باباه سيدي عبد الله
استهوتـنِي عملية تخصيب اليورانيوم، كما فصّلها ((ويكيبيديا)) بقوله، مع بعض التصرف من عندي: التخصيب هو عملية فصل اليورانيوم 238 واليورانيوم 235. وتتم العملية بواسطة الطرد المركزي لغاز اليورانيوم. حيث تتم تغذية الاسطوانة الدوارة (( محمد ولد عبد العزيز)) التي تدور بسرعة كبيرة على قاعدة يديرها محرك(( بطانة عائلية )) بغاز سادس فلوريد اليورانيوم. يذهب اليورانيوم في حالته الغازية إلى جهاز الطرد المركزي ويعرض لسرعة دوران من 50 - 70 ألف دورة في الدقيقة (( مشابهة لِما حدث للأسطوانة الدوارة فى مقابلتها مع الصحافة مساء الخميس ٢٠١٥/٣/٢٦)).
تتجمع الجزيئات الأكثر ثقلاً من اليورانيوم-238 (( الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية وبعض عقلاء البطانة العائلية)) على جدار الاسطوانة ويهبط اليورانيوم الأقل تخصيباً ((افكار الاسطوانة الدوارة)) . تتجمع الجزيئات الأخف من اليورانيوم-235 (( اعضاء الحكومة والمستشارون الذين لا يُستشارون)) بالقرب من مركز الاسطوانة ويتحرك لأعلى(( فى فورة غضب وخِفّة فاضحة)). يتم سحب اليورانيوم-235 المخصب من الأسطوانة الأولى، و يرسٓلُ إلى أسطوانة ثانية للطرد المركزي(( وسائل الاعلام الرسمية وأخواتها من الإعلام الصديق ))، و بذلك ترتفع نسبة تخصيب اليورانيوم بعد مرور الغاز على عدة أسطوانات طرد مركزي (( خلايا الإخبار الرئاسي والوزاري والحزبي)). انتهى شرح "ويكيبيديا" مع تصرفي.
وللائي والذين لم يفهموا هذا الكلام على بساطته، أزيد الواضح توضيحا بما يلي:
أولا: لم يكن الرئيس عزيز فى حاجة إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الخميس، لأنه لم يكن جاهزا لمواجهة الصحافة، ولم تكن لديه أية رسائل ينوي تمريرها، ولم يكن فى حالة نفسية جيدة، على الرغم من بعض ابتسامات عابرة.
ثانياً: كشف المؤتمر الصحفي عن جينات دكتاتورية مخدّٓرة فى شخصية الرئيس- الجنرال، الذي عجز عن إدارة موقف طارئ وغاية فى البساطة ولا يعنيه أصلا، فأصدر أمره ب"إطفاء التلفزة" وكأن هذه المؤسسة العمومية الضخمة مجرد جهاز صغير فى زاوية بأحدى غرف بيته، وكان " الحاكم العسكري للمؤتمر " عقبة فى وجه مساعي الصحفي المهني- مدير الحوار لاحتواء الموقف.
ثالثاً: بدا واضحاً أن عملية تخصيب فكر الرئيس ليست دانية القطوف، على الرغم من محاولات " تلميع" تبذلها أطراف فى محيطه لتقدمه للرأي العام فى صورة رجل الدولة المتزن والواثق من نفسه والمطّلع على كل شيء. لقد ظهر فى صورة المراهق المتشنج الذي يمكن أن تُخرجه ملاحظةٌ أو نقطة نظام عن وقاره، فيطفق ضربا للطاولة، وتهديدا لضيوفه، وإهانة لمتابعيه.
رابعاً: تلاعٓب الرئيس بالأسئلة التي طُرحت عليه ، وحتى تلك التي انكشف أنه رتّبها مع بعض الصحفيين، وكان يُفترض أن تكون ردوده عليها أكثر دقة واقناعاً من أرقام يستلفها من وزراءه الذين كانوا يحملون دفاترهم كتلامذة الصف السادس الابتدائي.
خامساً: الرؤساء معادن، بعضها صعب الصقل و التخصيب، و ذٓهٓبُ السكوت خيرٌ من فِضةِ المؤتمرات الصحفية الفارغة، وان يُطيل " الجبل الرئاسي" مخاضه خير له من عملية قيصرية إعلامية تُولد ف.......راً