لا تزال الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل ذخرا إستراتيحيا وتستثمر فيها كل ما تملك . فيما صار العرب يتعاملون مع فلسطين على إعتبار انها هم كبير يستحق كل تنازل من أجل التخلص من مشاكلها. ولكن إسرائيل لا تثق بنفسها كما يثق الاّخرون بها . فهي مهزومة من داخلها ، ولا تزال تعيش شعور اللص الذي سيطر على أملاك الاّخرين بالقوة ولكنه لا يملك الأوراق اللازمة لتثبيت ملكيته ، فترى إسرائيل تركض في أنحاء العالم تبحث عن أي إعتراف من هنا أو هناك . بينما الدول الحقيقية لا تبحث عن أي إعتراف ( موسكو وأدنبرا وداكار والخرطوم والرياض والقاهرة ودمشق ولندن وبرلين ... لا تحتاج لمن يعترف بها عاصمة ) .
وبعد تأجيل الزيارة ثلاث مرات . جاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بينيس إلى مطار اللد ، وعلى الفور فقد الاحتلال السيطرة من شدة فرحته بهذه الزيارة لدرجة إغلاق مطار اللد لمدة عشر دقائق في وجه الرحلات الجوية وإغلاق الطروقات والشوارع ونشر الجند بين القدس ويافا ، وقطع بث قنوات التلفزة .. وهو إستقبال لا تقوم به حكومات الصهاينة سوى للرئيس الامريكي نفسه ( حتى الرئيس الروسي والهندي وزعماء أوروبا لم يحصلوا على مثل هذا الاستقبال ) .
إن الاستقبال الذي يحصل عليه مايك بينس في مستعمرة إسرائيل ، يكشف أن قادة اللوبي الصهيوني وتل أبيب قرروا التخلص من ترامب لأنه أحمق وقد يضر بمصلحة اليهود إستراتيجيا ، وقرروا أيضا البدء بتجهيز مايك بينس ليكون هو الرئيس الأمريكي القادم في أول فرصة . ولو عدنا الى الارشيف الإسرائيلي وبحثنا عن عدد المرات التي قال فيها التلفزيون الاسرائيلي ووسائل الاعلام عن ترامب أنه احمق واهوج وهائج لعرفنا أن إسرائيل أخذت من ترامب ما رفض كل رؤساء أمريكا اعطاءها حول فلسطين والأن تعمل على التخلص منه بأسرع وقت ممكن بعد إنتهاء خطتها في إفشال الاتفاق النووي الايراني .
أحد المعلّقين السياسيين الكبار في تلفزيون اسرائيل قال : ان الشعب الامريكي يكره ترامب ، وبالتالي فإن حب ترامب الفج لإسرائيل سوف يجلب الويلات على اليهود ومن ثم يصبح الشعب الامريكي يكره اسرائيل .
معلق إسرائيلي اخر قال : رغم البهرجة في استقبال مايك بينس إلا ان زيارته فاشلة بإمتياز ، فاشلة بالكامل في الاردن ، وفاشلة جزئيا في مصر ، وفاشلة بالمطلق في رام الله . وهي زيارة خالية من المضمون حاول نتانياهو ان يحول فشلها الى مهرجان احتفالي لصالحه ولصالح حكومته .
د. ناصر