لا للتطاول على الدستور ولا مصداقية للمتربحين بالسياسة
مع أنني أعرف أن الدستور الحالي ومواده الجامدة ليست نتيجة لتراكم ديمقراطي أو هبة شعبية أو حتى اقتناعا وزهدا من الطبقة الحاكمة أو من النخب السياسية، إلا أنني شديد العض عليه من المساس أو المساومة أو المزايدة. هذا شيء من الله وهبة منه، وفي لحظة زهد وتأسيس، ارتأى #المحركون أن يضمن هذا في الدستور (وشكرا لهم من القلب على هذا)، ولكن لا نقبل بالرجوع في هذه العطية مهما كانت الظروف.
سيكثر ويتكاثر البكاؤون المتملقون، والذين لا يريدون علوا ولا مأثرة، حسابهم دون ذلك في التربح والمناصب وأشياء حضيضية بهيمية.
إنني شديد الثقة في أن الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز سيفي بيمينه، ولن يتراجع عنه أبدا.. لكني كنت أتمنى لو أحرج هؤلاء المتسلقين والمتربحين وأوقفهم عند صغرهم وصغر عقولهم.
ونصيحتي كما كانت في بداية المأمورية الثانية: كن كسليمان ابن عبد الملك ابن مروان، بدأها بخير وختمها بخير. لا تلتفت للذين يريدون أن يخرجوك من الباب الخلفي. اخرج، سيدي، الرئيس من الباب الكبير. وخير لك أن تنزل عن الكرسي طواعية وزهدا من أن تزاح كراهية ورغما. وتذكر من قبلك، واتعظ بغيرك، واعرف دائما أنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.
هذا قولي لك، ونصيحتي لك، سيدي الرئيس. أما المتسلقون فالأيام كفيلة بهم، ولا يغرنك تزويقهم، ولا تحبيرهم، فكانوا هذا حالهم لمن قبلك، وستكون هذه صفتهم لمن بعدك.
والسلام.
الكاتب الصحفي: سيد أحمد ولد أعمر ولد محم.