أخوتي الأعزاء في مقاطعة باركيول إني متأكد جداً من أنكم تعلمون أن الأستحقاقات الأنتخابية سواء كانت ريئاسية أونيابية أومحلية مهما كان نوعها فإنها تقتضي ناخباً ومرشحاً لذلك المنصب الأستحقاقيِ مهماكان نوعه ، وخلال تلك العملية الأنتخابية تحصل عدة تداخلات تؤدي في نهاية المطاف إلى ترشيح زيد من الناس ! سواء كان ذلك (الزيد)مرشحاً من طرف حزب الحكومة أومن أحزاب المعارضة.
وهنا يجب أولاً : على المرشح أن يعلم أنه لم يعد كافياً لنجاحه أن ترشحه الحكومة وتدعمه مالياً وقبلياً ، بل لابد للمرشح من أمرٍ ما في ذاته يقنع به الناخب وذلك في ماسلف من سيرته الذاتية سواء الجانب المهني منها أو الأخلاقي ، وهل تلك السيرة الذاتية في حد ذاتها كافية لإقناع الناخب لأختيار ذلك المرشح من بين المرشحين الآخرين!
(وماالأنتخابات النيابية الأخيرة في أكثر من مقاطعة إلا دليلاً على صدق هذا الطرح)
لهذا وغيره فإني أنصح كلاً من الشخص الذي ينوي الترشح مستقبلاً لمنصب أنتخابي ما ولو بعد عقد من الزمن أن يستثمر جهداً لابأس به أخلاقياً وأقتصادياً في صالح مواطني ذلك المكان الذي ينوي الترشح منه .بل في كل مكان من الوطن حلّ به أودعته ظروف الحال لمساعدة من يقيم فيه .
أما ثانياً : فعلى المواطن الناخب أن يعلم أن أجواء الأنتخابات ومايصاحبها عادة من أضواء كاشفة وبهرجة ودعاية ومظاهر ربما تكون خادعة بمافيها عائلة المرشح ومن ورائها وثروته ، فإن كلّ ذلك سوف ينتهي تأثيره عند إعلان نتائج الأنتخابات ويستلم المرشح الناجح منصبه الجديد ويبدأ ترميم خسائره المادية بسبب إنفاقه من أجل منصبه الجديد .
بينماسوف يعود المواطن الناخب -صفر اليدين من العملية كلها- إلى منزله أو خيمته أو عريشهِ وربما إلى قطيعه أو حقله أو عربته التي يجر على دابته (شريت)
إن ذلك المواطن بعد عودته إلى ذاته بعد (حصاد)نتيجة الأنتخابات سيواجه من جديد مشاكل الإعاشة والصحة وهل مرشحه ذلك سوف يساعده بصفة عامة بالعمل على إنعاش منطقته اقتصادياً (زاعياً أو صناعياً) لأن ذلك وحده هو الذي سيستفيد منه ذلك المواطن سواء صوت لذلك المرشح أو ضده .
أما المساعدات الخاصة التي تتم أثناء الحملة الأنتخابية سواء كانت نقوداً أوثياباً أو طعاماً أو وعوداً بالعمل ماهي في واقع الأمرإلا رشاوى آنية تعد ثمناً مباشراً لتصويت ذلك المواطن لمرشح ما ، وبالتالي لم يعد لذلك المواطن الحق في الحصول على المنافع العامة والدائمة المؤملةِ مثل المرافق العامة والبنَى التحتية لأنه ببساطة قد تنازل عنها مقابل أشياء زهيدة لا تشبع جائعاً ولا تكسي عارياً ولا تعالج مريضاً لأنها مجرد (رغوة لا صريح تحتها) وسوف تتبخر مع أول نسمة هوى تداعب أديم أرضكم الطيبة .
يحي مقامه