ليس ثمة من سبق الثورة الفلسطينية في الدفاع عن الأكراد وحقوقهم القومية، وحقهم في استخدام لغتهم الخاصة وثقافتهم وحقوقهم المدنية والسيكولوجية والانسانية والحقوقية والسياسية دون انتقاص . وأبعد من ذلك فقد ناضل الفدائيون الفلسطينيون مع الأكراد في نفس الخندق وحملوا السلاح معهم في كثير من الخطوب والميادين.
وقاتل الأكراد مع الثورة الفلسطينية وتلقوا التدريبات والدعم من معسكرات الثورة في لبنان والعراق والجزائر وتونس وحتى من داخل فلسطين .
الأكراد لهم حقوق مشروعة وتعرّضوا لكثير من أنواع الظلم المعاصرة، وهم أكبر القوميات في العالم لم تحقق حكما لذاتها. عددهم يربوا عن 35 مليونا، موزعين في تركيا وسوريا والعراق واذربيجان واوروبا وباقي مناطق العالم . وهناك قواسم مشتركة بينهم وبين الشعب الفلسطيني ووحدة حال، يجمعنا وطن واحد وقومية واحدة .
ولكن القضية شيء، ومصلحة أصحاب القضية شيء اّخر تماما. لان هناك 20 مليون كردي في تركيا و9 مليون كردي في العراق ونحو 3 مليون كردي في سوريا . فهل ستكون دولة في أربيل لصالحهم ؟ وهل الانفصال عن بغداد يخدم القضية الكردية؟ وهل رفع العلم الاسرائيلي في أربيل يخدم قضية الأكراد ؟ وهل أن تصديق وعودات الاحتلال الاسرائيلي ومؤامرات الموساد سيخدم القضية الكردية ؟
ان تجربة جنوب السودان مع اسرائيل وأمريكا حاضرة وراهنة. وقد نكثت اسرائيل بوعودها التي قدمتها لسلفا كير حين زار تل ابيب .
ان عددا من فصائل الثورة الفلسطينية ساعدت العديد من حركات التحرير في مناطق عدة في العالم، ولم تكن جميع التجارب ناجحة .
فقد وقف الفلسطينيون مع جبهة تحرير ارتيريا، وحين انفصلت ارتيريا عن اثيوبيا أغلقت مكتب منظمة التحرير في أسمرا وفتحت سفارة لاسرائيل . ووقفت بعض فصائل الثورة مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في الصحراء الغربية في السبعينيات والثمانينيات، ووقفت الفصائل اليسارية مع جون جرنج في جوبا لتحرير ( انفصال ) جنوب السودان، ولكن وما أن انفصلت جنوب السودان عن الخرطوم حتى جاء سلفا كير لزيارة تل ابيب !!!!!
ووقفت الثورة الفلسطينية مع الاكراد وقاتلت معهم .والان نرى علم اسرائيل الاستعمارية يرفرف فوق أربيل . مع أن كل فلسطيني وعربي يعرف ان صلاح الدين الايوبي الكردي هو الذي حرر القدس من الصليبيين !!!
نتمنى التوفيق للشعب الكردي ونكون سعداء اذا كانوا بألف خير .. ولكن نصيحة من رفاق السلاح ومن اخوة الدم : لا تثقوا باسرائيل لانها سوف تبيعكم عند اول منعطف وتل ابيب لن تضحي بمصالحها مع تركيا من اجلكم . واسرائيل لن تبيع صداقتها مع روسيا من اجلكم .
وان غدا لناظره قريب .
د. ناصر اللحام