفال، على الرغم من أن الجيش توغل في عمق بضعة أميال فقط في الجيب.

القرار حسم، ولا يستطيع أي مسؤول إسرائيلي أن يدعو علىالعودة إلى الوضع السابق، أو حتى مجرد الاكتفاء بانتصار صغير على حماس، بحسب الصحيفة.

وبذلك "سيكون الهدف العسكري الفوري لإسرائيل الآن هو تدمير حماس، أو على الأقل إلحاق أضرار جسيمة بها. ستسعى إسرائيل إلى قتل القيادة السياسية والعسكرية لحماس أو اعتقالها أو طردها من تحت الأرض وستحاول أيضا تدمير البنية التحتية لحماس ومستودعات الأسلحة. ومن المرجح أن تتطلب هذه الأهداف بدورها احتلالا مؤقتا على الأقل لكل غزة أو جزء منها. حماس ببساطة راسخة في أماكن كثيرة جدا بحيث لا يمكن القضاء عليها بالقنابل والغارات وحدها".

ترى الصحيفة أن "الاستيلاء على غزة سيكلف إسرائيل غاليا جدا. سيتعين على القوات الإسرائيلية خوض معارك شوارع من منزل إلى منزل ضد عدو مستعد جيدا وينوي جعل الغزاة يدفعون الثمن مقابل كل شبر.

المعركة الدموية المقبلة كما ترى الصحيفة لن "تنتهي حين تعيد إسرائيل احتلال المنطقة. لا يوجد كيان فلسطيني واحد تثق به إسرائيل لحكم غزة بدلا من حماس. نتيجة لذلك، قد يعني النصر العسكري أنه سيتعين على إسرائيل أن تحكم المنطقة في المستقبل المنظور. بعبارة أخرى، سيتعين على المسؤولين الإسرائيليين إدارة شعب معوز يعتبرهم أعداء له ويمكنه شن حرب عصابات. إن احتمال مثل هذه المقاومة يجعل الاحتلال الجديد لغزة غير سار إلى حد ما بالنسبة للمخططين الإسرائيليين. قد يكون أفضل سيناريو بالنسبة لإسرائيل هو توجيه ضربة قوية ضد حماس وإجراء تعزيز كبير لحدود إسرائيل مع غزة، ولكن ليس لفترة طويلة".

 

تدمير الجيش الإسرائيلي

 

يوم 18 أكتوبر 2023 صرح ضابط المخابرات الكبير السابق في الجيش الأمريكي سكوت ريتر إن كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية ستدمر الجيش الإسرائيلي في حال حدوث عملية برية في قطاع غزة.

وقال ريتر في مقابلة مع قناة "الحكم على الحرية" أن الإسرائيليين "إذا ذهبوا إلى غزة، سأكون صادقا تماما معكم، سيموتون.. سيموتون بأعداد لم يرها الإسرائيليون من قبل".

ووفقا لريتر، فإن كتائب القسام التابعة لحركة حماس جاهزة لعملية برية وستقوم باستدراج إسرائيل إلى "فخ الموت".

وأعرب المحلل عن ثقته بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدرك أنه ليس فقط هناك "استحالة" انتصار إسرائيل، بل أيضا عدم قدرة الولايات المتحدة على مساعدتها في حالة مشاركة حزب الله وإيران في الصراع.

وتابع "ليس لدينا القوة لذلك. ولذلك، نحن بحاجة إلى وضع حد لهذا الصراع الآن. هذا ما يجب أن يقوله الرئيس لإسرائيل".

بعد اربعة أيام من حديثه الأول عاد سكوت ريتر يوم الأحد 22 أكتوبر ليكشف، نقط ضعف الجيش الإسرائيلي، عكس ما يحاول إظهاره للعالم. وتحدث ريتر في تصريحات تلفزيونية عن الهزيمة التي ستلحق بجيش تل أبيب إذا ما نفذ تهديداته بشن حرب برية على غزة، وسيناريو قيام حزب الله بفتح جبهة ثانية في الشمال.

وأضاف: “هم يعرفون هذا.. ما يخيفهم هو أنهم عندما يدخلون غزة، يكونون في منتصف الحرب بكل قواتهم. إذا فعلوا ذلك وفتح حزب الله جبهة من الشمال، فلن يكون لدى إسرائيل أي شيء”.

وأردف: “وحتى لو كانت موجودة، فإنها لا تستطيع هزيمة حزب الله. إنهم يعرفون ذلك لأنهم قاموا في عام 2022 بتمرين “عربات النار” وعام 2023 بتمرين “اليد الثابتة”.. في المناورتين الكبيرتين، اختبرت إسرائيل قوتها، لقد كانوا ضد حماس في الضفة الغربية وحزب الله في الشمال، لكنهم لم ينجحوا.. ليس لديهم الموارد اللازمة للقيام بذلك.. إذا انضمت إيران إلى الحرب بالصواريخ، فستكون محاصرة بالكامل”.

وختم ريتر تصريحاته النارية بالقول: “الآن تدخلت الولايات المتحدة لتكون بمثابة رادع لحزب الله وإيران، وإظهار قوتها، ولكن هذا لن يجدي نفعا لأنه هذه ليست حربا يمكن كسبها بدعم من حاملتي طائرات على متنها ألفي جندي من مشاة البحرية.. الحقيقة هي أن، إسرائيل ضعيفة للغاية وخائفة للغاية والولايات المتحدة ليس لديها الحل لهذا”.

 

حرب 100 عام

 

يوم 18 أكتوبر رجح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف إمكانية تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لحرب إقليمية أو حتى عالمية مبينا أن الحل هو في إقامة دولة فلسطينية كاملة الحقوق.

وأشار مدفيديف في مقالته بصحيفة "إزفستيا" إلى أن السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة إلى الأبد يتمثل في إقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية، موضحا أن الحرب وحشية، ولا قواعد لها.. الحرب مبنية على الرعب والعقيدة ومبدأ الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين.. كما يقولون حاليا: تم تفعيل حالة الشراسة على كلا الجانبين".

وفي سياق متصل، ذكر مدفيديف أن "الأهم بكثير بالنسبة لموسكو هو تحقيق النجاح" في العملية العسكرية الخاصة، إلا أن ما يجري في فلسطين وإسرائيل "أمر لا يمكن إلا وأن يتسبب بالقلق".

وربط ميدفيديف ذلك بحقيقة أن "الحروب غالبا ما تكون لها أسباب متشابهة وتتطور وفقا لمبدأ الأواني المستطرقة".

وذكر إن الصراع ليس بجديد وهو يمتلك "كل الفرص كي يتطور إلى حرب إقليمية شاملة"، وفي ظل الظروف الحالية السيئة "سيواجه العالم حربا عالمية".

وبين نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أنّ عواقب هذه المواجهة كسقوط العديد من الضحايا والدمار تظهر كل يوم. "لقد كانت المأساة الرهيبة هي الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على المستشفى المعمداني في قطاع غزة، والذي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص". 

وتابع: "يصاب العديد منهم بجروح خطيرة وقد يظلون معاقين بشكل دائم.. لقد حدث هذا على الرغم من أن المستشفيات والعاملين الطبيين يتمتعون بحماية القانون الإنساني الدولي".

وحذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي من أنه في حال لم يتم العمل على حل الصراع في الشرق الأوسط بصورة صحيحة، فإنه من الممكن أن يتصاعد إلى حرب 100 عام أو حرب نووية قصيرة، تتضمن استخدام الأسلحة النووية من قبل القوى الإقليمية، مع احتمال تدخل القوى النووية الكبرى.

 

عمر نجيب

[email protected]