إن البعض ممن يزعمون أنهم مثقفون من مقاطعة باركيول ويريدون إشهار ثقافتهم في أي مناسبة ، أفليس من الأفضل لهم إظهار هذه الثقافة من خلال ثقة بعضهم ببعض وإكبار كل منهم للاخر ملتمسين حسن النية في تصرفات غيرهم إلى أن يثبت العكس .
فإجبار الناس على الاعتراف بثقافتهم يجب أن لا يتم بالأساليب الاستفزازية ، بل بالتواضع ونكران الذات .
إن أسلوب التعالى الذي يمارس البعض منهم فإنه لربما يولد عند المواطن العادي غير المثقف نوعاً من الشعور بالدونية مما يخلق لديه ردة فعل أقل إنعكاساتها ربمايكون إحتقاره لذلك المثقف ونعته له أمام الناس بصفات لا يليق بهذا المقام ذكرها .
فهذه ملاحظات عامة تقودنا إلى توجيه نداء إلى الفقهاء والمثقفين والشعراء والفنانين وغيرهم من المتنورين في مقاطعة باركيول ، فبموجب هذا النداء فإ ن من يريد منهم لفت الانتباه إلى إبداعاته العلمية أو الأدبية أن يبرز ذلك من خلال عطائه الثقافي أوالعلمي أوالاخلاقي في جو من المسؤلية وأحترام الآخرين بمافيهم أولائك الذين لا تشملهم صفة الثقافة ، علماً أننا نحن الموريتانيون بسبب تعايشنا في أماكن متقاربة وربما تحت سقف واحد وفي تجمعات مشتركة نتناول فيها عادة أطراف الحديث حول الثقافة والسياسة وغير ذلك مما يجعلنا حقاً متقاربين في الحقل الثقافي بصفة عامة مما يؤكد نسبية المعرفة التي قال بها المرحوم (المعري) حين قال :
(وما العلماء والجهال إلا قريب*** حين تنظر من قريب)
بعد هذه الدردشة الطويلة ندعوكم ياإخوتنا الأعزاء في مقاطعة باركيول من أجل أن نضع معاً معايير محددة على ضوئها نختار مستقبلا من يمثلنا في المجالس الانتخابية في الاستحقاقات القادمة سواء كان المرشح مثقفا أو غير مثقف ,على أن يكون هدفه الأساسي هو مايقدم لسكان المقاطعة في كل المجالات الاقتصادية أوالاجتماعية أوالثقافية ,وأن يكون المستفيد من ذلك العطاء هم الأكثر حاجة إليه من سكان المقاطعة وأن لا تكون القرابة أوالولاء السياسي هما المرجعية لديه في تقديم تلك الخدمة أو المنفعة ، ذلك أننا إذا عدنا إلى ماضينا السياسي القريب فسوف نلاحظ أنه منذ قيام مايعرف (بالديمقراطية) في بلادنا أن نواب المقاطعة وشيخها ومنتخبيها ظل همهم الاول والأخير هو مصالهم الذاتية وإن فاض عنها شئ فللأ قرب ثم الأقرب ، ولم نر فرقاً يذكر في نوابنا الشباب، بل ساروا على نهج من سبقوهم للأسف ولربما فاقوهم في ذلك الشأن مع نقص في الاحترافية التي تقضي بمراعات مشاعر الناس عند مايصدون عن تحقيق مطالبهم ممن كانوا يعتقدون أنهم قد إنتخبوهم لحل مشاكل سكان المقاطعة.
ونحبذ أيضاً من سكان المقاطعة على ضوء تجاربهم السابقة أن يبعدوا كل المعايير القاضية بأختيار ممثليهم في المجالس الانتخابية عن كل ماله علاقة بالنعرات القبلية أو الفخذية أو الجهوية وحتى العنصرية ، وبدلا من ذلك يلتزمون بالمعايير الاخلاقية للمرشح وكفاء ته وماضيه إن كان يؤكد ذلك الماضي إمكانية وفائه بإلتزاماته للناخبين في حدود قدراته على إفادتهم من خدمات مؤسسات الدولة ومرافقهاالعامة ،وأن لايتعامل مع ذويه في مجال تلك الخدمات أوالمنافع إلا في إطار حدود مايجب تعميمه على سكان المقاطعة حسب الاستعدادات والقدرات الذاتية للأفراد، نعم نعلم أن هذه للالتزامات يصعب تحقيقها لكنها بالارادة ممكنة.
وأخيراً نأمل من مثقفينا أن يتركوا غيرهم يتولون نشر ثقافتهم وأن لايقوموا هم أنفسهم بنشر غسيلها على جباه الناس قهراً وأحياناً بأساليب خشينة لا تليق بالمثقفين ، فالناس في المقاطعة وغيرها من التراب الوطني يرددون فقه كلا من المرحوم أعْمَرْ ولد مَحّمْ بَوْبَه والمرحوم بَيْدَرْ ولد لمام والمرحوم أحْمَدْ لَفْرَمْ ولد التّارْ, كما يرددون أيضاً أدب وإبداع كلا من المرحوم أرَبَانْ ولد أعمر ولد محم والمرحوم مُحَمْدِي ولد أحمد فآل وغيرهم كثير، فهاؤلاء العماء والأدباء لم يكن إنتاجهم العلمي أوالأدبي في حاجة إلى إشهارلأن قيمته الذاتية كافية وحدها لنشره عبر العالم .
وعلى العموم لكم منا الشكر والتقدير يانوابنا ومثقفونا المحترمون على سعة صدوركم بتقبل نقد الآخرين.
يحي مقامه المدير الناشر لموقع موريتانيا 13
كنتاكي / الولايات المتحدة الامركية