إن موريتانيا عبر تاريخها القصير نسبياً منذ أن أصبحت دولة مستقلة عن غيرها ، حيث ظلت دائماًكذلك الشئ الذي بوأها لأن تكون وسيطاً عربياً وإفريقياً مقبولاً مما مكنها ذلك من حل الكثير من النزاعات العربية والإفريقية .
وحيث كانت -قبلكم-رغم أختلاف مشارب رؤسائهاوثقافاتهم إلاّ أنهم بقوا صابرين وملتزمين بنهج الحياد الإيجابي حتى عرفنا (بهمزة الوصل) مدحاً وأحتراماً لاذماً، إلاّ أننا اليوم والأمس القريب للأسف منذ أصبح الملك سلمان بن عبد العزيز على رأس سلطة بلاده إلاّ ونحن نترنحُ مرتبكين تحت تأثيرإنعكاس ذلك التأثير على قراراتنا السيادية .
ورغم ذلك الخضوع المشين لهذا الملك لم نر منه إلاّ الأحتقار والنظرة الدونية حيث فضل الأستجمام في المغرب بدلاً من حضور مأتمر (بيضة الديك)الوحيدة للجامعة العربية في بلادنا وسبب ذلك الأحتقار الممارس علينا تفسره الحكمة القائلة "ماأكلَ رجل في قصعة رجل إلاّ أذله" في حين حضر مأتمرنا الأمير تميم بن حمد ولو كان حضوره مجرد مجاملة ورغم ذلك صار كمن حضر وله معهم وسام شرف معلق في عنق كل موريتاني وعلى رأس أولائك الحاضرين للمؤتمر أمير الكويت الفاضل والحكيم .
صحيح أن قطر منذ إعتلى الأمير تميم عرشهاأصبحت قراراتها شبابية غير لائق بعضها بسبب تأثرها بإديولجية الإخوان المسلمين التي يُسْحَبُ بها أمير (قطر)الحالي خلف رئيس تركيا النسخة طبق الأصل للرئيس إترمب.
ياسيادة الرئيس لم يكن مناسباً لدى الشعب الموريتاني ماورطتهُ فيه بدخولك في حلفٍ سياسي مبني على (الأ ناالسفلى) المشبعة بالعاطفة والكبرياء والنظرة (البوشية من ليس معنا فهو ضدنا) .
سيدي الرئيس لقد إرتفعت أسهمك لدينا عند ما رفضت توريط جيشنا في حرب الإخوة في اليمن من ذلك النزول الذي أصابها بتسليم السنوسي لمليشيا تتصارع على السلطة ، وأظن أنها ستنزل الآن تلك الأسهم أكثر بقدر ماتتضرر مصالح الدولة الموريتانية وجاليتنافي قطر .
ياسيدي الرئيس إن لكل داء دواء وأنت معروف بشجاعتك يجمع عليها من عرفوك فاستخدم تلك الشجاعة مدعومة بالحكمة لمعالجة قرار قطع العلاقات مع قطر وإن كنّا لانرضى عن تدخلهاأي قطر في الشؤن العربية بشكل سلبي تلبية لأجندات دولية وإقليمية إلاّ أنها رغم ذلك بالنسبة لنا نحن الموريتانيون لم نجد منها -في أكثر الأحيان- إلاّ العون والمساعدة في الظروف الحالكة ، لهذا يجب علينا الوقوف إلى جانبها في هذا الظرف العصيب الذي تحتاج فيه حقاً إلى إعادة جزء ولو يسير لمعروفها تجاهنا.
وأخيراً أتمنى لك ياسيادة الرئيس السلامة والقدرة على اتخاذ القرار الصائب الذي يجبر أضرار قطع العلاقة مع دولة قطر ذلك لقرار الغير موفق من وجهة نظري على الأقل.
ذ/إسلمو ولد محمد المختار ولد ماناّ