قلق سياسي وتراجع مالي وتقدم شعبي

جمعة, 2018-11-09 22:24

تتفاعل الامور بطريقة سريعة في المشهدين الفلسطيني والاقليمي والثالث الدولي.. ما يجعل التعقيدات أسرع وأخطر.
تراجعت امريكا عن اتفاق خمس زائد واحد وعادت وفرضت العقوبات على ايران، وتزامن ذلك مع معركة برية في صعيدة ما سيجعلنا على ابواب انتقام ايراني شديد.. ولبنان وغزة والعراق واليمن وسوريا هي ساحات سريعة التأثر بالغضب الايراني. الضفة الغربية ساحة نموذجية مرشحة كذلك.
دخول الأموال القطرية لغزة، له تداعيات لا يمكن حصرها. على الصعيد الداخلي أظهرت حجم الازمة الانسانية في القطاع وعلى الصعيد الاداري اعادت تدوير الأسئلة حول عدالة التوزيع ومرجعيات العمل ولوائح التفسير. حقائب المال القطري هي البداية وليست النهاية.
تظاهرات الالاف المؤلفة في مدن الضفة بخصوص الضمان الاجتماعي أظهرت أزمة الثقة الكبيرة بين الحكومة وبين الجمهور، وبين التنظيم ورموز التنظيم، وبين الجهات الاقتصادية وبين محدودي الدخل، بل أزمة الثقة من طرف الأجيال بالمستقبل النمطي الدائر كله. وان انكسار جدار الثقة بهذا الشكل لن يشفيه عشرين عاما من اثبات حسن النوايا من جانب اصحاب القرار.
وما أسمعه من الجمهور والنخب الشعبية، أنه لو خرج مليون متظاهر في قطاع غزة وخرج 2 مليون متظاهر في الضفة فان هذا لا قيمة له عند قياداتنا الاقتصادية والسياسية، ولما إكترث اي مسؤول برأي هذه التظاهرات، وفي النهاية سيفعل المسؤول ما هو مقتنع انه الصواب وسوف يستخدم كل قوته لمجادلتهم واثبات انهم خارجون عن الصف الوطني وانه هو الوطن.
في الختام، هناك حلول.
ولكنني لا ارى نفعا من تكرارها، ومن لم يسمع صوت هدير الغضب الشعبي في كل المجالات. لن يسمع رفيف مقالة عابرة في زمن غابر.
د. ناصر اللحام