أكيد أن القطاع الوزاري المكلف بالثقافة عاكف علي تحضير النسخة السادسة من المهرجان الثقافي السنوي للمدن القديمة و التي ستنظم هذا العام بمدينة "وادان" التاريخية و هو حدث وطني كبير ينظم برورا و تنشيطا لأمهات مدننا التاريخية التي تمثل الذاكرة الحية و الحاضنة المنيعة لتراثنا الحضاري وذلك بالتزامن المبارك سنويا مع إِحْيَاءِ ذكري المولد النبوي الشريف. و يعتبر المهرجان حسنة من حسنات الحقبة السياسية الحالية ضخت شيئا من علامات الحياة في مدننا التاريخية التي تمثل عنوانا لماض مشرف مجيد لكن البعض من المتابعين و المعجبين و الحادبين يري أنه ربما أَلَمً بالمهرجان ومَسًهُ طَائِفٌ من "انخفاض المستوي" و الرًتَابَةِ والرُوتِينِ مما يستدعي من الجهات المنظمة للنسخة المقبلة التفكير في بعض إضافات الترفيع و التجديد و التشويق ابتغاء "إعلاء المستوي" وكسر الرتابة و تجاوز الروتين،...
و لأنه لم يعد يفصلنا عن تنظيم النسخة السادسة إلا أشهر ثلاث فإني أقترح أن تُبادر الجهات المنظمة إلي تنظيم ملتقي عاجل لأعلام الفاعلين و المهتمين بالمهرجان يهدف إلي تقديم بعض المقترحات العملية،"خفيفة التكلفة الزمنية و المادية" و الهادفة إلي ترفيع و كسر رتابة "نسخة وادان" المقبلة و ما أنا بمستبعد أن تضم مخرجات الملتقي المذكور -إن قُدِرَ له أن يلتئم- كُلً أو جُلً المقترحات التالية:-
أولا:-استضافة إحدي المدن التاريخية الشقيقة: و أقصد بذلك توجيه استدعاء للمشاركة في مهرجان و معرض "نسخة وادان" المقبلة إلي إحدي المدن التاريخية الشقيقة المصنفة من طرف اليونسكو تراثا عالميا و التي تربطنا بها وشائج تاريخية خاصة "كتمبكتو" بمالي و فاس القديمة و مكناس القديمة بالمغرب و "بني حماد" بولاية "لمسيلة" بالجزائر و جزيرة "سان لويس" بالسنغال و مدينة صنعاء التاريخية باليمن ومدينتي قرطبة و غرناطة بالأندلس،...
ثانيا: استحداث وتدشين انطلاق برنامج وطني للتعريف بالمدن و المواقع الأثرية الموريتانية المندثرة كليا أو جزئيا: وذلك سبيلا إلي ترسيم حدودها و إعادة بناء بعض معالمها و العرفان بالجميل لتاريخها و إسهامها في التراكم الحضاري للأمة الموريتانية و العمل علي جعلها وِجْهَاتٍ و قِبْلَاتٍ للسياحة الثقافية و يَحْسُنُ أن تُدشن انطلاقة البرنامج خلال نسخة ودان المقبلة بترسيم حدود مدينة "تينيكي" التاريخية التابعة إداريا لمقاطعة وادان و المندثرة جزئيا و بالإضافة إلي وضع الحجر الأساس لإعادة بناء بعض معالمها.
ثالثا: توجيه "دعوات شرف" إلي بعض مشاهير الشخصيات العالمية ذات الأصول الموريتانية: و سيكون من شأن هذا الإجراء ترفيع حضور المهرجان و ربط المتميزين عالميا من ذوي الأصول الموريتانية ببلدهم المنشأ و من أمثال هؤلاء العلامة محمد ولد أحمد مزيد الجكني الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية و الرئيس النيجري الأسبق "ممادو تانجا"و الممثل الفرنسي الأشهر"عمر صو" الحائز علي الرتبة الأولي ضمن تصنيف المشاهير الأكثر حبا و تقديرا من الفرنسيين ،...
رابعا:توزيع جوائز شنقيط خلال المهرجان: بما أن الهدف من جوائز شنقيط هو تحفيز الإبداع العلمي الذي كانت مدننا التاريخية عنوانا له فربما يكون من المناسب ترفيعا و تنويعا لفعاليات المهرجان و ترويجا و إشهارا لجوائز شنقيط أن يقرر إدراجُ توزيع تلك الجوائز سنويا ضمن فعاليات مهرجان المدن القديمة وذلك ابتداء من نسخة وادان المقبلة؛
خامسا:تدشين انطلاق محظرة نموذجية لفائدة أبناء الأوساط الاجتماعية الاقل حظا في التعليم:و يتعلق الأمر هنا باقتراح افتتاح وزارة الشؤون الإسلامية لمحظرة نموذجية ذات تكوين محظري مكثف بودان خلال أيام المهرجان و ذلك لفائدة 50 تلميذا منحدرين من الطبقات الأقل حظا في التعليم يتم انتقاؤهم من مختلف مناطق حواضن رواسب الاسترقاق و يُلْزَمُ الطاقم التأطيري و التكويني بتخريج هذه الدفعة خلال أربع سنوات بعد حفظ القرءان و الكتب التمهيدية في الفقه و اللغة العربية؛
سادسا:إعداد و عرض فيلم عن إحدي الشخصيات التاريخية الوازنة بالمدينة المضيفة: ضمانا لتخليد التميز و برورا بالجيل الفذ و شحذا لهمم الأجيال الحالية مصداقا للأثر القائل بأن سير الرجال مدارس للأجيال يجدر تكليف أحد أشهر المنتجين الموريتانيين أو "إئتلاف أشهر المنتجين" بإعداد و عرض فيلم و لو قصير حول أحد أعلام الشخصيات العلمية بالمدينة التاريخية المضيفة كالطالب محمد ولد اطوير الجنة مثلا بالنسبة لنسخة وادان المقبلة.