اوقفت الشرطة البلجيكية صباح الاربعاء نجم العشرواي المشتبه به الرئيسي في الاعتداء الدامي في مطار بروكسل الثلاثاء في حي اندرلخت الشعبي في العاصمة، حسبما اوردت اذاعة “ار تي ال” البلجيكية وصحيفة “درنيير اور“.
وكتبت اذاعة “ار تي ال” على موقعها “اوقف نجم العشرواي… الهارب منذ مشاركته في اعتداءات بروكسل” والذي يمكن ان يكون احد خبراء متفجرات اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، بحسب وسائل الاعلام.
واضافت الاذاعة والصحيفة ان العشراوي هو الرجل الثالث في صور كاميرات المراقبة من داخل المطار الى جانب الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما الثلاثاء.
ولم يؤكد مسؤولون الخبر الا ان المدعي الفدرالي سيعقد مؤتمرا صحافيا عند الساعة 12,00 ت غ.
وكشفت السلطات البلجيكية الاربعاء هوية انتحاريين نفذا هجمات بروكسل قائلة انهما شقيقان على علاقة بالمشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فيما تلاحق مهاجما ثالثا.
وغداة اسوأ اعتداءات تشهدها بلجيكا مع ثلاثة تفجيرات ادت الى مقتل حوالى 30 شخصا واصابة 250 بجروح وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية، افادت شبكتان تلفزيونيتان ان الانتحاريين هما خالد وابراهم البكراوي (في الصورة اعلاه).
وفيما دخلت البلاد التي ترزح تحت صدمة الاعتداءات فترة حداد لثلاثة ايام، يقف المواطنون في بروكسل دقيقة صمت ظهرا (11,00 ت غ) في ذكرى الضحايا ويتقدمهم الملك فيليب ورئيس الوزراء شارل ميشال.
وكانت الشرطة تلاحق اساسا الشقيقين بسبب علاقتهما بصلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي على قيد الحياة من المجموعة المنفذة لاعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر في باريس والذي اعتقلته السلطات البلجيكية الجمعة بعد ملاحقة استمرت اربعة اشهر.
ووقع تفجيران انتحاريان في مطار زفنتم الدولي في بروكسل صباح الثلاثاء وتبعهما تفجير في محطة مالبيك للمترو قرب الحي الذي يضم المؤسسات الاوروبية.
وهذه الاعتداءات غير مسبوقة في المدينة التي تضم مقري حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي.
وشلت الحركة في المدينة كما دفعت الهجمات بمطارات اوروبية عدة الى تعزيز اجراءاتها الامنية وسط تساؤلات حول قدرة اوروبا على مكافحة الارهاب بعد قرابة اربعة اشهر من اعتداءات باريس التي خلفت 130 قتيلا و350 جريحا.
واستؤنف العمل جزئيا في قطارات الانفاق صباح الاربعاء وسط اجراءات امنية مشددة فيما كان جنود يدققون في امتعة الركاب عند مداخل المحطات. لكن الحركة كانت اقل من المعتاد.
وقالت دومينيك سالازار (18 عاما) اثناء مرافقتها شقيقيها الى المدرسة “انا خائفة بعض الشيء، لكن ليس لدينا من خيار الا الاستمرار”.
– حملة مطاردة-
اطلقت السلطات البلجيكية حملة مطاردة بعدما عممت صور كاميرات المراقبة التي يظهر فيها ثلاثة “مشتبه بهم” وهم يدفعون عربات نقل الامتعة في المطار. وقتل اثنان منهم في التفجيرات الانتحارية فيما الثالث الذي لم تنفجر العبوة التي كان ينقلها، لا يزال هاربا.
وقال مدعون ان الشرطة نفذت حملات مداهمة في مختلف انحاء بلجيكا الثلاثاء وعثرت على علم لتنظيم الدولة الاسلامية ومواد كيميائية في احدى الشقق.
واكدت شبكة “ار تي بي اف” الرسمية الناطقة بالفرنسية ان رجلين يرتديان سترتين داكنتي اللون ويسيران جنبا الى جنب كما يبدوان في الصورة هما في الواقع الشقيقان خالد وابراهيم البكراوي.
وتابعت ان خالد قام على ما يبدو باستئجار شقة في شارلروا (جنوب) بهوية مزيفة انطلق منها منفذو اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
واضافت ان خالد استأجر ايضا بهوية مزيفة شقة في حي فورست في بروكسل حيث وقع تبادل لاطلاق النار خلال عملية مداهمة الاسبوع الماضي مما سرع في القبض على المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام الذي اعتقل الجمعة في مولنبيك بعد فراره طيلة اربعة اشهر.
من جهته، اوردت شبكة “في ار تي” الرسمية الناطقة بالهولندية ان الشقيقين ضالعان فعلا في اعتداءات بروكسل التي اوقعت قرابة 30 قتيلا و250 جريحا، الا انهما تحركا في مكانين مختلفين: فاحدهما نفذ الاعتداء في المطار بينما فجر الثاني نفسه في محطة مالبيك للمترو مما اوقع 15 قتيلا على الاقل.
وكان مصدر من الشرطة اعلن لوكالة فرانس برس ان الرجل الذي كان في الوسط بين الرجلين الاخرين في صورة كاميرا المراقبة “يمكن ان يكون ابراهيم البكراوي”.
وقد وجهت الشرطة البلجيكية الاربعاء نداء لطلب مساعدة الشهود من اجل التعرف على الرجال الثلاثة الذين يدفعون عربات عليها حقائب سوداء امامهم.
– حداد واضاءة معالم سياحية بالوان علم بلجيكا-
تقف بروكسل ظهر الاربعاء دقيقة صمت في ذكرى ضحايا الاعتداءات وستنكس الاعلام فوق المباني الرسمي الخميس.
وقال رئيس حكومة بروكسل رودي فيرفورت على تويتر “دعوت الشعب الى الوقوف دقيقة صمت ظهرا (11,00 ت غ) في ذكرى ضحايا الاعتداءات الارهابية التي وقعت في 22 اذار/مارس″.
وسيحضر ملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلد وكذلك رئيس الوزراء مراسم ذكرى الضحايا في محيط مستديرة شومان وسط مراكز المؤسسات الاوروبية كما اوضح القصر الملكي.
وتضامنا مع بروكسل اضيئت معالم سياحية شهيرة مساء الثلاثاء مثل برجل ايفل في باريس وبوابة براندنبورغ في برلين وبرج التجارة العالمي في نيويورك بالوان علم بلجيكا الاسود والاصفر والاحمر.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تبادل الاف الاشخاص صور شخصية تانتان البلجيكية الشهيرة للرسوم المتحركة وهو يبكي والذي اصبح رمزا لبلجيكا الغارقة في الحداد.
– دعوات لتشديد مراقبة الحدود-
رأى محللون ان اعتداءات بروكسل اظهرت ان شبكات الجهاديين في بلجيكا وايضا في باقي اوروبا، تبقى قادرة على تنفيذ اعتداءات دامية مهما كانت الضغوط التي تمارسها الشرطة عليها.
وفي هذا السياق، دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاربعاء الى “تعزيز مراقبة الحدود الخارجية” للاتحاد الاوروبي ورأى ان فرنسا “غضت النظر” عن “الافكار المتطرفة للسلفية”.
وقال فالس انه يجب التقدم “في مجمل الوسائل لمكافحة الارهاب”، لانه باعتداءات بروكسل “هوجمت اوروبا لانها اوروبا. لذلك يجب ان يكون الرد اوروبيا”. ورأى ايضا انه “في جميع انحاء اوروبا” لم يؤخذ تقدم “الافكار المتطرفة للسلفية” في الاعتبار.
واضاف فالس انه تم تحديد “اكثر من ثلاثين شخصا” حتى اليوم مرتبطون باعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويتوجه رئيس الوزراء الفرنسي الاربعاء الى بروكسل في اطار زيارة مقررة منذ اسابيع وسيلتقي خلالها رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ونظيره البلجيكي.
من جهته اعتبر رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول ان اوروبا “سمحت بافلات الامن منها” مشككا باتفاقية شنغن حول حرية التنقل بين دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي.
(أ ف ب)