محمد ولد عبدى قبل وفاته يراسل دارالساقى من اجل ترشيح منينه بلانشيه لإحدى الجوائز الأدبية الكبرى

اثنين, 2015-01-05 02:30

نشر الوزيرالسابق والروائي محمد ولد أميْن على صفحته نص رسالة قال بأن الشاعرالكبير محمد ولد عبدي رحمه الله قد أرسلها منذ فترة لدار االساقى التى نشرت روايته " منٌينة ابلانشيه "  يدعوها لترشيح الرواية لواحدة من الجوائز الأدبية الكبرى ووعدهم بنشر دراسة مُفصّلة عنها لكن الموت غيّبه قبل ذلك يضيف الوزيروالروائي قائلا .انشر هذه الرسالة لما فيها من ملاحظات دقيقة من ناقد عظيم جادت به بلادي ذات يوم واختطفه القدر منا دون حول منا ولا قوة...اللهم ارحمه واكرمه وعوض له في اخراه اهلا واحبابا خيرا منا انك انت الرحمن الرحيم.

 

كتب محمد عبدي ما يلي :  

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

 

 

السادة دار الساقي المحترمون:

 

تحية الإبداع والتميز والجدية...

لكم كنت حريصا دوما وما زلت على مواكبة نشركم المتميز، إذ ان مجرد اختياركم لعمل ابداعي ما أو دراسة علمية معينة، هو في ذاته اجراء نقدي دقيق يمحص ، يختار ، وينتقي ، ومن ثم يوفر علي و على غيري مهمة التقييم و الاقتناء ، لذا فأنا حريص دائما في معارض الكتب التي أشارك في الأعمال الثقافية المصاحبة لها ( معرض الشارقة ، الدار البيضاء ، الدوحة ، الرياض، القاهرة، أو في معرض أبوظبي الذي أشارك في الاشراف عليه ) أن أقتني في كل مرة جديد داركم، و أنصح لجان الاقتناء في أبو ظبي بذلك، ولعل عدد الجوائز الإبداعية، التي نالتها إصداراتكم خير دليل على تميزكم ذاك، وجدّيتكم الإبداعية وجدتكم في النشر، ومن موقعي مواكبا لحركة النشر العربية وخصوصا في مجال الرواية وخاصة ما نال منها جوائز في السنوات الأخيرة (وعلى الخصوص جائزة البوكر النسخة العربية ) ، فإني أقترح على داركم المحترمة ترشيح رواية " منينه بلانشيه " للكاتب الموريتاني الكبير محمد ولد أمين لإحدى الجوائز العربية الكبرى ( جائزة البوكر أو جائزة كتارا، أو جائزة الشيخ زايد للكتاب ...) وذلك لاعتبارات إبداعية عديدة نذكر منها على سبيل التمثيل :

أولاً: كونها رواية – أطروحة : إنها تعيد إشكالية الهوية إلى دائرة الضوء مجددا ، من منظور ما بعد حداثي ، يسائل "الأنا" و " الآخر" عن حدود الذات وحد ِّ الوجود ، وتفضح القول بتعالي الهوية و قبليتها ، ذلك أن الهوية سيرورة وتشكل و انبناء ، فلا عطاء ولا قبْلية ولا صفاء ، إن هي إلا هجنة وتراشح وتخاصب ، وهو طرح يتصدر آخر ما توصلت إليه الدراسات الثقافية فيما يعرف بما بعد الكولونيالية . وإذ يطرحه ولد أمين في روايته هذه فذاك ارتياد لمناطق فكرية بكر ما يزال المشتغلون بها فلسفيا عدّ أصابع اليد .

ثانياً: إنها رواية التجنيس : أي أنها تؤسس لخصوصيتها الكتابية داخل الجنس الروائي ، فهي لا تكتفي بمجرد احتذاء الخصائص الاستدلالية للرواية العربية، و إنما تبصم خصوصيتها الإبداعية عبر الشخوص والفضاء و الزمن في لعبة ماتعة تغريك فلا تلتقط انفاسك إلا في السطر الأخير . 

ثالثاً: إنها رواية المسكوت عنهم في التاريخ والمجتمع والثقافة، تستنطق الأول من منظور الهامش، وتحرج الثاني في علاقاته الملتبسة بالآخر الاستعماري وتطلق للثقافة عنان البوح عن مكبوتها الجنسي و الديني و الأسطوري .

إن هذه النقاط وغيرها كثير مما سنقارب في قراءة لاحقة لجديرة بأن تتوج السيدة "منينة بلانشيه" على عرش إحدى الجوائز العربية الكبرى وبذلك نوصي ونقترح .

مع خالص ودي واحترامي 

د. محمد ولد عبدي 

مستشار البرامج العامة

بهيئة السياحة والثقافة

في أبوظبي