أسئلة يطرحها الواقع السياسي المعيش!

اثنين, 2020-08-10 03:17

في اطار المقالات التي تصدر من حين الى آخر من طرف د/ أسلكو ولد محمد ازيد بيه في شأن التحقيقات البرلمانية ، وتلك الآخرى المناوئة لها  .
فإني اريد ان ابدي بعض الملاحظات حول ظهور الاستاذ أسلكو وهو يصارع موجة التحقيقات البرلمانية بحثًا عن عروة نجاة تنقذه من تيه ظل يصاحبه حتى وهو يتنقل من منصب سام الى آخر  كرئيس جامعة او كاتب لرئيس الجمهورية او وزير خارجية او سفير وغير ذلك من المناصب العليا!
و مما لاشك فيه حسب ما تناول البعض من سيرتكم الذاتية انك كنت متفوقا في دراستك وأنك كنت تحصل على علامات متميزة ، علما أن معيار العلامات الدراسية في بلادنا اكثر ما كان يتحكم فيها في معظم الأحيان هو مزاج المدرسيين و الأساتذة ، وليس هناك معيارا ثابتا يحتكم عليه! لأني مثلا قد قال لي زميلي استاذ في الفلسفة قد اعطى تلميذا تونسيًا قد شارك في امتحان البكلوريا في وسط التسعينيات في بلادنا  20/20 رغم غاربة ذلك في مناهج الفلسفة، الا انه من وجهة نظره الخاصة بأنه يستحقها ، في حين ان الاستاذ الثاني و الثالث المصححين لنفس الطالب اعطياه 10-20 / 12-20 !
أيها الاستاذ المحترم أسلكو فإنك لاشك تعلم ان الذكاء في مادة الرياضيات او الفيزياء لا يقتضي بالضرورة نفس الذكاء في مواد القانون او الفلسفة او العلاقات الدولية لسبب بسيط و هو ان منطق كلا من تلك التخصصات يختلف عن الآخر، فما ستحققه انت مثلا في مجال الرياضيات وهو تخصصك حسب علمي، فليس في واقع الامر يمكنك تحقيقه في السياسية او القانون او الدبلوماسية، لأن روح جمع الأرقام و ضربها يختلف عن نشر الأفكار و تحليلها ، وكذا الكتابة هي الاخرى على الصبورة تختلف عنها في الصحف او الكتب! 
فهذه شبه مسلمات تستدعي مني طرح بعض الاسئلة عليكم، لكنها لا تنتظر اجوبة منكم لأن المطلوب من اجوبتها ليس الخبر ولا لازمه.
بل يكفي مجر طرحها في حد ذاتها على من قرأ بعضًا مما كتبت أخيراً حول لجنة التحقيق و اسباب نشأتها !
السؤال الاول يتعلق بسبب اختيارك من طرف السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز -المختلف عنك في الإختصاص  و الجهة و البئة - لتتنقل معه في شغل  كل تلك المناصب، فهل الأمر يعود الى انك الاقدر من بين الأطر الموريتانيين لشغل تلك المناصب ، ام لانك الاكثر إنقيادا لتنفيذ ما تأمر به من خلال تلك المرافق لحاجة إشباع غرور السيد الرئيس و نهمه في ممارسة السلطة و التحكم فيها .
ثم فلماذا لم تمكث طويلا في تلك المناصب، فهل يعود الامر الى انك تصحح وضع تلك المرافق لتذهب منها الى غيرها، و هكذا دواليك! ام انك مجرد (ظواك احدج)!
و هناك سؤال يتعلق بظهورك المفاجئ و انت تتحمل مسؤلية  لواء مكتب محاماة تدافع من خلاله عن (عشرية) تواتر معظم الموريتانيين على فسادها باستثنائك انت و ذ/ الشدو  وحدكما كمدونيين ، فهل الامر يعود -ربما- الى  ان التغيرات التي  قد حصلت -اخيرا- في البلاد و التي تشبه الى حد ما يغظة ضمير السلطة بعد - سبات طويل - الى صدمة لم تستطع بعد استعابها ! ام انك مازلت تظن ان كل ما قد حصل ماهو في الواقع الا كابوس او حلم مزعج سرعان ما يستيقظ النظام الحالي منه ، وحينئذ تعود الأمور الا ماكانت عليه ، وفي هذا الحال تكون انت مازلت تحتجز موقعك في النظام السابق و الجديد في نفس الوقت!
ولكن سيدي الاستاذ المحترم لو قرأت تاريخ الانظمة الموريتانية بتمعن فإنك ستستنتج بان اظهار الولاء للنظام المنتهية عهدته يعود معظمه الى محاولة لفت انتباه الرئيس الجديد الى ان شخصا معينا معروفا بالوفاء  ، ولكن مع الوقت و بمجرد لفتة  كريمة  من الرئيس الجديد الى ذلك الشخص فإنه سوف ينسى الوفاء ويقدم مالديه من معلومات وحتى حزبه ان كان له حزب كقربان للنظام الجديد!
ان تلك اللعبة قد سبقك إليها عكاشة رضي الله عنه!
وعليك الآن البحث عن غيرها و من ذلك أنك كأستاذ كفؤ يجب ان تعود الى كرسيك في الجامعة و من خلاله تكفر عما صدر عنك من  اقوال و افعال تجافي الجاذبية الوطنية هذه الأيام، و ان تحاول ما قام به  غيرك من سياسي الانظمة المنتهية الصلاحية، و ذلك بالتخلي عن الوفاء للعهد القديم ، و محاولة( الإتحاد او الحلول  )في النظام الجديد بكل ماهيتك و وجودك لعلك تستطيع التكيف مع الواقع الجديد !

ذ/ اسلمو ولد محمد المختار ولد مانه