المفارقة مابين الأمس في موريتانيا، واليوم في ليبيا  في  " التطبيع" الخياني.!  / إشيب ولد أباتي

خميس, 2023-08-31 02:13

في المقال  الأخير،  لم استحضر للأسف، ذلك  الموقف التاريخي المعبر عن  الرفض الرائع  للقوى الحية العربية في موريتانيا غداة إقامة  نظام  " المطبع " ( معاوية ولد سيدي أحمد الطايع )، مع الكيان الصهيوني،  لكل من الدكتور محمد الأمين ولد الناتي، والأستاذ الخليل ولد الطيب،  عندما عبرا عن المواقف الوطنية، والدينية، والقومية، حيث قدما استقالتهما لنظام الحكم، وذلك  تجسيدا  للمواقف المبدئية القومية، الرافضة، لجميع أشكال السيطرة  للاحتلال الصهيوني في الوطن العربي، سواء أكانت بالقوة، كما حصل في فلسطين المحتلة منذ ١٩٤٨م.  وأجزاء من دول الطوق الأمامية سنة ١٩٦٧م.  كمصر ، والأردن، وسورية، ولبنان..أم حصل  الاحتلال بإقامة العلاقات الإجرامية مع " الوكلاء " لرؤساء  الانظمة الرجعية  امثال السادات، والحسين،  وبشير الجميل، وعرفات، وشريكه في السلطة  أبو مازن، محمود عباس، ومعاوية ، والسلطان قابوس، والبرهان، ومحمد السادس، ومحمد بن زايد ، وآل خليفة في البحرين..

إن هذا الطابور المخزي من الرؤساء، والملوك،  وأذيالهم من رؤساء الحكومات، ووزراء الخارجية،  وغيرهم من الخونة  القلائل  - لله الحمد - في صفوف  الكتاب، أوالأدباء، أوالفنانين،  أوالرياضيين، هم غير قابلين للتدوير، والظهور في وسائل الاعلام الوطنية، وكذلك المواقع الافتراضية الوطنية،  لأن هؤلاء افتقدوا مبرر التعامل معهم، كمواطنين، لأنهم اختاروا أن يصبحوا أداة،  وظفت ضد مصالح الوطن،  والدين، والأمة، لا كباقي الوطنيين، ذلك أنهم  انفصلوا عن الواقع الاجتماعي العربي بالتخلي عن ثوابته الوطنية، والدينية، والقومية.. 

فما الذي يفرض التفريق بين وزيرة الخارجية في ليبيا" نجلاء  المنقوش" الليبية  التي أصبحت هاربة من العدالة ، وبين وزير الخارجية  السابق " محمد فال ولد بلال" الذي قام بزيارة الى الكيان الصهيوني  بتاريخ ٢٠٠٤/١١/١٩م ؟

إن الحكومات الموريتانيا  التالية - وغيرها - التي  وظفت، وتوظف  كل خائن قام سابقا  بزيارة للمحتل في فلسطين المغتصبة، إن ما يتعتبر  توظيفها مكافأة  له ، وتشجيعا للخيانة، لأن  ذلك، يعبر من جهة أخرى عن النوايا المبيتة، كحالة  من الترقب، والانتظار للفرصة المناسبة ل" التطبيع" الخياني، والا ما الذي يبرر التفاعل مع هؤلاء الخونة للوطن، وللثوابت الدينية، والقيم العربية ..؟!

فالواجب المبدئي، يفرض على الحكومات الوطنية، إن كانت حقا ضد " التطبيع" الخياني، كما هو حال القوى الوطنية، والدينية،  والقومية في الوطن العربي التي  لها وسائلها الإعلامية  للتعبير عن الرفض الدائم لكل "مطبع "، وتحميله تبعات تلك الخيانة التي لا تسقط  بالتقادم…

ونطالب اصحاب المواقع الافتراضية الوطنية  عدم إظهار بعض الوجوه  الشائهة  في مجتمع أحفاد ( المرابطون)، وفي أمتنا العربية العظيمة بعد أن سودوا صحائفهم، واتسخت سمعة بلادنا بسياساتهم الاجرامية…

فالتذكير بهذه المواقف، سيجعلنا نذكر  الحكومة الوطنية  الحالية التي تناوئ الرئيس السابق محمد بن عبد العزيز الذي  سجل في التاريخ الوطني، والقومي، الموقف الذي عبر عن  ثوابت الأمة، وهو الموقف الذي يشفع له في مواجهتها معه .. 

ولعل هذه شهادة للتاريخ، على الرئيس موريتاني،  أن يستوعبها، ويحاول الاستفادة منها، بدلا من تلويث سمعته  بالتواطؤ مع  رموز " الابراهامية" المدعية على الدين، إلى جانب  الحرص على  توظيفه  لرموز الخيانة على عهد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع…