ضابط في “الجيش الحر” يتوجّه لإسرائيل ويُطالبها بالتعاون مع الجهات المعتدلة في المعارضة السوريّة

جمعة, 2015-01-23 16:50

أكّد ضابط ميدانيّ في “الجيش الحر”، في حديث لموقع (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيليّ، على أنّه بات من الضروري أنْ تتعاون إسرائيل مع الجهات المعتدلة في المعارضة السورية، من أجل مواجهة التهديد المشترك المتمثل في حزب الله في الجولان.

وأشار الضابط الذي التقى مراسل الموقع في العاصمة الأردنية، عمان، إلى أنّ الجيش السوريّ الحر يراقب منذ فترة جنودًا إيرانيين وعناصر من حزب الله وأيضًا عناصر روسية، تنشط بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وذلك في موازاة العمل الذي يعدّه الجيش الحر لمحاصرة مدينة القنيطرة التي يسيطر عليها النظام السوريّ، على حدّ قوله.

الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لكنه عرّف عن نفسه بأنه قائد إحدى الكتائب المنضوية في “الجيش الحر”، أكّد على أنّه يقضي فترة استراحة واستجمام في الأردن، لافتًا إلى أنّ من نعتهم بالقتلى في الغارة التي استهدفتهم الأحد الماضي بالقرب من القنيطرة كانوا في مهمة لرفع معنويات المقاتلين من حزب الله والجنود الذين يقاتلون إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: قد يكونون موجودين هناك للتخطيط لأمر غير معروف، وقد يكونون حصلوا على أسلحة جديدة.

وأشار الموقع، تعقيبًا على كلام الضابط، إلى أنّ ملاحظاته بوصفه قائداً في الجيش السوري الحر، تكشف عن محدودية معلومات حول تحركات وتحضيرات حزب الله والإيرانيين في المنطقة. ونقل الموقع أيضًا عنه قوله إنّ جنودنا يستعدون لمحاصرة مدينة القنيطرة، إلا أننا اضطررنا إلى تأجيل ذلك، بسبب العواصف الثلجية التي ضربت المنطقة. وتوجه الضابط بكلامه إلى الشعب الإسرائيليّ، قائلاً إنّ القوات الشيعية في الجولان تنوي بالفعل مواجهة إسرائيل بشكل جديّ أكثر بكثير من الماضي، ما يعني أن التعاون بين قوات المعارضة المعتدلة وإسرائيل بات أكثر من ضروري في الجولان السوري.

وأضاف: لديكم (إسرائيل) فرصة تاريخية للحصول على دعم الشعب في سوريّة، فنحن نريد أن نقاتل إلى جانبكم، لأنهم (حزب الله) لن يتوقفوا في سوريّة، ولديهم مشروع كبير يهددكم كما يهددنا”، على حدّ قوله. جدير بالذكر، أنّ سلطات الجيش الإسرائيليّ، وفي خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ سمحت لطاقمٍ من موقع VICE بتوثيق عمليات استيعاب الجرحى السوريين في المستشفى الميدانيّ، الذي أقامته إسرائيل في الجولان العربيّ السوريّ المُحتّل، وبعد تلّقي العلاج الأوليّ، قال المُراسل سيمون أوستروفسكي، يقوم الجيش بنقل الجرحى إلى المستشفيات الواقعة في شمال إسرائيل. وبحسب التقرير المُصوّر فقد أقّر الجيش الإسرائيليّ بأنّ عدد الجرحى السوريين، الذي يُعالجون اليوم في المستشفيات الإسرائيليّة يصل إلى 1400 مُشدّدّةً على أنّه بحسب معطيات جيش الاحتلال 90 بالمائة من الجرحى هم من الرجال، الأمر الذي يُعزز الرواية بأنّهم ينتمون إلى الجماعات المُعارضة المُسلحّة، التي تُحارب الدولة السوريّة والجيش العربيّ السوريّ.

وشدّدّ الموقع المذكور، وهو موقع عالميّ، وليس إسرائيليًا، على أنّه سيقوم بنشر عدّة حلقات عن الموضوع في الأيّام القريبة القادمة، لافتًا إلى أنّ عملية التصوير والتوثيق، تمّت بموافقة سلطات الجيش الإسرائيليّ. هذا وما زالت قضية الجرحى السوريين الذين يُعالجون في المستشفيات الإسرائيليّة، غامضة جداً، بسبب الرقابة العسكريّة التي تُحاول فرض التعتيم الإعلاميّ على هذه الظاهرة، خصوصاً أنّ عدد الجرحى في ارتفاع مستمرٍ، وفق المصادر الفلسطينيّة في الداخل الفلسطينيّ. هؤلاء الجرحى يتّم استيعابهم أولاً في المستشفى الميدانيّ، الذي أقامه جيش الاحتلال في الجولان المحتّل، ومن ثمّ ينقلون إلى المستشفيات الواقعة شمال دولة الاحتلال: بوريّة في طبريّا، زيف في مدينة صفد، والمركز الطبيّ للجليل الغربيّ في نهاريا.

وبينّت تقارير رسميّة صادرة عن مراقبي الأمم المتحدّة في هضبة الجولان العربيّ السوريّ المحتّل والمُحرّر، بينّت كيفية وآلية التعاون بين ما يُطلق عليها فصائل المُعارضة السوريّة وبين إسرائيل، وذلك في السنة والنصف الأخيرتين. وقال مُراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، باراك رافيد، إنّ هذه التقارير تُقدّم لأعضاء مجلس الأمن الدوليّ ألـ15 للاطلاع عليها، لافتًا إلى أنّها منشورة على الموقع الالكترونيّ الرسميّ التابع للأمم المُتحدّة، كما أشار إلى أنّ التقارير المذكورة تذكر بالتفصيل الاتصالات الدائمة التي تجري على الحدود السوريّة بين ضباط كبار وجنود في جيش الاحتلال الإسرائيليّ وبين المُسلحين من المعارضة السوريّة، التي تعمل على إسقاط الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد.

 جدير بالذكر أنّ قوّة فض الاشتباك في الجولان (أوندوف)، أُقيمت في العام 1974 كجزءٍ من اتفاقيات فصل القوّات بين سوريّة وإسرائيل، بحيث أُقيمت منطقة عازلة مساحتها عدّة كيلومترات، ينتشر فيها الجنود التابعين للأمم المتحدّة، وتُمنع سوريّة من إدخال قوات عسكريّة إلى هذه المنطقة، وحتى العام 2013 تواجد في المنطقة أكثر من ألف جندي أمميّ، الذين كانت مهمتهم الحفاظ على المنطقة العازلة، ومنع أيّ أعمال حربيّة بين سوريّة وإسرائيل.

رأي اليوم