> *"إعلام الاتحاد من اجل الجمهورية"ـ* مرة أخرى تؤكد بعض قوى المعارضة قصر
> نظرها وجديتها في مناهضة المصالح الحيوية للمواطنين. فما إن أعلن عن زيارة
> رئيس الجمهورية للحوضين حتى ارتفعت أصوات بعض قادة منتدى المعارضة لتعبر عن
> قلقها وخوفها من هذه الزيارة، وبلغ الأمر بأحد أحزاب المنتدى حد إصدار بيان
> يكشف فيه هواجسه ويعبر من خلاله عن رفضه لهذه الزيارة.
> فلماذا تثير زيارة رئيس الجمهورية للحوضين مخاوف معارضة المنتدى؟
> يتذرع هؤلاء بحجج متعددة، كان تواجد فخامة الرئيس ليوم واحد في مدينة النعمة
> كافيا لدحضها وتبديد كلما حاولت أن تزرعه من شكوك هي أوهى من أن تصمد أمام
> إرادة جادة في الإنصات للمواطن والتجاوب مع مطامحه في كل ركن من أركان البلاد.
> يوم واحد في مدينة النعمة كان كافيا بالفعل، إذ لا أثر للأساليب التي ألفوها
> خلال عهود الفساد التي تحرك هواجسهم. فقد اختفت مظاهر البذخ والمهرجانات
> الاستعراضية واستنزاف طاقات السكان المحليين، لتترك مكانها لما هو عملي ولما
> يعود بالنفع على الوطن والمواطن، أي للاتصال المباشر بالمواطنين للإطلاع عن
> كثب على واقعهم وهمومهم، والمتابعة اليقظة لسير المشاريع التنموية التي تعد
> بتغيير هذا الواقع نحو الأفضل.
> انطلق اليوم بمشهد معبر للالتحام بين الشعب وقائده، ثم تتالت الزيارات
> الميدانية لتكشف حجم الاستثمارات المبذولة لفك العزلة عن مختلف مقاطعات
> الولاية وتفجير المياه في ربوعها والاستغلال الأمثل لثرواتها الحيوانية
> والمعدنية وضمان توفير رعاية صحية أشمل ونوعية تعليم أفضل لسكانها.
> هكذا تفقد الرئيس: الأشغال في مشروع طريق النعمه/ بانغو/ باسكنو/ فصاله،
> المعبد والبالغ طوله 264 كلم (بتكلفة تبلغ: )؛ مشروع الرجاط للجرانيت ()؛مركز
> الشركة الوطنية لتوزيع الأسماك في النعمة الذي سيضمن تموين أسواق الولاية
> بالسمك بأسعار رمزية؛ مصنع الألبان بمدينة النعمة الذي تبلغ طاقته الاستيعابية
> 30 ألف لتر يوميا من الحليب طويل المدة (تتجاوز تكلفته 18 مليون دولار)؛ مشروع
> تزويد المدن والقرى الشرقية بالماء الشروب من بحيرة الظهر الذي يعتبر من أهم
> المشاريع الهيكلية للمياه في البلاد ()؛ مشروع بناء المستشفى الجهوي بالنعمة
> (بتكلفة تصل 1 مليار و600 مليون)؛ ثانوية الامتياز التي تأسست بالنعمة منذ
> سنتين.
> واختتم الرئيس يومه بلقاء مطول مع أطر الولاية تم خلاله نقاش القضايا التنموية
> التي تهم ولايتهم وإطلاعهم على حقيقة الوضع الذي تعيشه البلاد والرد على
> تساؤلاتهم، وهو اللقاء الذي أكد الرئيس في ختامه أن الدولة ماضية في إرساء
> قواعد تنمية حقيقية في ولاية الحوض الشرقي، قبل أن يكشف عن وجود مبلغ 75 مليون
> دولار جاهز للاستثمار فيها.
> فهل تكون هذه الانجازات المحققة في ولاية الحوض الشرقي وهذا الاهتمام الممنوح
> لها، هو ما يثير مخاوف معارضة المنتدى؟
> من المؤسف أن تقتصر كل رهانات قادة سياسيين يدعون الوطنية والدفاع عن
> المواطنين، على بقاء جزء من الوطن في حالة تهميش مستمر، وأن تدفعهم الحسابات
> الضيقة للوقوف في وجه الجهود الصادقة والفعالة لإرساء أسس تنمية لولاية بالغة
> الأهمية بحجم الحوض الشرقي. غير أن الأمر ليس غريبا بالنسبة لمن يبنون كل
> أحلامهم على طمس الانجازات التي تتحقق لمصلحة المواطنين، أملا في المحافظة على
> موطئ قدم من تأثير سياسي حتى ولو تحصل ذلك على حساب رغد المواطن وتنمية الوطن.