جاء حكم تركيا للوطن العربي بقوة الجيوش ، وامتد نحو 400 عاما من 1522 حين هزم المماليك في معركة دابق في حلب وحتى خروج العثمانيين من العالم العربي عام 1923 حين وقعت تركيا على اتفاقية لوزان ( هم خرجوا وقرروا انهم اكتفوا من حكمنا ) ، وجاء الفرنجة ( فرنسا ) والانجليز وتقاسموا الوطن العربي بغطاء عصبة الامم ، وقسموا الوطن فيما بينهم بذريعة الانتداب ، وبعد ذلك تركوا العرب دويلات وممالك متجزئة ومختلفة الولاء بلا خليفة ولا سلطان ولا وحدة حال ولا وحدة سوق ولا عملة واحدة . ولولا اللغة العربية التي توحدهم والدين الاسلامي الذي يجمعهم لكان حالهم اسوأ بكثير من الحال الراهن .
وأنا اتفهم ان الحكومات العربية والأحزاب العربية لا تريد الان تغيير الواقع الراهن ولكنني لا اتفهم دور المثقفين العرب الذين يكتفون بتحليل وقراءة ما يحدث ولا يخططون لما يجب ان يحدث ، و حتى القوميين منهم تراهم يترددون في اعلان موت اتفاقية سايكس بيكو عمليا ، والبدء في عرض مخطط جيوسياسي جديد للوطن العربي ، فتركيا تنازلت عن الوطن العربي في اتفاقية لوزان عام 1922 ، الا ان اتفاقية سايكس بيكو ماتت ويجب ان تنتهي مرة والى الابد ، ولا بد على المثقف العربي ان يفكر بشكل بقاء جديد يضمن الازدهار والتطور والوحدة وفتح الحدود واحترام الاختلاف والخصوصيات .
سياسيا هناك 22 دولة عربية وهي اخذة في الانقسام والزيادة ( عمليا نقص وليس زيادة ) وجغرافيا لا تزال من الناحية الطبيعية 5 دول عربية فقط . ولكن من يجرؤ على البوح بذلك ؟ ومن يتحمل غضب الحكومات ؟
وارى انه يكفي العرب 5 دول تتحالف فدراليا بداخلها و كنفدراليا فيما بينها :
الدولة الاولى –
شبه الجزيرة العربية وتشمل المملكة العربية السعودية - والامارات - دولة قطر - سلطنة عمان - الجمهورية اليمنية وجزر القمر ، وهي دولة ستكتفي من ناحية عدد السكان ومن ناحية الموارد وتوصل الخليج العربي بالبحر الاحمر بمضيق باب المندب وتطل على افريقيا .
الدولة الثانية -
دولة الهلال الخصيب وتشمل العراق و الكويت والبحرين ، وتحقق الامتداد الطبيعي بين القارات القديمة ومع الامبراطورية الفارسية بكل اخوة وحسن جوار .
الدولة الثالثة –
سوريا الكبرى وتشمل سوريا والمملكه الاردنيه الهاشميه - جمهورية لبنان-ودولة فلسطين وهي الطريق التاريخي الذي يوصل القارات والمتوسط عبر درب الشام اريحا ايلات وصولا للبحر الاحمر وافريقيا
الدولة الرابعة -
مصر الكبرى وتشمل جمهورية مصر - والسودان والصومال وليبيا و جيبوتي وهي التي ستملك المساحات الشاسعة والطاقات الهائلة والقوة العظمى
الدولة الخامسة -
المغرب العربي – وتشمل المملكة المغربية - الجمهورية الجزائرية الشعبية - الجمهورية التونسية وموريتانيا وتطل على المحيط واوروبا وصولا لامريكا اللاتينية
انا أحلم ، مجرد حلم .. وعلى الاقل من حق المواطن ان يحلم لان الواقع الحالي لا يعجب الحكومات ولا يعجب الجمهور .
الكاتب: د. ناصر اللحام