هل من غضب لله، ثم للوطن  - يا أحفاد المرابطين -  على  ما جرى لأولى القبلتين  في فلسطين؟ د / - إشيب ولد أباتي

سبت, 2023-04-08 09:32

اليوم، وقبل الغد، تتطلع  أجيال  الأمة العربية، والاسلامية شاخصة العيون، وشاهدة  - اكثر من ذلك - على هذا الاجرام الصهيوني في أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين من تحدي الكيان الغاصب  لفلسطين، وهو يخرج المصلين ، والمصليات، اثناء الصلاة، والاعتكاف في هذا الشهر المبارك الذي يهان فيه المقدسيون، والفلسطينيون من ابناء "اكناف بيت المقدس" المجاهدين ،كما في الحديث النبوي..

وأمام هذه المشاهد المفجرة لمكنونات الوعي، والعاطفة، والاعتقاد، يجب ان نتساءل، ماذا بقي لنا  عربا، ومسلمين حين تهتك حرمات الله بتجريد المقدسيات من اثوابهن،  وتصور لنا "لكي"، بل لحرق  وعينا، وهي فوق ذلك  من اكبر المحرمات  في" مسجد الأقصا" الذي نزل اسمه في كتابه،،؟!

 أليس لهذا الشهر من قدسية  في قلب، ووعي كل عربي، و مسلم ..؟!

إن مقياس العروبة، والاعتقاد بالاسلام أمام هذا التحدي، هو في مدى الرفض، والتعبير عن مستوى الوعي الذي يجسده وعي المواطن العربي، والسلم عموما فيادراكه لحقيقة،  أنه مستهدف -  أينما كان - بإهانة  أمه، واخته، وشعائر دينه، حين يتم الاعتداء على المقدسيات من امهاتنا، واخواتنا في ثالث الحرمين الشريفين، كما أنه ذات المستوى من الإهانة التي توجه لكل  مسلم من المليار ونصف، جراء هذا السلوك الصلف..

يا ابناء العقيدة الواحدة التي،  يهدم ركن من اركانها، اين انتم؟ وما دوركم في هذه الامة؟

إنه سؤال،  يجب ان يطرحه كل واحد على نفسه، وهو يشاهد  بأم عينيه على وسائل الاعلام الصهوينة، وقطعانها الهمج،  يشرعون لهدم  المسجد الأقصى، ليذبحوا فيه، اضاحيهم في اعيادكم الأساطيرية،  ويدنسونه بافعالهم الاجرامية ، قبل  أن يهدموه، ويبنوا على انقاضه هيكلهم المزعوم..

فمن من العرب، والمسلمين بعدئذ ، سيذهب إلى المسجد الأقصى ليصلي فيه لينال أجر خمس مائة صلاة خارجه؟

والسؤال الأهم، هو:

هل نحن في موريتانيا العربية، والافريقية، والاسلامية، وذات المجد  التليد  التاريخي،،، أحفاد المرابطين، او أحفاد الغزاة البرتغاليين، والفرنسيين على التوالي؟ وهل لنا تراث من قيم الوعي،  وقوة الاعتقاد لأجدادنا من الفاتحين من الصحابة، والتابعين، وتابع التابعين من امثال  عبد الله بن عمر، وأبي بكر اللمتوني، وعبد الله بن ياسين، ويوسف بن تاشفين، وابنه القائد العظيم علي بن تاشفين؟

إذا كنا كذلك، فلنجسد الوعي، وواجبات  العقيدة للمجاهدة في الله حق جهاده بالتجاوب مع ابناء الأمة العربية من المناضلين، والمواجهين للعدو في فلسطين بصدورهم العارية، و بواجب الدفاع عن فلسطين، كل فلسطين، والدفاع عن مقدسات الأمة..

 إن قوة إرادة الوعي، وصلابة عزيمة الاعتقاد، هما السلاح الذي يواجه به شباب الأمة، مجرمو الخوذات الصهيونية  بالمرابطة في الأقصى.. فمن يؤازر  المصلين، وصفوف الشباب في احياء القدس، للدفاع عن المعتكفين،  والمعتكفات؟

وكيف تكون  المساندة؟

تكون المساندة بالخروج من المساجد، و المصليات كل ليلة في تظاهرت حاشدة  من أجل القدس، وحماية المصلين في القدس..

وتكون المؤازرة  بالكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتنديد، والتحريض، ومواجهة الفلول الآثمة  التي كانت تروج للسلام في افريقيا، وعقدت مؤتمرها في عاصمة المرابطين، انواكشوط، وقد فضحها الاجرام الصهيوني الذي لا يبحث عن السلام، وإنما يبحث  عن الأتباع، اصحاب الأطماع المادية، والخدم، والحشم من مروجي " الابراهامية" من أشباه  المتدينين،  اتباع " الحاخامات"، و"قساوسة" الفاتيكان الذين وضعوا  أيديهم في أيدي هؤلاء من النصارى المغضوب عليهم، و اليهود الضالين بنص صريح في "أم الكتاب"..!

وتكون المساندة بالأمسيات الليلية الرمضانية بعد كل إفطار، واحياء ليال رمضان الباقية بالتبرعات النقدية، والعينية، وارسالها لأهل فلسطين  عبر الهلال الأحمر الموريتاني، ليسلمها للهلال  الاحمر الفلسطيني في القدس عبر الصليب الأحمر الدولي،،، ولا تسلم لسفارة فلسطين التابعة لجماعة " أوسلو" في رام الله ، حين تحولت إلى مساند للاحتلال الصهيوني...!

وتكون المساندة باسترجاع الوعي الوطني، والوقومي للحراك السياسي، وتبني قواه الحية لقضية الأمة في فلسطين، واحياء مواقيد الوعي القومي في كل بيت، وحارة، وحي.. وذلك لاسترجاع الوعي القومي الذي افتقدته الأجيال  في مجتمعنا منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت انواكشوط، تتطلع إلى أن تقوم بدورها  الطليعي في التوعية، كعواصمنا العربية في الريادة، بيروت، وبغداد، ودمشق،، والقاهرة، وطرابلس. والخرطوم، وصنعاء، والجزائر..

وتكون المساندة في تهديد مصالح الغرب في بلادنا، وخاصة فرنسا المجرمة التي ساندت الحكومة الصهيونية المتطرفة، واستدعت وزير المالية الصهيوني الذي أعلن في باريس، أن ليس للعرب وجود اجتماعي، او تاريخي في فلسطين، وأظهر خريطة للصهاينة تضم فلسطين والأردن، نافيا أي واقع  لهذا الوجود الحضاري...!

لأن فرنسا متصهينة النظام السياسي في عهد "ماكرون"، وهو اكبر مساند للصهاينة، ويعتبر رئيسا، صهيونيا،  وعميلا تابعا للمؤسسات المالية للصهيونية  العالمية..

 

فهل بلغت، اللهم، فاشهد؟