من أجل نشر الوعي بضرورة الاتجاه إلى التعليم، و التعليم فقط ، لحل جميع المشاكل الوطنية ونظرا لقناعتي بقدرة المواطن الموريتاني وقابليته للتغير والتغيير وهي القدرة التي يبرهن عليها انتقاله السريع من نمط الحياة البدوي إلى نمط الحياة العصري والمتقدم فإنني سأطرح سلسلة من التساؤلات الهادفة إلي تشجيع البحث العلمي في مجال التعليم. وعلي الرغم من أن هذه التساؤلات تصلح لأن تكون عناوين لأوراق بحثية خاصة للأساتذة الباحثين وطلبة مراحل التخرج في كليات العلوم الإنسانية و كليات التربية (إن وجدت) في موريتانيا، إلا أنها تصلح كذلك أن تكون عناوين أوراق بحثية للمهتمين بالتعليم بشكل عام. ولهذا السبب ستأتي هذه التساؤلات علي شكل قصاصات نثرية قصيرة تتكون من: عرض توضيحي و التساؤل و إرشادات منهجية
عرض توضيحي
تعتبر سياسات تحسين التقدم في المدارس والحد من أعداد الأطفال الذين يتسربون من المدرسة مسألة بالغة الأهمية إذا ما أريد تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة. وللأسف، تؤدي معدلات التسرب المرتفعة في العديد من البلدان إلى انخفاض مستويات إتمام المرحلة الابتدائية مخلفة أعدادا كبيرة من الأطفال الذين يتركون التعليم دون اكتساب المهارات الأساسية، حيث يمنعهم من ذلك تعليمهم القصير و فرص التعلم المحدودة في الفصول الدراسية المكتظة مع مواد تعليمية غير كافية ومعلمين غير مؤهلين . ولا يقتصر الأثر السلبي للتسرب المدرسي فقط على تقليل الفرص المستقبلية للمتسربين ولكنه يمثل أيضا استنزافا كبيرا للموارد المحدودة التي تملكها الدول المعنية.
وعلى الرغم من استفحال هذه الظاهرة في العديد من بلدان العالم، إلا أن التجارب القطرية ( تنزانيا و غانا، مثلا)أثبتت في العقدين الماضيين أنه من الممكن التغلب عليها تدريجيا. ومن الملاحظ أن معالجة ظاهرة التسرب المدرسي في الدول التي نجحت نسبيا في التغلب عليها بدأت بوضع سياسات فعالة مثل التعليم الإجباري (المرحلة الابتدائية و الإعدادية) و التجاوز التلقائي (بتفعيل التقييم الواعي) قبل التمويل و التسيير و المتابعة الدقيقة لتطبيق هذه السياسات.
وتشير المعلومات المتوفرة عن موريتانيا لدي معهد الإحصاء التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة إلي أن نسبة صافي القيد في المرحلة الثانوية لسنة 2015 لم تتجاوز 24.33%. وهذه النسبة وإن لم تكن مساوية بالضرورة للنسبة الحقيقية للتسرب المدرسي في موريتانيا، إلا أنها دليل واضح علي ارتفاع تلك النسبة و تبرر في نفس الوقت طرح التساؤل التالي:
التساؤل: كيف يعالج نظام التعليم الموريتاني ظاهرة التسرب المدرسي؟
إرشادات منهجية
من أجل استقصاء الجوانب الأساسية لظاهرة التسرب المدرسي (السياسات وتمويلها و تطبيقها و متابعتها) يجب الدخول في علاقة مباشرة مع المصالح المختصة في وزارة التهذيب بعد تصميم الاستمارات المخصصة للحصول علي الوثائق و المعلومات المطلوبة. و ربما سيضطر الباحث إلي طلب المعلومات من جهات أخري مثل المكتب الوطني للإحصاء و المنظمات الدولية المهتمة بالتعليم في موريتانيا.
وبعد الحصول علي كل المعلومات المطلوبة حول التسرب المدرسي في موريتانيا، يمكن تنظيم البحث علي الشكل التالي: عنوان البحث- مقدمة- الدراسات السابقة- منهجية البحث - عرض النتائج ونقاشها- توصيات واقتراحات بخصوص المسألة المعالجة- نقاط قصورالبحث و المصادر والمراجع.
د. المختار ولد حنده-أستاذ محاضر-قسم اللغة الانجليزية- جامعة نواكشوط العصرية
*** بإمكان القراء المهتمين بالتعليم واللذين لديهم أراء واقتراحات بخصوص هذا التساؤل أو بخصوص جوانب أخري من التعليم التواصل معنا علي البريد الالكتروني:[email protected]