من يمتلك ذرة من الوطنية ومن يدعي الإنتماء للإعلام المهني ..ومن يدعي حمل مشعل الثقافة ويصطنع تكشرة المناضل ،عليه إن رأى مشهدا لايليق بمكانة أو كرامة بعض أفراد شعبه أن يتألم لذلك سرا ويعمل لتغيير الأسباب الداعية لذلك العمل جهرا ،لأنه حينها سوف يبرهن على صدق نيته وسوف يبدد الظنون المتولدة عندنا بأنه يعتمد أسلوبا إستفزازيا يستنقص عمدا من مكون وطني مهم يرى فيه مناسبة للتنكيت صباحا على شايه ــ ذي الورقة ال ماهي معلومة ــ ومساء على ــ حبات سرقلته ليابسه ــ ،أين أنتم يا أصحاب المواقف المضيئة من هموم تلك الجماعة التي ترى أن حقها على الدولة يختزل في كومة أعلاف بائسة منتهية الصلاحية وأكياس من طحين لايسمن ولايغني من جوع ولترات زيت ــ كارس ــ يرفع من كولسترول كل من طبخ به ..؟؟ أين أنتم من توعيتها بحقوقها في التعليم في الصحة وفي فك العزلة وفي توفير الماء الشروب والكهرباء ؟؟ لما لم نسمع عن إعلام نزل إلى الساحات هناك ليساهم عن قرب في توعية هؤلاء وتثقيفهم وإفهامهم مالهم على الدولة ومالها عليهم ؟؟ أين أنتم من المساهمة ولو بشطر رحلة مرة كل ألف سنة تهدف إلى توعية هؤلاء بأهمية التعلم وبأهمية الإيمان بالدولة المدنية وبأنه حينما يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية للبلد يجب أن لايخضعوا للولاء للقبيلة وللمشايخ ولا لأي إعتبارات يمكن أن تستخدمهم على وجه لايليق بهم ؟؟ كذلك أشير إلى انه إذا كان هنالك من واقع مزري يعيشه البلد فإننا جميعا سابقون بخي التسبب فيه ويتفرق دم مسؤوليته بيننا جميعا لذلك فلنوقف الهمز واللمز بهذا الصدد ..
ختاما أقول بأنني ولدت بمدينة النعمة وعشت طفولتي كلها وصبايا في مدينة أزويرات وحصلت على شهادة ختم الدروس الإعدادية من ثانوية معط مولانا وشهادة الباكلوريا العلمية من مدينة روصو وثلاث من مرضعاتي الأربع من ولاية آدرار وعليه فإنني أرى أنني منتم لكل جهات الوطن حيث ما وليت وجهي فإنه عنواني وهكذا يجب أن نكون جميعا فالتمايز الجهوي فرقة والفرقة قطعا أنها ليست هي من ستسرع من نهضة الوطن وإشاعة ثقافة الطرح الوطني الجامع ..