الإعلام الأجنبي: سيف ديموقليس يتهدد البلد واستقراره

سبت, 2021-07-24 04:20

لماذا نغض الطرف عن الآخرين (عربا أو عجما) ونترك لهم الفضاء حرا رحبا في تناول أي موضوع مهما كانت حساسيته في حين أننا لا يمكن أن  نجرأ على بحث قضاياهم حتى مع افتراض أن لدينا الوسائل المادية والبشرية لذلك!

الإعلام اليوم أداة تدخل في شئون الآخرين وليس من مهامه المباشرة حرية الرأي والتعبير ولا إيجاد حلول للمشاكل المطروحة؛ بل على العكس ما يهم هذه القنوات هو خلق بؤرة توتر دائمة تقتات عليها حتى لو كانت المواضيع المتناولة سطحية وسخيفة وتافهة. 

ربما تتذكرون معي إصرار الجزيرة في مرحلة ما من تاريخها على تخصيص ساعة من البث للنشرة المغاربية. هذا الإصرار ليس بريئا وليس لأجل سواد عيون المشاهدين، كما يتبادر للسذج والبسطاء. هذا من أجل أن تقوم بعملية جمع معلومات وإقامة شبكة علاقات واسعة، وهو ما ساعدها في إشعال تونس وإغراق ليبيا في أتون حرب أهلية لم تتعافى منها إلى الآن.. ولكن إذا تفطنتم أن المغرب تحاشى الانزلاق فذاك لأنه تفطن للأمر في بدايته وأغلق محطة البث المباشر، أما الجزائر فكانت على درجة كبيرة من اليقظة ولم تسمح لهم بأي مستوى من الحضور يمكنهم من أي شكل من أشكال العبث. نحن فتحنا لهم الفضاء وبسذاجة كبيرة؛ ويسرحون دون أي قيد أو متابعة، وأخشى أن نكون كمثل القذافي الذي فتح لهم بلده وقلبه، فأبدلوا كل ذلك غدرا وخيانة وتآمر.

اليوم أيضا تقوم قنوات كثيرة (فرانس ٢٤ وسكاي نيوز عربية وغيرها) بتخصيص ساعة من بثها للشئون المغاربية، يسيرون على خطى الجزيرة، وإن كان بدرجة متفاوتة، لكن ما يجمعهم  هو أنهم يتبعون لأجندة البلدان التي يعملون لها، ويسيرون بحماس وتوقد لخدمة تللك الأجندة. ما يهم في الوقت الحالي هو المزيد من الحذر والتوجس والمراقبة اللصيقة لعملهم وما يقومون به.

إذا كنا لا نستطيع فتح قنوات وتوجيهها إلى الآخرين بسبب عوامل لسنا بصدد ذكرها الآن، لا أقبل من أي إعلام أن يفرض أجندته علي وأن يرميني بالحجارة  خصوصا إذا كانت بيوت هذا الإعلام من زجاج !

الكاتب الصحفي سيد أحمد ولد أعمر ولد محم